السبت 19 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

اقتصاد

وول ستريت جورنال: الصين تستغل كافة الوسائل للفوز بأفضل شروط في صفقة الغاز المرتقبة مع روسيا

صورة ارشفية
صورة ارشفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رصدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للصين هذا الأسبوع، والتي أثارت تكهنات بأن الجانبين سيتوصلان الى اتفاق لتوريد الغاز الطبيعي الروسي إلى الصين بعد عشر سنوات من الجدل .
وأوضحت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين - أن هناك الكثير من الأسباب التي تضع بكين وموسكو في النهاية وجها لوجه، ولكن تحليل الوضع يظهر أنهما لا يزالان لديهما الكثير من الأمور ليختلفا عليها.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصين وروسيا وقعا اتفاقات غير ملزمة من قبل - وأبرزها في عام 2009 و عام 2013 - والتي تشمل إنشاء خط أنابيب لنقل 38 مليار متر مكعب من الغاز سنويا إلى الصين من حقول في شرق سيبيريا، ومع ذلك، لم يتفق الطرفان على تسعير الصفقة.
ويقول محللون، إن بكين وموسكو لم يقتربا أبدا للتوصل إلى اتفاق، روسيا تحتاج لضم مستهلكي الطاقة إلى صفها بسبب مواجهتها مع الغرب بشأن أوكرانيا، أما الصين، فهي بحاجة لتلبية الاحتياجات المتزايدة من الطاقة وتقليل الاعتماد على الفحم الملوث للبيئة، وفي وقت سابق من هذا العام، رفعت الصين سقف احتياجاتها من استهلاك الغاز الطبيعي ليصل إلى 420 مليار متر مكعب سنويا بحلول عام 2020، من 170 مليار متر مكعب في عام 2013 .
وأوردت الصحيفة قول ميكال ميدان، وهو مستشار مستقل في الجغرافيا السياسية للطاقة، "هذا هو الوقت المناسب للتقارب في المصالح "..مضيفا قوله "في الماضي ، كانت الصين تتطلع إلى روسيا ، في حين أن روسيا تتطلع الى أوروبا، والعكس صحيح، وفي النهاية، تطلع الجانبان إلى بعضهما البعض".
ويقول محللون إن أحد الانفراجات في المحادثات يكمن في تقديم روسيا للصين حصة في حقول الغاز في شرق سيبيريا، في حين كانت شركة "غازبروم" الروسية تعارض ذلك.
ومع ذلك، أعلنت غازبروم، الشركة العملاقة للنفط التابعة للدولة الروسية، عن التوصل إلى اتفاق العام الماضي مع شركة البترول الوطنية الصينية للتطوير المشترك في مجال احتياطيات الطاقة الهائلة في شرق سيبيريا، وبموجب هذا الاتفاق، فإن شركة البترول الوطنية الصينية حصلت على حصة 49 بالمائة في شركة مشتركة ستهتم بتطوير الحقول.
ونقلت "وول سترت جورنال" قول جوردون كوان ، المدير الاقليمي للابحاث النفط و الغاز في بنك نومورا "سيكون حدثا فارقا إذا سمحت روسيا للصين بامتلاك حصة في حقل الغاز بدلا من مجرد شراء الغاز"، وقال روب باترسون، وهو شريك في مكتب محاماة فينسون و الكينز ومقره موسكو، "اتخذت روسيا موقفا أكثر انفتاحا تجاه الاستثمارات الصينية، وتعتبر روسيا الصين الآن عميلا رئيسيا لمواردها الطبيعية ولمنتجاتها النفطية. وأضاف باترسون، الذي يمثل شركات الطاقة الصينية التي تسعى لعقد صفقات مع روسيا" لقد رأينا الصينيين في حالة من الارتياح الشديد والتوافق مع البيئة الروسية، وعلى الصعيد السياسي، تحسنت العلاقة بالتأكيد على مدى السنوات الخمس الماضية، مدفوعتا بشكل رئيسي من قبل العلاقات التجارية".
ونوهت الصحيفة الى أن الوقت الآن هو في صالح الصين، أما روسيا، فهي تأتي إلى طاولة المفاوضات بخيارات أقل من أي وقت مضى، وذلك بفضل زيادة فك الارتباط مع الغرب وتراجع الطلب على الغاز الطبيعي في أوروبا الغربية، وفي الوقت نفسه ، بدأت الصين استيراد الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب من ميانمار، و أيضا بصدد عقد صفقات مع قطر واستراليا واندونيسيا و ماليزيا لواردات الغاز الطبيعي المسال.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الأحداث تأتي وسط تخمة الغاز العالمية، وأن أسعار الغاز في أمريكا الشمالية تقدر بحوالي 4 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وأن الصين لن تحصل على تلك الأنواع من الأسعار لأن الغاز لا يمكن نقله بسهولة عبر المحيط الهادئ، ولكنه سيوضح السعر المنخفض التي تود بكين التوصل إليه.
وقال باترسون، من المتوقع أن تكون هناك قضايا أخرى بجانب الأسعار، والتي لا تزال بحاجة إلى إبرامها، وأنه من المرجح أن الصين تريد أن تجلب المناقشة لطريق تسليم خط أنابيب الغاز، في حين أن روسيا ربما تريد من الصين مساعدتها في تمويل خطوط الأنابيب و البنية التحتية الأخرى ذات الصلة بمليارات من الدولارات المدفوعة مقدما.
جدير بالذكر أن شركة "غازبروم" الروسية كانت قد كشفت أنها على وشك إتمام صفقة لتصدير الغاز الروسي إلى الصين لمدة 30 سنة، يتوقع أن تكون أهم موضوع لمباحثات يجريها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع المسؤولين الصينيين في بكين خلال الأيام القليلة القادمة،وأوضح رئيس "غازبروم" أليكسي ميلر أن المفاوضات في آخر مراحلها وإنها تتركز حاليا بشأن الأسعار.
ويشار إلى أن إمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا تشكل 80% من عائدات غازبروم. ويقول محللون إن الفشل في التوصل إلى اتفاق مع الصين سيزيد اعتماد غازبروم على أوروبا ويقوي وضع الصين التفاوضي خلال الأشهر القادمة.