الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

مركز فلسطيني: إسرائيل الخاسر الأكبر من فشل المفاوضات.. الفلسطينيون اكتسبوا تعاطفًا دوليًا.. وخطاب الاعتدال السياسي أوقع الاحتلال في ورطة.. والانسحاب الأحادي مطروح بقوة.. وتخوف صهيوني من حل دولي مؤلم

صورة ارشفية
صورة ارشفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكدت ورقة تحليلية أعدها مركز "أطلس" الفلسطيني المختص بالدراسات الإسرائيلية، أنه بعد فشل المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ووصولها إلى طريق مسدود، فإن السلطة الفلسطينية وإسرائيل تدخلان مرحلة بعد أن استنفدت جهود التسوية رصيد اليمين الصهيوني في الخداع والتضليل والمناورة، مشددة على أن أصحاب الأرض اكتسبوا تعاطفا دوليا ضد الاحتلال بسبب الخطاب السياسي المعتدل، ما أدى لوقوع الكيان الصهيوني في ورطة قد يتخذ رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قرارا بالانسحاب أحادي الجانب بسبب التخوف من فرض قرار دولي مؤلم على الدولة العبرية.

وأضاف المركز الفلسطيني في ورقته التحليلية والتي حصل "البوابة نيوز" على نسخة منها، أن انكشاف مشروع اليمين الإسرائيلي للتسوية وانكشاف النوايا الإسرائيلية للرأى العام الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة، جعلتها تحمل إسرائيل بشكل أو بآخر مسئولية رئيسية عن فشل المفاوضات، لافتًا إلى أن ذلك جعل هناك حالة تعاطف دولي أكبر مع الحقوق الفلسطينية في ظل التعنت والرفض الإسرائيلي.

وأشارت الورقة إلى أنه كان من نتائج فشل المفاوضات أيضًا سقوط المراهنات الفلسطينيه على خيار المفاوضات كخيار وحيد أو رئيسي بمعزل عن أوراق الضغط الاخرى، إضافة إلى نضوج القرار الفلسطيني للتوجه إلى المؤسسات والمنظمات الدولية.

المصالحة الفلسطينية:
وفيما يخص المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، لفت المركز إلى أن هناك رفضا فلسطينيا كليا لاستمرار الوضع الراهن بكل مشهده الاحتلالي المعروف في ظل الموقف الإسرائيلي وفي ظل مؤشرات قوية على استمرار هذا الموقف واستمرار المشهد السياسي الإسرائيلي بقيادة اليمين على الأقل لفترة طويلة.

وأوضح أن الوضع الراهن هو وضع متحرك حتى اللحظة لصالح الاحتلال على المستوى الإسرائيلي، وأن حكومة نتنياهو وهي تمثل الصهيونية اليمينية فقدت هامش مناورتها السياسية، وقد أدخلها خطاب الاعتدال السياسي الفلسطيني في أزمة حقيقية فلم يعد بوسعها ممارسة التضليل والخداع وحشرت في الزاوية وباتت أمام خيارات صعبه طالما نجحت في التملص منها.

وأكد المركز أن العقوبات التي تلوح بها إسرائيل عديمة الجدوى، حيث أن تل أبيب تدرك أن كل عقوبه سترتد عليها سلبا في ظل بيئة دوليه متعاطفه مع الفلسطينيين ولم تعد تحتمل وقاحة الاحتلال، مشيرًا إلى أن إسرائيل على قناعة كاملة بأن العقوبات لم تعد تردع الفلسطينيين عن استكمال مشروعهم، لافتا إلى أن هناك غيابا واضحا للتجانس والتوافق في الحكومة الإسرائيلية فيما يخص مواضيع سياسية محددة، وأن تبنى فكرة الانسحاب أحادي الجانب من قبل غالبية النخب العسكرية والسياسية الإسرائيلية أصبحت مطروحة بشكل غير مسبوق.

قناعات إسرائيلية:
وأكد المركز أن هناك قناعات باتت راسخة في العقول الإسرائيلية بعد فشل المفاوضات وهى عدم وجود شريك فلسطيني ومن غير المجدي انتظاره، إضافة إلى استمرار الوضع الراهن سيقضي على أي حل يتيح الانفصال ويؤمن يهودية الدولة.

وأضاف أن إسرائيل تخشى الوضع القائم لعدم فرض المجتمع الدولى عليها حلولًا مؤلمة، وتخشى أيضًا انهيار السلطة الذي تعتبره خطرا كارثيا عليها، مشيرًا إلى أن إسرائيل تعتبر استمرار الاحتلال والاستيطان دون مفاوضات سيسرع مسيرة نبذ إسرائيل وعزلها دوليًا.

وأشار البيان إلى أنه من ضمن القناعات التي أصبحت تدور في العقول الإسرائيلية، عدم إتاحة الفرصة للفلسطينيين للحصول على حق الفيتو على مشروع حل الدولتين، وأنه بعد اتفاق الشاطئ سقطت الورقه الاسرائيليه بردع وإخافة الرئيس محمود عباس من تهديدات حماس.

الخيارات الإسرائيلية:
وذكر المركز الفلسطيني في ورقته التحليلية أن الخيارات الإسرائيلية في مواجهة التحديات السياسية على مستوى الصراع الفلسطيني محدودة للغاية وهى تراوح ما بين فرض المزيد من العقوبات واستمرار الوضع الراهن والضم وخيار إعادة الانتشار وترسيم حدود تعلن أنها مؤقتة، مشيرا إلى أن حكومة نتنياهو تقف أمام خيارين، أحدهما استمرار الوضع الراهن الذي بات لديه قابلية للانفجار، وهو مرتبط بالمزيد من جرائم الاحتلال على كل المستويات في ظل حالة من الاحتقان الفلسطيني وبيئة دولية سئمت من وقاحة وصلف الاحتلال، إلى جانب خيار آخر وهو أن نتنياهو يدرس بجديه خيار إعادة الانتشار على أن يكون منسقا مع السلطة سواء بشكل معلن أو سري ومع أمريكا والاتحاد الأوربي، لافتا إلى أن ما عزز هذه القناعة هو تصريح نتنياهو من طوكيو الأسبوع المنصرم بأنه يدرس مع شركائه في الحكومة كيف يمنع الانزلاق لدولة ثنائية القومية.

وواصل: "نتنياهو كان يعارض شخصيا هذه الفكرة ودوما يستذكر تجربة غزة، وكان أبرز انتقاد لها يتركز في أنها كانت بدون تنسيق وبلا مقابل، وهو يعتقد أن التنسيق سيجلب المقابل المتمثل في كل أشكال الالتزامات الامنيه على الأقل، وأن نتنياهو في حال تبنى المشروع فسيضع عليه لمساته ليخطب ود المستوطنين".

غزة أولا:
وخلص المركز الفلسطيني في ورقته التحليلية إلى أنه في حال سقط الانقسام نهائيا وعاد الرئيس لقطاع غزة فإن أسباب الحرب الاسرائيليه على غزه ستكون أكبر وستزول بعض الأسباب التي كانت تمنع العدوان عليها، وربما سيفضل نتنياهو أن يقوم بمغامرة عدوانية على القطاع قبل أن ينفذ إعادة الانتشار في الضفة، أي أنه سيرغب ربما بغسل يديه من دماء غزة في الضفة، وربما يعتقد أنه بإعادة انتشاره في الضفة سيقدم للعالم رشوة كبيرة تغفر له جرائمه في غزة وتخدمه كما خدمت سلفه شارون في إظهاره بأنه يقاتل (الإرهاب) على جبهة ويحد من توسع الاحتلال على جبهة أخرى، كما سيخدمه ذلك على المستوى الداخلي.