السبت 05 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

أبناء الفريق كمال حسن يهدون مكتبة الإسكندرية وثائق أرشيفية

رئيس وزراء مصر الأسبق
رئيس وزراء مصر الأسبق الفريق كمال حسن على
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الدكتور خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات المركزية بمكتبة الإسكندرية، إنه في إطار توثيق مكتبة الإسكندرية لتاريخ مصر الحديث والمعاصر، وبحثها عن العائلات التي يكون أحد أفرادها شارك في صنع وتنفيذ السياسة المصرية خلال أي فترة من فترات تاريخ مصر الحديث والمعاصر لأرشفته ضمن حاويتها التاريخية، حصلت ذاكرة مصر المعاصرة على المجموعة الأرشيفية الخاصة برئيس وزراء مصر الأسبق الفريق كمال حسن علي (1984-1985) وقد أهدى هذه المجموعة أبناؤه شريف والدكتورة جيهان والدكتورة منى.
وأشار إلى "أن أي مجموعة صور أو وثائق قديمة أو شرائط فيديو أو شرائط صوت تهدى لذاكرة مصر يتم تحويلها إلى صورة رقمية، وبعد ذلك يتم إعادة الأصل مع نسخة رقمية إلى المالك الأصلي، حيث لا تحتفظ المكتبة بالأصول إلا في حالة رغبة المالك بذلك".
وقالت الدكتورة جيهان كمال حسن علي، أستاذ التحاليل الطبية بطب عين شمس، إن والدها الفريق كمال حسن على، ولد في 18 سبتمبر 1921 في حي عابدين بالقاهرة، وتدرج في المناصب حتى وصل إلى رئيس وزراء مصر عام 1985.
وتستطرد في حديثها، أن والدها شغل العديد من المناصب والمهام خلال مشوار حياته العسكري والمدني، كقائد فصيلة دبابات، ثم سرية دبابات، أثناء الحرب العالمية الثانية، وحرب فلسطين عام 1948، كبير معلمي مدرسة المدرعات، قائد اللواء 70 مدرع السوري أثناء الوحدة المصرية السورية، مدرس بكلية القادة والأركان، قائد اللواء الثاني المدرع أثناء حرب 1967، نائب مدير شئون الضباط، رئيس العمليات بهيئة العمليات للقوات المسلحة، قائد الفرقة 21 مدرعة أثناء حرب الاستنزاف، مدير سلاح المدرعات في حرب أكتوبر، رئيس المخابرات العامة المصرية، نائب رئس الوزراء ووزير الخارجية، وزير الدفاع والإنتاج الحربي والقائد العام للقوات المسلحة، وعين في 16 يوليو 1984 حتى أغسطس 1985 رئيسًا لوزراء مصر وهي الوزارة رقم 106 منذ إنشاء أول مجلس للنظار في عهد الخديوي إسماعيل.
وكان كمال حسن علي، هو أول وزير يحمل لقب وزير الدفاع بعد أن تغير من وزير الحربية إلى وزير دفاع عام 1978.
تزوج الفريق كمال حسن على وأنجب ثلاث ابناء، الابن الأكبر شريف، والبنتان مني وجيهان، وشارك الفريق كمال حسن علي في الحرب العالمية الثانية برصد الألغام البحرية التي تلقى بها الطائرات الألمانية في قناة السويس لإعاقة الملاحة، وحرب فلسطين 1948 ضمن وحدة مدرعات وأصيب بطلق ناري في يده بعد عدة معارك مع القوات الإسرائيلية شرق قطاع غزة، وحرب العدوان الثلاثي على مصر في أكتوبر 1956 وهو في سلاح المدرعات وكان أركان حرب العمليات رقم 2 في قيادة الاحتياطي الإستراتيجي في منطقة غرب القاهرة.
كذلك شارك في حرب اليمن برئاسته لفرع العمليات وعمل مع زملائه على التخطيط لإعادة الانتشار للقوات والتدريب الجيد في مسرح الحرب باليمن. وتعرضت حياته للخطر في اليمن مرتان: حادثة اصطدام طائرة هليكوبتر كان يستقلها وانقلاب عربته المدرعة فوق منطقة زلطية.
وشارك كمال حسن علي في حرب عام 1967 خاضها وهو قائد للواء الثاني المدرع الذي عين قائدًا له في أواخر عام 1966، وأصيب في الجانب الأيمن من البطن بشظايا أدت إلى نزيف حاد نقل على أثره لمستشفى الهلال بالسويس في 8 يونيو ثم إلى مستشفى القوات المسلحة بالمعادي في 11 يونيو.
والتقى كمال حسن على، الرئيس الراحل أنور السادات، وهو في المستشفى، وكان السادات في لهفة لمعرفة حقيقة ما حدث في سيناء عام 1967، فشرح كمال حسن للسادات، أنها لم تكن حربًا.
وقال: "لقد وُضع الجيش المصري في موقف الهزيمة قبل أن تبدأ الحرب وكيف أن الجيش المصري لم يعط الفرصة لمعركة شريفة متكافئة تتلاحم فيها عناصر القتال من الطرفين وعرف السادات أنه لم تكن هناك معارك برية مع جنود يحظون في مواقعهم بحماية الأرض والسماء (يقصد الصواريخ والطائرات) بل كان العدو يتربص ليطاردهم في ظهورهم بعد أن إمرتهم قيادتهم بالانسحاب ويا ليته انسحاب منظم ومدروس". وشرح للسادات كيف أن الجيش المصري قد فقد أسلحته ولكنه لم يفقد روح القتال فالحرب لا تنهيها مواقف الأسلحة مادامت إرادة الرجال باقية.
وقال للسادات، "احصلوا لنا على السلاح لنحارب المعركة التي نستعيد فيها شرفنا الذي فقدناه في حرب خاسرة ولم نكن مسئولين عنها بل ولا أطرافًا متكافئة فيها".
ولم يكن كمال حسن علي، وحده الذي راح يطالب بسلاح جديد ومعركة جديدة، وإنما كان هنا مطلبًا عامًا نشده كل رجال القوات المسلحة المصرية.
وشارك كمال حسن علي، في حرب الاستنزاف، وكان فيها رئيسًا لأركان الفرقة 21 المدرعة ثم قائدًا لها، ثم عين في يناير 1971 رئيسًا للعمليات في هيئة العمليات بالقوات المسلحة وهو الفرع الذي يختص بإعداد القوات المسلحة للعمليات وذلك مع اللواء محمد عبد الغني الجمسي الذي كان يشغل رئيسًا لهيئة العمليات بالقوات المسلحة وكانت فترة صعبة في إطار الاستعداد لمعركة فاصلة لتحرير الأرض المحتلة بسيناء.
كما شارك كمال حسن على في حرب أكتوبر، وهو مدير لسلاح المدرعات وهي الإدارة المسئولة عن توفير احتياجات القوات المسلحة من الدبابات والمركبات ذات الجنزير وورش إصلاحها وصيانتها وكذلك المسئولة عن التدريب الفني لأطقم هذه المعدات من أفراد (والذين تم اختيارهم من حملة المؤهلات الجامعية مما أسهم من جودة التعامل مع المعدات الحديثة مقارنة بمستوى الأفراد عام 1967).
وعن معركة السلام تقول ابنته الدكتورة منى، طبيبة الصحة العامة بالولايات المتحدة الأمريكية، إن الفريق كمال حسن علي شارك في معركة السلام كرئيس لوفد المفاوضات التي انتهت بتوقيع اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية (مارس 1979) كوزير للدفاع والإنتاج الحربي، وذكر كمال حسن على ذلك في مذكراته "محاربون ومفاوضون" فصل ثمن السلام.
ويذكر في هذا الفصل كيف اقترح موسى شفرير رئيس وكالة الطاقة الذرية الإسرائيلي استغلال المياه الجوفية في سيناء لتوطين سيناء بلاجئين فلسطينيين ومستوطنين يهود وفي تعليق لكمال حسن على – على ذلك (وكأنما يريد خلق مشكلة جديدة).
كما اقترح آخرون من الإسرائيليين إقامة محطة قوى ذرية مشتركة من مصر وإسرائيل في منطقة العريش على أساس إنتاج كهرباء وتحلية مياه البحر في سبيل استزراع سيناء وقدر شمعون بفتاح عالم الذرة الإسرائيلي أن مثل هذا المشروع يربط مصر وإسرائيل لمدة 30 عامًا على الأقل (وهو مشروع يشمل إنشاء 170 مستوطنة جديدة في النقب) كما طرحت فكرة بديلة بتحويل جزء من مياه النيل إلى المنطقة لتنميتها الزراعية وأنه يمكن الاستفادة بما أسموه فائض مياه السد العالي في استزراع سيناء ومده إلى صحراء النقب الإسرائيلية.
كما ساومه الإسرائيليون على التخلي عن طابا المصرية فلم يقبل وتم إحالة الأمر إلى محكمة العدل الدولية، وقد ذهب بنفسه إلى محكمة العدل الدولية ليكون الشاهد الرئيسي في حق مصر في طابا، والتي أخذت برأيه المحكمة حيث شرح للمحكمة بالتفصيل الدقيق وضع العلامات على الحدود المصرية الإسرائيلية بما لا يدع مجالًا للشك بأن طابا أرض مصرية.
وقام باستلام العريش وتسليم العلم المصري العزيز إلى الرئيس الراحل أنور السادات لرفعه فوق أول أرض مصرية تستردها مصر عقب حرب 1973 وذلك في 25/5/1979. وانتهت المرحلة الرابعة من الانسحاب في نوفمبر 1979 والمرحلة الخامسة يوم 25 يناير 1980.
وفي 2 فبراير 1980 رأس كمال حسن علي، اللجنة العامة لتطبيع العلاقات بين مصر وإسرائيل وتشكلت اللجنة من ممثلين من كل الوزارات والهيئات والبنك المركزي علاوة على أعضاء لجنة التطبيع بالخارجية المصرية كما تشكلت سبع لجان في البلدين تختص بالثقافة والتجارة والسياحة والمواصلات والنقل البري والبحري والطيران والزراعة، أما بالنسبة للجنة البترول فلقد طلب كمال حسن علي استبعاده من لجنة البترول لقناعته أن البترول لن يكفي مصر في غضون سنوات قليلة تكون بعدها مصر دولة مستوردة للبترول.
وأكد هذه القناعة في بيانه كرئيس للوزراء في مجلس الشعب عام 1984 ولكن أعضاء لجنة البترول قد وافقوا أن تبيع مصر لإسرائيل 2 مليون طن سنويًا بالسعر العالمي. ويجب التنويه إن إسرائيل قد قامت أثناء فترة احتلالها لسيناء منذ 67 حتى 73 باستنزاف آبار البترول في سيناء.
وحصل "كمال"، على العديد من الأوسمة والنياشين وشاح النيل، اليوبيل الفضي لتأميم قناة السويس، الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، عيد الثورة العشرين، ذكرى نصر السادس من أكتوبر، العديد من الأوسمة من كل بلدان العالم. توفي كمال حسن علي في 27 مارس 1993 عن عمر يناهز 73 عامًا.