الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

كلمتي للمصريين يوم 30 يونيو

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
§ مصر الثورة أصبحت لا تنتج سوى الصراع السياسي.. نحن اليوم متخلفون في الزراعة، بعد أن كانت مصر سلة غذاء الإمبراطورية الرومانية.. وبعد أن كانت عونًا للخلافة الراشدة أيام المجاعة في عهد عمر بن الخطاب.. إننا نزرع ونحصد ثمرة الصراع السياسي المرة.
§ نحن اليوم متخلفون صناعيًّا، فلم نصنع سيارة حتى اليوم، في الوقت الذي أنتجت فيه كوريا الجنوبية عشرات الأنواع من السيارات، وتصدر الملايين منها، رغم أننا أسبق حضارة منها؛ لأننا نصنع الصراع السياسي بأعلى كفاءة.
§ نحن اليوم متخلفون سياحيًّا في كل النواحي، حتى معاملتنا للسياح أصبحت متردية للغاية وغير أخلاقية.. وملايين المصريين الذين كانوا يعيشون بطريق مباشر أو غير مباشر على صناعة السياحة غمرهم الفقر وغطاهم.
§ ولا ضير في ذلك.. فنحن عباقرة في ترويج الصراع السياسي؛ فليأت السياح ليشاهدوا أحدث أفلام “,”الأكشن“,” السياسي بين الفرقاء المتنازعين والمتشوقين للسلطة.. فليأت السياح ليشاهدوا المولوتوف وهو يحرق المباني والسيارات.. ويسمعوا وصلات “,”الردح“,” الإعلامي والسياسي بين الفرقاء السياسيين، ويروا المليونيات المتشاكسة والحصارات المتبادلة.
§ ونحن اليوم متخلفون أخلاقيًّا وحضاريًّا.. فالسب والشتم واللعن في كل مكان.. فالشارع المصري أقل ما يقال فيه إنه نموذج للفوضى.. ولا أدري أي نموذج حضاري سنقدمه للناس.
§ لقد أنفق الفرقاء السياسيون في مصر عشرات المليارات من المال السياسي الحرام في صراعات الانتخابات ومليونيات السياسة ومؤتمرات الترشح والاستقطاب السياسي.. ولو أنفق عشرها على بناء المدارس وملاجئ الأيتام والمستشفيات أو بناء مساكن للفقراء لكان أولى وأجدى وأنفع عند الله وعند الناس.. وكان خيرًا للدين والوطن.
§ ثلاث سنوات كاملة من الصراع السياسي الذي لا يهدأ.. كل فريق يستتر خلف رغبته الجارفة في السلطة والنفوذ.
§ والآن وصلنا إلى نقطة الصفر في 30 يونيو الحالي، والتي أرجو أن تكون بداية النهاية لهذا الصراع السياسي المقيت.. وإذا كان لا بد للمتصارعين من النزال يومها.. فأرجو أن يلتزم الفريقان بالآتي:
1. احرصوا على السلمية المطلقة.. وإبعاد كل الحمقى والمتهورين والمهيجين من الطرفين.. ومنع أي مولوتوف أو بندقية أو مسدس، وتفتيش كل المشتركين في المظاهرات من قبل قيادة كل مظاهرة.. والتحلي بضبط النفس تمامًا.
2. تحديد أماكن المسيرات والمظاهرات والتجمعات مسبقًا، وعدم تغييرها على الإطلاق.
3. عدم الاصطدام أو الاحتكاك اللفظي أو العنيف مع الشرطة.. وعلى الأخيرة أن تفعل ذلك.. ولا تبدأ المتظاهرين بأي استفزاز، وأن تعتبر الجميع أولادًا وأشقاء لها.. وعدم استخدام الغازات والأسلحة مطلقًا، إلا في حالة اقتحام أي مؤسسة حكومية.
4. عدم حصار أي مؤسسة حكومية مهما كانت صغيرة.. بداية من مبنى المحافظة أو قسم الشرطة وحتى قصر الاتحادية.. والابتعاد عن السفارات تمامًا.
5. عدم استخدام الألفاظ البذيئة والشعارات النابية وعدم رفع الأحذية.. فقد تلوثت سمعتنا في العالم كله بذلك.. وأن نعيش بقلوبنا وجوارحنا مع قوله تعالى: ﴿وَقُولُوا للنَّاسِ حُسْنًا﴾.
6. الحرص على عدم تلاقي أو تقابل المظاهرات.. وأن تكون لكل فريق أماكن للتظاهر تختلف عن الأخرى.. ولا داعي لخطب التهييج والإثارة.. وعلى كل من يرجو السلامة في دينه ودنياه في هذا اليوم أن يلزم بيته ويبكي على خطيئته إن لم يستطع الإصلاح وتهدئة الفريقين وإصلاح ذات البين.. وأن يعمل بقول النبي (صلى الله عليه وسلم): “,”وليسعك بيتك، وابكِ على خطيئتك“,”.. ففي مثل هذه الأوقات يُقتل الأبرياء ويفر الخبثاء.. ولا يدري المقتول الذي جاء للمشاهدة فيم قُتل ولا القاتل فيم قَتل.. إنها الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.
7. علينا الحذر في هذا الجو المشحون أن تحدث تفجيرات لسفارات أو أماكن سياحية أو تجمعات لأجانب قد تقوم بها جهات مأجورة أو غبية لتفخيخ الموقف وتفجيره.. ولتدمير علاقات مصر الخارجية.
8. أرجو أن ينتهي هذا اليوم قبل أن يبدأ؛ وذلك بالتفاوض والحوار البناء الجاد وإجراءات تعيد الثقة بين الطرفين.
وأخيرًا.. إذا ضاع الوطن فسنضيع جميعًا.. واسألوا العراقيين والسوريين والليبيين والأفغان.