الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

بدل السكوت.. الإخوان كاذبون والسلفيون أيضًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يكذبون يكذبون، كما يتحدثون، وكما يتنفسون، وكما يأكلون ويشربون.
عن الإخوة السلفيين أتحدث وأنا أعلم أن مشاركتهم فى الانتخابات الرئاسية لم تتعد الكتابة على الفيس بوك، وتصوير القيادات أمام اللجان.
قال الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية،إ نه سيدعو أتباعه لانتخاب السيسى لأنه أكثر تدينًا من حمدين، ولم نر هؤلاء الأتباع فى صفوف الناخبين على مدى ثلاثة أيام كانت النساء هى الحاضر الأعظم فى المشاركة.
وقال يونس مخيون رئيس حزب النور، إننا سنحشد حشودنا فى المحافظات وسنقلهم فى الباصات للإدلاء بأصواتهم، ولم يتجاوز كلامه حنجرته فلم نشاهد باصات ولم نعرف أين هى أفواجهم حتى الآن.
وبالمثل قال نادر بكار، وهو يعلم أن جموع السلفيين - وجه آخر للإخوان - يقولون ما لا يفعلون، ويتعهدون بما لا يعملون، ويتفقون على أشياء فى العلن، وهناك قناعات أخرى مضادة فى السر.
لم يشارك السلفيون فى انتخابات الرئاسة، مثلما لم يشاركوا فى الاستفتاء على الدستور وكأنهم لا يعترفون بالدولة المصرية، ولا بإرادة الشعب المصرى، ولا بالديمقراطية، ولا بالحياة المدنية الحديثة.
عندما تسقط أقنعتهم - عفوًا أو مصادفة - تسمع منهم كراهية شديدة لمصر الحديثة، ونفور عظيم من الديمقراطية، وسخرية صادمة من الفن والإبداع، يحملون صكوك الجنة والنار، ويقسمون الناس إلى مؤمنين وفاسقين، ويصمتون على الممارسات الديمقراطية صمتًا مرحليًا لحين بناء قواعدهم السفلية وسيطرتهم على القاعدة قبل الانقضاض على جسد الدولة.
إنهم لا يؤمنون بالبرلمان لكنهم يترشحون له، ولا يقبلون بالتعددية الحزبية لكنهم يغضون الطرف عنها، وبالطبع فإنهم يرون أن الديمقراطية التى تعنى حكم الشعب ليست من الإسلام الذى يحيل كل أمر للنصوص التى احتكروا تفسيرها.
إنهم لا يحترمون المرأة ولو أقسموا بغير ذلك، لا يرضون بترأسها ولا باستوزارها أو بمشاركتها السياسية ولو ادعوا أنهم تقدميون ومتحضرون ومستنيرون.
إنهم يكررون الإخوان، نفس الأداء، وذات الطريق.. لا شىء تغير.. كان الإخوان يرفعون شعارات الإسلام المستنير، ويقدمون أطروحات توفيقية فى مواجهة التيارات الراديكالية، مُدعين السلمية والوسطية، ثم سقطت أقنعتهم عندما وصلوا إلى الحكم.
ما جرى فى الانتخابات الرئاسية جرس إنذار يجب قرعه استشرافًا لمستقبل مصر السياسى.. وما يقولون ويفعلون ويعدون يجب النظر إليه بعيون حذرة وآذان مُصغية.
هذا والله أعلم.