الأربعاء 16 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حماس والجهاد.. أصدقاء الأمس أعداء اليوم


الربيع العربي
الربيع العربي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتقدوا حركة فتح واتهموها بالتواطؤ مع إسرائيل لضرب المقاومة الفلسطينية، جمعتهم رابطة دينية أضفت على مقاومتهم للاحتلال بعدا يقينيا نابعا من الإيمان الديني، حماس والجهاد الإسلامي تركوا الضفة لمن يصفونهم بالمتآمرين ليقاوموا إسرائيل بالسلاح في غزة، رفاق الأمس الذين كانوا يوجهون صواريخهم في تنافس جهادي لقصف العدو وإنهاكه، كل يفاخر بشهدائه وصواريخه، حماس والجهاد رفاق الأمس باتوا فرقاء اليوم.

يندد الجهاد الإسلامي بحملة القمع والاعتقالات التي تشنها حماس على عناصرها، بينما تنهج حماس النهج “,”الدبلوماسي“,” الذي يحافظ على الهدنة المجهولة مع إسرائيل لأهداف لا يعلمها إلا الله وجماعة الإخوان وقطر وإسرائيل.

حماس الآن بالنسبة لسرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد هي العدو مثلها مثل إسرائيل، على موقعها الرسمي تصف مقتل رائد جندية بالاستشهاد بعد وفاته تأثرًا برصاصة أطلقتها قوات حماس على رأسه، أشارت الحركة في بيان لها على موقعها الرسمي، بأن الشهيد كان على رأس قائمة الاغتيالات الصهيونية، ووصفوا حكومة حماس بالسمة التي يصفها بها حركة فتح، عدوة الإسلاميين المقاومين لإسرائيل بالأمس، بـ“,”المقالة“,” بدلا من “,”المقاومة“,” يقول البيان “,”إن أقدام شرطة المقالة على محاولة اعتقال الشهيد، ومن ثم إطلاق النار عليه“,” بسبب الكشف عمن يعبث بالسلاح، وختم البيان بآية قرآنية تحمل نفحات الاقتتال الداخلي “,”أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير“,”.

نشأت حركة الجهاد الإسلامي قبل حركة حماس، ولكن يقول مراقبون إن انتشار “,”الحالة الإخوانية“,” في فلسطين منذ النصف الثاني من سبعينيات القرن المنصرم وضعها في مقدمة حركات المقاومة، بدأت حركة الجهاد كتنظيم مسلح في البداية، ثم أصبح لها امتداد سياسي واجتماعي، على النقيض من حركة حماس التي كانت تنظيما دعويا واجتماعيا، ويمارس السياسة بقدر ضئيل، قبل أن يكون لها نشاطها العسكري المقاوم، ونشأ جناحها المسلح عام 83 ثم أعلنت في عام 87.
ووحد بين حركتي الجهاد وحماس “,”بالأمس“,” الخلفية الإسلامية لتحركهم، وقمع السلطة المتزامن مع تعنت الاحتلال ضدهم، وكانت بينهم حساسيات بسبب لعبهم على ذات الجمهور، الفلسطينيين المتدينين المؤمنين بالكفاح المسلح ضد إسرائيل.
الشرارة الأولى في تحول العلاقة بين الكيانين “,”المقاومين“,” الإسلاميين هو انتخابات 2006 التي نجحت فيها حماس، حيث كانت “,”الجهاد“,” ترى استحالة الجمع بين الممارسة السياسية في السلطة والمقاومة العسكرية على الأرض، خاصة في ظل اتفاق أوسلو، ليستمر تداعي الجمع المستحيل بين السلطة والمقاومة لحركة حماس إلى اليوم، حيث تبحث حماس عن الشرعية الدولية التي تفرض عليها كل ما كانت تنتقده في “,”فتح“,” الاعتراف بإسرائيل والاتفاقيات المبرمة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، والأدهى من كل ذلك قمع حركات المقاومة الأخرى التي تهدد أمن إسرائيل!.

وبعد الربيع العربي وصعود الإخوان، بدأت حماس تجاهد على طريقة “,”الإخوان“,”، شرعت حماس في التحول التدريجي من لغة المقاومة النارية إلى الدبلوماسية المراوغة، وبدلاً من توجيه ضرباتها إلى العدو الصهيوني انشغلت بقمع التيارات السلفية الجهادية، لتثبيت سلطتها في قطاع غزة، تتدفق الأسلحة من إيران إلى حركة الجهاد في إطار دعمها للمقاومة ضد “,”الكيان الصهيوني“,” ولتثبيت مكان لها في الشرق الأوسط الجديد، بينما حماس التي تخلت عن المقاومة جزئيا إلى الآن تؤمن احتياجاتها من التدفقات النقدية القطرية والتركية، وتضارب الأنباء بشأن استمرار الدعم “,”العسكري“,” الإيراني لحماس.

أي ضربة عسكرية توجهها سرايا القدس الجهادية ضد “,”الكيان الصهيوني“,” ستتهمها حماس فورًا لها بأنها تريد أن تورطها مع إسرائيل وتخرق الهدنة، وكأنها “,”أوسلو“,” جديد، ولكن غامض ومريب، وربما إيران تضغط عليها لتكف من دعمها للمتمردين الإسلاميين في سوريا ضد بشار الأسد، بينما تتهم الجهاد حركة حماس بأنها تتعاون مع إسرائيل لتصفية المقاومة، وليس من الغريب اليوم أن نطالع في الصحف الإسرائيلية ضربات جوية عسكرية على مستودعين للأسلحة ومواقع تابعة للجهاد الإسلامي في الوقت الذي تقمع فيه الحركة نشطاء الجهاد وتغتال قياديا بارزا فيها.