الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

نيويورك تايمز: الاستقرار الحقيقي في أوكرانيا لن يتحقق إلا باجتثاث جذور الفساد

 أوكرانيا
أوكرانيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكدت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أن إجراء انتخابات حرة ونزيهة في أوكرانيا يوم الأحد المقبل سيكون الخطوة الأولى نحو الاستقرار، غير أن مشاكل أوكرانيا لن تحل ما لم يكن رئيسها القادم يرغب بصدق في اجتثاث جذور الفساد المتأصلة في تاريخ الحكومات الأوكرانية على مدار السنوات السابقة.
وشددت الصحيفة ، في مقال افتتاحي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء ، على ضرورة قبول جميع الأطراف لنتيجة التصويت بحيث تتوقف موسكو عن الإشارة إلى الحكومة الانتقالية في أوكرانيا "كنظام غير شرعي في كييف" ويتمكن الرئيس الأوكراني القادم من البدء في إصلاح الضرر الاقتصادي والاجتماعي الضخم الذي عانت منه أوكرانيا خلال الشهور الأخيرة.
غير أن الصحيفة أوضحت أن الانتخابات نفسها لن تحل مشكلات أوكرانيا ما لم يتمكن رئيسها الجديد أيضا من التعامل مع الجذور المتعمقة للفساد والمحسوبية اللذين كانا الصفة المميزة للحكومة الأوكرانية منذ الاستقلال عام 1991.
وذكرت الصحيفة أن المرشح الأوفر حظا في سباق انتخابات الرئاسة الأوكرانية هو بيترو بوروشينكو، أحد أقطاب الصناعة الذي اشتهر باسم "ملك الشيكولاتة" ؛ نظرا لامبراطورية الحلويات التي يمتلكها ، كما يمتلك عددا من نقاط القوة السياسية ، فقد كان الأوكراني الاول والوحيد المنتمي لما يعرف بحكم القلة (الأشخاص من ذوي النفوذ الواسع) الذي ينضم إلى الاحتجاجات التي خرجت في كييف وأدت للإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش في فبراير الماضي ، كما أنه يؤيد توقيع اتفاقية للتجارة مع الاتحاد الأوروبي وضالع بقوة في السياسات الأوكرانية منذ البداية.
ولفتت (نيويورك تايمز) إلى أن بوروشينكو هو أيضا في واقع الأمر أحد أعضاء زمرة تتألف من رجال أعمال أثرياء للغاية شكلوا جذور الفساد في الحكومة الأوكرانية ، وينطبق الأمر ذاته على اثنين من منافسيه في الانتخابات : يوليا تيموشينكو رئيسة الوزراء السابقة التي جنت ثروة من صفقات الطاقة وسيرجي تيجيبيكو المصرفي وأحد أعضاء البرلمان.
وأضافت الصحيفة - في افتتاحيتها - أنه على غرار أفراد حكم القلة الروس ، جنى كبار رجال الأعمال الأوكرانيين ثرواتهم من خلال السباق المحموم لخصخصة أصول الدولة الذي أعقب انهيار الحكم الشيوعي ، ومثل الروس أيضا خبؤوا معظم ثرواتهم المشبوهة في الخارج.
وذكرت أن الاختلاف بين الاثنين يكمن في أن الأقطاب من ذوي النفوذ في أوكرانيا شاركوا في السياسات أكثر من نظرائهم الروس ، وهم يغيرون ميولهم في الغالب مع تغير الأجواء السياسية ، وبالتالي يصبح السؤال الآن ما إذا كان رئيس ينتمي لحكم القلة ، مثل بيترو بوروشينكو ، سيعني الاهتمام بالأعمال والمشروعات كما جرت العادة ، أم يمكن للزعيم الجديد بالفعل أن يقدم لأوكرانيا بداية نظيفة؟
ولم تستبعد الصحيفة إمكانية حدوث ذلك ، إذ أن أقطاب أوكرانيا أصبحوا فيما يبدو يدركون بشكل متزايد أن الخضوع لسيطرة الكرملين الروسي لا يصب في صالح عملياتهم التي تعتمد على التصدير وأن التعاون في مجال الأعمال مع الغرب يتطلب وجود شفافية.
وشددت الصحيفة على أنه رغم سير أوكرانيا نحو الاستقرار بفعل الانتخابات ، ستكون الخطوة التالية والأهم نحو تحقيقه هي تولي رئيس جديد لديه رغبة حقيقية في الانفصال عن فساد الماضي.