تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
مرة ثانية وثالثة وألف يضرب المنحرفون مثلًا على الخسة والدناءة والوضاعة، لم يزعجني اختلاف الرأي في التصويت بانتخابات الرئاسة هذا أمر عادي ومعتاد، حتى النقد الذي وصل للردح من أنصار حملة لأنصار حملة أخرى يمكن احتماله، وكذلك الهجوم على بعض قرارات اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة أمر مقبول في ظل الارتباك الذي يصاحب استحقاق انتخابي كبير مثل انتخابات الرئاسة.
ولكن الذي لا يكون قبوله ولا بد من مراجعته والوقوف عنده طويلًا، هو ما صاحب يومي التصويت من سيل السباب الذي قام به نفر من المقاطعين إلى آبائنا وأمهاتنا العجائز واصفًا إياهم بأحط الأوصاف، وهو إن دل عن شيء إنما يدل على سقوط مفزع وفراغ كبير قد احتوى هؤلاء الشتامين فضلًا عن جهل مبين، فكيف تريد مني أن أصدق نغمتك الوطنية وغرامك بالعدل الاجتماعي والحرية وأنت فاقد لاحترامك لنفسك، نعم هذا التطاول يصيب أول ما يصيب يصيبك أنت يا أيها الجهول المتفاخر بجهلك.
وكان من الممكن تجاهل تلك السخافات ومن يرددها، ولكن مع استمرار ساعات التصويت التي استمرت لما يقترب من 72 ساعة كانت وتيرة الانحطاط تتسارع، حتى إن واحدة تزعم أنها ناشطة قد تفرغت أيام التصويت وألقت كل ما في بالوعتها العفنة على حسابها بتويتر لتصف نساء مصر الراقصات أمام اللجان بسوء الأخلاق وقالت عن كبار السن الذين دخلوا إلى اللجان بأنهم سبب الخراب ووصل الغل في قلب المستنشطة مداه حتى دعت لمعاقبة كبار السن الذين خربوا البلد من وجهة نظرها بتصويتهم للسيسي وقالت فيما معناه، إنه لا بد أن نقاطع ذاك الجيل ولو وصل الأمر بالناشط لممارسة النبذ المجتمعي ومقاطعة ذلك الجيل حتى لوكان من بينهم أبوه وأمه.
هكذا يتجلى الشذوذ الأخلاقي والفكري والثوري في أقذر صوره، ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد تلاحظ إلى جانب مصيبة ذلك التمييز والنبذ المجتمعي بحكم السن موجة أخرى من الغباء المقصود حاول البعض فرضه عندما خلط بشكل مباشر بين المؤسسة العسكرية الوطنية وبين المرشح السياسي المشير عبد الفتاح السيسي (نعم حرصت على تقديمه بلقب المشير لأغيظك) فهذا البعض لم ير من السيسي سوى رداءه العسكري- وهو شرف بالمناسبة– وتجاهل عن عمد انتصار ذلك الرداء في ثورتي 25 يناير و30 يونيه على الاستبداد والفساد.
وهنا نشير إلى أن مقتضيات العدالة التاريخية تفرض علينا الاعتراف أنه لولا مؤسستنا العسكرية الوطنية ما استطعنا كشعب خلع المخلوع أو عزل المعزول، ومن شارك في يناير 2011 يتذكر معي كيف كانت سيارات التوجيه المعنوي تتجول في محيط ميدان التحرير، مؤكدة عبر ميكروفوناتها أن التظاهر حق مشروع وهو ما ساعد كثيرا على اطمئنان الناس في الميدان لمواصلة الصمود، وأنا أعتبر أن مؤسسة الجيش شريك كامل في التغيير الذي تشهده مصر خلال السنوات الأخيرة، أما أن يأتي اليوم الذي نرى فيه شويعر يقول إن أمه سيدة فاضلة، ويتطاول ذك الفسل على أبطال حقيقيين فواجب علينا أن نقول له " ثكلتك أمك".
هذا البعض البغيض يحرص يوميًا وفي كل لحظة من لحظاته التي يعيشها ككائن افتراضي على الإنترنت أن يثبت لنا كم هو بشع وغبي ولكي ترتاح أيها المستثور أقول لك صدقناك "أنت بشع وغبي" فهل من الممكن أن ترتاح قليلًا؟ ففاتورة الإنترنت التي يدفع لك قيمتها أبوك كبير السن صارت عبئًا على ميزانية البيت، فاصمت وابحث لك عن عمل لتناضل مع عرق جبينك.