الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة ستار

من سلمى حايك إلى مهووس أمريكا فيريرا: رسائل النجوم والمجانين على السجادة الحمراء!

مهووس أميريكا فيريرا
مهووس أميريكا فيريرا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على السجادة الحمراء في "كان" تحدث كل الأشياء الغريبة التي تلتقطها آلاف العدسات المصوبة من كل الزوايا كما لو كانت ميكروسكوبات علمية دقيقة ترصد كل واردة وشاردة في هذا الحيوان الخرافي المسمى بالنجوم.
بالأمس جاءت سلمى حايك تتبختر على السجادة بلافتة صغيرة ترفعها أمام العدسات كتب عليها "أعيدوا لنا بناتنا". المقصود بذلك هو البنات التي قامت عصابة "بوكو حرام" الإرهابية بخطفهم في نيجيريا. والرسالة موجهة بالطبع للمسئولين وللرأي العام العالمي، من أجل اتخاذ خطوات أكثر فعالية لاستعادة الفتيات المخطوفات ومواجهة إرهاب "بوكو حرام"، ودون أن تقصد فإن رسالة سلمى حايك كانت أيضا نوعا من الدعاية لفيلم "تمبوكتو" للمخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو المشارك في المسابقة الرسمية، والذي يصور أفعال "بوكو حرام" الإجرامية في مالي...والرسالة أيضا تحمل تأييدا غير مباشر للتدخل الفرنسي في مالي!
الفرنسيون يعانون من عقدة الخواجة
ليس هناك رسالة أسرع أو أكثر انتشارا من الرسائل التي يتم ارسالها من فوق سجادة مهرجان "كان". ولذلك تنفق بيوت الأزياء ملايين اليوريهات على ملابس واكسسوارات النجوم الذين يتمخطرون فوق السجادة الحمراء من أجل الدعاية لمنتجاتهم من أحدث خطوط "الموضة"، ولذلك أيضا يتهافت الجميع من أجل التقاط ولو صورة فوتوغرافية على السجادة الحمراء.
أمس الأول تسلل شاب أوكراني غريب الأطوار إلى السجادة الحمراء التي يقف عليها نجوم الجزء الجديد من سلسلة أفلام "كيف تدرب تنينا" ومنهم الحاصلة على الأوسكار كيت بلانشيت والشابة السمراء أميريكا فيريرا. الشاب كان يرتدي البدلة الاسموكنج، التي يفترض أنها تميز بين الصفوة والصعاليك هنا، ولكنها بالطبع مجرد ملابس يمكن أن يرتديها أو لا يرتديها أي شخص ولا معنى لها سوى توجيه رسالة غير مباشرة للآخرين وخاصة رجال الأمن، بأن هذا الشخص مهم.
وبالرغم من عشرات الحراس ورجال الأمن المحيطين بالنجوم استطاع الشاب أن يتسلل حتى وصل إلى النجوم، وأمام آلاف الكاميرات وآلاف البشر الواقفين جلس على الأرض خلف أميريكا فيريرا ودخل تحت فستانها الأبيض الشفاف.
في لحظة قفز الحرس نحوه وسحبوه وقاموا بتسليمه إلى الشرطة...ولكن هذه الثواني الخاطفة تم تسجيلها وبثها في وسائل الاعلام عبر آلاف اللقطات ومقاطع الفيدو كليب. شهرة صاروخية لا يحلم بتحقيقها أي شخص إلا لو كان مجنونا مثل هذا الشاب. جدير بالذكر أن أحدا من الحراس ورجال الشرطة لم يقم بضربه ولو بـ"ألم" واحد على وجهه.
جمهور "كان" يعاني من هوس النجوم الأمريكان، وهو سر لا أستطيع أن أفهمه. فرنسا اخترعت السينما، ولديها صناعة سينما ضخمة ونجوم كبار تتهافت عليهم هوليوود، ومع ذلك يعاني الفرنسيون من ضعف شديد أمام "الخواجات" الأمريكان.
ليلة أمس الأول عرض الفيلم الأمريكي " اختفاء إليانور رجبي" الأمريكي المشارك في مسابقة "نظرة ما". الفيلم من بطولة إثنين من النجوم الأمريكين الشبان هما جيسيكا شاستين وجيمس ماكوفي اللذين استقبلهما الجمهور خارج وداخل قاعة العرض بجنون.
والمهم أنه بعد المظاهر الاحتفالية والهتاف والتهليل والتصفيق بدأ عرض الفيلم المنتظر...وهو مجرد فيلم هوليوودي تقليدي ردىء الصنع والتمثيل يحكي قصة حب نمطية ومكررة ومملة، ولا يستحق أن يشارك حتى في مسابقة مهرجان "كفر البطيخ". مع ذلك فالبنت المراهقة الجالسة بجواري لم تتوقف لحظة عن الضحك والبكاء انفعالا بالفيلم وأحداثه و"روعة أداء" أبطاله!
المذهل بالنسبة لي أن هذا الفيلم السخيف، الذي يبدو أنه صنع خصيصا ليستهدف الجمهور الفرنسي، استعان بالممثلة الفرنسية العملاقة إيزابيل أوبير في دور صغير هامشي كأم البطلة السكيرة التي لا تتوقف عن شرب النبيذ الفرنسي.
الفرنسيون لديهم إيزابيل أوبير، التي تعد من أعظم ممثلات العالم، والتي ترأست لجنة تحكيم مهرجان "كان" من قبل، ومع ذلك يسعدون بإهانتها في دور "كومبارس" في فيلم هوليوودي تافه، لدرجة أنها لم تحضر عرض الفيلم في "كان"، ويصابون بلوثة فرح من مشاهدة بضعة ممثلين شبان لا وزن لهم!
كروننبرج وتومي لي جونز: أصل الهيستيريا
هذا الهوس بالشهرة والنجومية هو محور أحداث فيلم المخرج الكندي ديفيد كروننبرج "خريطة النجوم" المشارك في المسابقة الرسمية والذي عرض بالأمس. وهو يدور حول عائلة ثرية تسكن لوس أنجليس تحاول أن تدعم ابنها بكل الطرق ليصبح نجما في هوليوود.
كروننبرج المشهور بأفلام الرعب مثل "الذبابة" و"وجود" و"أعراض الفيديو" يتعامل مع هوليوود هنا باعتبارها مصدرا للرعب، ومع عشق الشهرة باعتباره مرضا أمريكيا مزمنا يعاني منه حتى الطبقات الأكثر ثراء وأرستقراطية!
بالأمس أيضا عرض أول فيلم أمريكي مشارك في المسابقة الرسمية وهو Homesman من إخراج وتمثيل تومي لي جونز ويشاركه البطولة هيلاري سوانك.
الفيلم يدور في منتصف القرن التاسع عشر حول قيام سيدة مجتمع ومساعدها بنقل ثلاث نساء عاملات أصبن بالجنون إلى أحد الأديرة، والمغامرات والتجارب التي يمرون بها عبر هذه الرحلة الشاقة في الغرب الأمريكي. الفيلم يستعرض الظروف التاريخية والاجتماعية التي تضغط على النساء وتحول الكثيرات منهن إلى كائنات هيستيرية، ورغم أن أحداثه ترجع إلى أكثر من قرن ونصف، إلا أن هذه الظروف لا تزال موجودة في كثير من المجتمعات المعاصرة!