تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
مقولة مشهورة، يردها كتاب السير والتاريخ، بأن المحافظة على النصر أهم من النصر، فقد وصل الإخوان إلى حكم مصر، هذا في حد ذاته انتصار لهم، بصرف النظر عن عوامل وأسباب هذا النصر، لكنهم لم يستطيعوا المحافظة على هذا النصر وتحول إلى هزيمة قاسية بسبب فشلهم وغبائهم وتعاليهم وغطرستهم والغرور الذي أصابهم.
كل هذه العوامل جعلتهم لا يقدرون الأمور حق تقديرها وجعلت على أبصارهم غشاوة فصابتهم الضبابية في الرؤيا وأصابت أجهزة الاستشعار عندهم بالعطب فلم يقرئا ما حولهم جيداً ولم يقدروا جريرة أفعالهم جيداً ولعل تمرد مدن القناة (بورسعيد، والإسماعيلية، والسويس) واضطرار مرسي لفرض حظر التجوال عليهم، ورفضهم لهذا الحظر، وتعمدهم النزول إلى الشوارع في ساعات الحظر وقاموا بعمل (كأس العالم للحظر) دوري لكرة القدم وقام الجيش المنوط به تنفيذ قرار الحظر بفتح الملاعب الخاصة به لاستقبال (دوري كأس العالم للحظر) بل إن أفرادا منه، كوَّنوا فرقاً للعب مع أبناء شعب هذه المدن، وتمرد مدينة المحلة الكبرى وطرد المحافظ وإغلاق المحافظة وغيرها لم يقرأ الأخوان المشهد بسبب غطرستهم وغرورهم واستمروا في تحدى إرادة الشعب بمنح 60 ألف فلسطيني الجنسية المصرية تمهيداً لاستوطانهم أرض مصر، فتدخل الجيش ومنع تملك أرض سيناء لغير المصريين، وكان هذا كفيلاً بأن يكون جرس إنذار لسياسات الإخوان ،ولكنهم كما عودونا أساتذة في جلب النكبات وحصن الخسائر، حتى تأسست حركة "تمرد" واستجاب الشعب المحبط من سياسة الإخوان لهذه الحركة وتمت الإطاحة بحكم "جماعة الإخوان الغبية" والتي استمرت في غبائها حتى اليوم بتحالفها مع التنظيمات التكفيرية لتحقيق أجندة صهيوأمريكية في المنطقة أصبحت مفضوحة للجميع وقد تكلمنا كثيراً في ذلك والمقصد من هذه المقدمة أن المحافظة على النصر هي أهم من النصر نفسه، وقد انتصرت إرادة الشعب المصري عندما أطاح بجماعة الإخوان، وصمم على أن يكون قائده في السنوات القادمة الرجل الذي تولي تنفيذ الإدارة الشعبية وهو المشير عبد الفتاح السيسي، وعبد الفتاح السيسي من خلال سيرته الذاتية أنه رجل تدريب على " تقدير الموقف " وحسابات المكسب والخسارة وتدرب على صناعة القرار الصحيح وبحكم منصبه فهو قارئ جيد للأوضاع الإقليمية والدولية، وملم إلماماً شاملاً بالأمن القومي المصري وعوامل القوة الضعف، بمعنى أن الشعب المصري اختار رجل دولة يستطيع حكم دولة في حجم مصر ومكانتها واستجاب السيسي لإرادة الشعب للمرة الثانية وتقدم لاستلام زمام الأمور وقيادة السفينة المصرية في هذا البحر المضطرب والمؤامرات التي تحاك بنا، والسيسي يعلم أنه ليس أمامه إلا خيار واحد لا ثاني له ألا وهو "النجاح" الذي يعني المحافظة على هذا النصر، وقد بدأ عدد من الشباب لا أقول الشباب، ولكن عدداً منهم يستشعر الخوف من عودة الوجوه الكالحة للنظام السابق نظام الديكتاتور "محمد حسني مبارك" وهذه الوجوه الكالحة لعبت دوراً في دعم ترشح السيسي لأنها تملك المال الحرام الذي جمعته من استغلال هذا الشعب المسكين كمان أنها مدربة وتجيد لعبة التسلل إلى القصور الرئاسية فلا بد أن يبدد السيسي هذه المخاوف، لأنه ليس في حاجة إلى هؤلاء المتسلقين لأنهم يستفيدون من السلطة والدولة ولا تستفيد الدولة بهم.
على الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يبدأ بحرب حقيقية وجادة ومدروسة ضد الفساد الذي يضرب كل مكاسب تحققها الدولة ويقضي على التنمية وقد التقيت مع المناضل الكبير الأستاذ حمدي الفخراني رئيس منظمة مكافحة الفساد وهذا الرجل لديه ملفات في غاية الأهمية عن الفساد الذي يجب على السيسي الإطلاع عليه فعلى سبيل المثال ذكر الفساد وفي منجم الفوسفات أن مؤجر المنجم تربح 2.5 مليار جنية بينما نصيب الدولة 130 ألف جنيه وفساد منجم السكري للذهب وفساد محاجر الرخام والحجارة والرمل حيث أن المشتري يشتري بأسعار عام 1960 م وفساد الأسمنت والحديد والتكلفة الحقيقي لهذه المنتجات وتهرب اصحاب المصانع من دفع مستحقات الدولة في صورة تحايل على الضرائب وغيرها.
على الرئيس الجديد أن يعلم وهو يعلم ذلك جيداً أن الإرهاب ليس نتيجة فكره متطرفة فقط ولكنها مؤامرة هزيمة مصر التي تقودها وتمولها قطر وإسرائيل وقد تم إذاعة تسريبات " أردوجان مع التنظيم الدولي للإخوان والمخابرات الإسرائيلية عن الإيقاع بالنظام السوري وتدمير سوريا مما دفع " أردوجان " عن قطع خطوط النت عن تركيا وتقديم 8 ضباط من شركات الاتصال إلى المحاكمة لمسئوليتهم عن تسريب هذه المكالمات وعلى الرئيس إفشال هذه المؤامرة وهزيمتها ولا يتحدث عن مصالحه ولم شمل الجميع فهذه الأطروحات تنعش أمال هذه الجماعات الإرهابية وتجعلها تتبع سياسة المزيد من الضغط كما أنها تصيب الشعب الذي قام ثائراً على هذه الجماعات وأطاح بها بالإحباط وخيبة الأمل فعلى القائد الجديد ألا يزرع في أتباعه خيبة الأمل والإحباط حتى يستطيع تفجير الطاقات الكامنة في أتباعه.
على القائد الجديد أن يعلم بأن دعم الأمة العربية لمصر هو دعم للأمن القومي لهذه الدول وقد قال ملك البحرين طالما مصر في عافية فجميع العرب في أمن وسلام ولا تقول له أن يكسر حاجز احتكار السلاح فمصر لديها جميع الكفاءات التي تجعلها مؤهلة لأن تكون دولة منتجة للسلاح وكانت هذه طموحات الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي أنشأ المصانع الحربية فأصبح تصنيع السلاح الآن مسألة تدخل في المحافظة على الأمن القومي المصري.
هناك علماء كثر و خبراء كثر لهم دراسات قيمة عن الاستصلاح والزراعة في مصر فعلى الرئيس القادم أن ينشأ هيئة كاملة لتنفيذ هذه البرامج ذات الفائدة القصوي للأمن القومي المصري مع إيجاد حل المشكلة "سد النهضة" مع إثيوبيا ومحاولة إعادة الدور المصري المفتقد في إفريقيا عامة وفي دول حوض النيل خاصة.
• لا بد من اقتحام العشوائيات وتطويرها قدر الإمكان، وإدخال المرافق الهامة بها كالصرف الصحي والكهرباء والغاز والمدارس ورصف الطرق والشوارع والضرب بيد من حديد على البلطجة وبيع المخدرات والبرشام والفوضى، وحل المشكلة الباعة المتجولين وإعادة تأهيل الشرطة للتعامل مع كل ذلك ففي عصر حبيب العادلي، كان كثير من أمناء الشرطة هم أصحاب مواقف السيارات، وعمال الكارتة يعملون لحسابهم، وتجار البرشام المخدر يعملون في حماية الشرطة التي تفرض عليهم الإتاوات.
كل هذه حقائق يجب ألا تتوارى عن الرئيس الجديد لأنها من هموم الشعب المصري التي يجب القضاء عليها لتحقيق الأمن القضاء على انتشار السلاح الذي أصبح في متناول صبية صغار، لا بد من اقتحام هذه المشاكل ووضع حل جذري وسريع لها.
• لابد للدولة أن تتدخل لتحديد أسعار الإسكان الجديد بما لا يخل بحق المالك وعدم استغلال المستأجر حتى يتمكن الشباب من تحقيق حلمه بالزواج وإقامة بيت مستقل له كما أن الدولة يجب ألا تكون غائبة بين المنتج والمستهلك وإلا تترك ما أطلقوا عليه آليات السوق لأنها قد أثبتت فشلها حتى في أمريكا التي تتدخل لدعم المنتجات الزراعية فغياب دور الدولة كان منهجاً لإسقاط الدولة وليس لتطوير الدولة.
• لابد من إحياء القطاع العام وتطويره لكي يكون قاطرة التنمية والتقدم وعليه القيام بأعباء ربما لا يغامر القطاع الخاص بالدخول فيها ويوجد في مصر إمكانات مهولة للطاقة لاة بد أن تقتحمها الدولة بالقطاع العام الذي يجب أن يتطور كماً وكيفاً بحيث يكون هو المخزون الإستراتيجي للعمال المهرة والعلماء الأكفاء للدولة المصرية.
• لا يوجد دولة تعيش بمفردها لا بد من تطوير علاقتنا بدول الجوار وخاصة الدول العربية وفتح الأسواق الواعدة في الدول الإفريقية والعربية.
• الفرص السانحة أمام الرئيس القادم للنجاح كثيرة وواعدة ونجاح وفشل الرئيس سيكون في قدرته على الاستغلال الأمثل لهذه الفرص، أو إخفاقه في ذلك.
والله ولي التوفيق ..