تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
مع بدء العد التنازلي لإجراء انتخابات الرئاسة المصرية لملايين المصريين في الداخل بعد أن بدأت للمصريين في الخارج حسم غالبية المصريين قناعتهم الشخصية ومواقفهم تجاه كل مرشح، بعد أن رصدوا التصريحات والشعارات والبيانات الصادرة عن كل من المرشح الرئاسي المشير عبد الفتاح السيسي والمرشح الرئاسي حمدين صباحي، حيث اتضح أن المعركة ليس بين فريق وآخر أو بين فكر وآخر، لكن المعركة هي بين مقومات شخصية لكل مرشح في المقام الأول.
فغالبية المصريين سوف يصوتون انطلاقا من قناعتهم بمقومات الشخصية للمرشح والقيم التي يؤمن بها، ويتعامل بها مع الآخرين، فالسياسة علمت صباحي البعد عن الخط المستقيم، ومحاولة ارتداء ثوب البطولة في أغلب الأحيان، مستندا إلي مواقف تخدم هذا الهدف وإخفاء مواقف تكشف وتضر هذا الهدف.
بينما النشأة والتربية العسكرية للمرشح الرئاسي المشير عبد الفتاح السيسي علمته أن الخط المستقيم هو أقصر الطرق نحو النجاح وتحقيق الهدف وبلوغ المراد، وما أدراك ما عالم السياسة بجانب إيمانه بأنه ادِّعاء البطولة في عالم العسكرية قد يكلف الشخص حياته، بل يهدد أمن الوطن والمواطنين، وهو لم يدع يوما بأي ادِّعاءات، بل إنه بطل حقيقي، لأن المعركة التي خاضها بجوار الشعب المصري من أجل الإطاحة بحكم الإخوان لا تقل أهمية عن المعارك العسكرية لأبطال مصر العسكريين على مدار العصور السابقة.
فغالبية المصريين يتطلعون إلى المشير عبد الفتاح السيسي باعتباره بطلا حقيقيًّا، رغم أنه لا يعلن ذلك على الإطلاق، ولا يمن عليهم بما قام به مثلما يفعل المرشح المنافس حمدين صباحى الذي يمن على المصريين بأنه عارض نظام الرئيس مبارك، وتحمل كثيرا من الظلم والاضطهاد، وهي نفس الأسطوانة المشروخة لجماعة الإخوان الإرهابية.
فلا يصح بأي حال من الأحوال لمن يتطوع للعمل العام ويسعى لخدمة المواطنين ويحرص على كسب ثقتهم وتأييدهم في أي انتخابات، سواء كانت برلمانية أو محلية أو ثقافية، أن يرتدي ثوب البطولة، ويعتقد أن ذاكرة الشعب ضعيفة مثل ذاكرة الأسماك أو يسعى لإخفاء بعض مواقفه السابقة، ويحرص على تبديلها كما يبدل القمصان التي يرتديها، فما بالنا بمن يتقدم لأخطر وأعظم منصب وهو رئاسة مصر وقيادة دولة عظيمة بحجم مصر، التاريخ والحضارة والجغرافيا، وشعب عظيم من أعرق شعوب الدنيا، فذلك يفرض عليه الصدق والاعتذار عن الأخطاء لا إخفاءها.
والمرشح الرئاسي حمدين صباحى والذى أصر على أن يكون رمزه الانتخابي هو النسر المجنح، معتقدًا أنه يستطيع بهذا الرمز أن يحلق ويهرب من بعض السقطات والأخطاء، بل لا أبالغ إذا قلت بعض الخطايا البرلمانية له تحت قبة مجلس الشعب عندما كان نائبا لمدة 10 سنوات متتالية في الفترة من 2000 حتى 2010 ممثلا لدائرة البرلس والحامول بمحافظة كفر الشيخ ومضابط مجلس الشعب خلال هذه السنوات العشر سجلت العديد من المواقف التي ينكرها بل يتنكر منها الآن حمدين صباحي.
فالمرشح الرئاسي حمدين صباحى الذي يتغنى ليل نهار بأن الرئيس السابق حسنى مبارك كان حاكما مستبدًا لا ديمقراطيا، وأغلق أبواب الديمقراطية هو نفسه حمدين عبد العاطي صباحى الذي تحدث في مضبطة رقم 52 يوم الأربعاء 28 من محرم 1426 الموافق 9 من مارس 2005 ميلاديا في أثناء مناقشة التعديل الدستوري للمادة 76من الدستور بناء على طلب مبارك لمجلس الشعب، وقال أحيي الرئيس مبارك على هذه الخطوة الديمقراطية واستجابته لإرادة الشعب المصري بإجراء هذا التعديل، مسجلا تحيته لمبارك، واليوم يتنكر ما قاله ويتهم المادة 76 بأنها فتحت الباب لتوريث الحكم لجمال مبارك.
ويا ليت الأمر وقف عند هذا الحد، بل إن النائب حمدين عبد العاطي صباحى في مضبطة الجلسة الثانية والأربعين يوم 7 أبريل 2001 وبعد مرور عام على نجاحة نائبا بالمجلس سجل في هذه المضبطة تحيته للقرار التاريخي للرئيس محمد حسني مبارك بتمكين قضاة مصر من الإشراف القضائي الكامل على الانتخابات، وأنه قرار عظيم من رئيس عظيم، واليوم ينفي صباحي في سبيل سعيه لكسب أصوات الناخبين هذه المواقف، رافضا أن يقول بكل صراحة إن المضابط سجلت له هذه الكلمات في حق مبارك.
والمرشح الرئاسي حمدين صباحي وقد تقدم به العمر الآن 14 عاما ربما نسي أن مضبطة الجلسة التاسعة عشرة بعد المئة يوم الأربعاء 29 يونيو 2005 سجلت له شكواه عن تعدد مهام ومسئوليات نائب الشعب، ولا يستطيع القيام بهذه الأعباء بمفرده، ومطالبا بأن تتولى الدولة تعيين مساعدين له بمرتبات من خزانة الدولة، لكي يضطلع بتلك المهام والآن يتقدم لينال شرف رئاسة مصر، والتي يتحمل رئيسها مهام أكبر قدرًا وأخطر في المسئولية عن مهام نائب الشعب، وهل سيطلب تعيين ألف مساعد ومعاون له بمرتبات من ميزانية الدولة.
والمرشح الرئاسي حمدين صباحي الذي يتباهى بأنه ابن الفلاح والصياد هو نفسه موديل 2003، وفي مضبطة الجلسة السادسة والأربعين يوم 9 مارس 2003 عندما طالب وبكل قوة بتطبيق قانون الطوارئ على صيادي الزريعة ببحيرة البرلس وهم أهله وعشيرته، واليوم يغازل هؤلاء ويقول إنه ابن الصياد، فهل نسي هذا الطلب أم سوف يصر عليه في حال فوزه برئاسة الجمهورية أم يعفو عن صيادي الزريعة، فلعله يتذكر هذه الكلمات وتلك المواقف وتكون لديه الشجاعة الكافية للاعتراف بها أو الاعتذار عنها.
فالمصريون يتطلعون اليوم وبعد تجربة مريرة مع كذب وخداع وإرهاب جماعة الإخوان الإرهابية ورئيسهم المخلوع والمهزوز والإستبن إلى رئيس يعيد إلى منصب الرئاسة قوته وهيبته، ويعبر عن حجم وقوة مصر الحقيقية بين بطل يخفي بطولته ومن يدعي البطولة.. والكلمة الأولى والأخيرة لشعب مصر.