انتقل التوك شو من التليفزيونات والقنوات الحكومية والخاصة إلى المنازل والنوادى والتجمعات لأن المرشحان أدلى كل منهما بملامح برنامجه وأصبح الحديث الآن، بين كل اثنين فى الشعب المصرى هو حديث عن البرامج الانتخابية والسيرة الذاتية لكل من المرشحين، وإذا كان هذا الحديث والإلحاح فى فرض المنطق والإتيان ببراهين تبرهن على أن هذا المرشح أفضل مسألة صحية جديرة بالتشجيع إلا أن المواضيع الآن بدأت تدخل فى نقاشات حادة عنيفة ليس فقط من أجل مصر ولكن من أجل الأيديولوجيا التى لا أظن أنها من الوطنية فقد تؤمن بالأيديولوجية الناصرية "انت حر" ولكن لا تستطيع أن تفرضها على من لا يؤمن بها، وقد تكون من الليبراليين، أنت أيضا حر، على أن تترك الحرية للآخر أن يؤمن بما يراه أصلح لمصر.
والكلمة الحق هى الدمج بين الأيديولوجيات جميعا لمصلحة هذا الوطن فقد جربنا الاتجاه إلى الشرق (الاتحاد السوفييتى) وجربنا الاتجاه إلى الغرب (الولايات المتحدة الأمريكية)، وحان لنا أن تتجه بوصلتنا إلى اللاتبعية وإلى إقامة علاقات صحية بكل الدول لتكون المصلحة الوطنية هى أساس علاقتنا بكل الدول.
وقد جربنا العدالة الاجتماعية وسواء قال قائل إنها نجحت أو آخر إنها فشلت، ثم جربنا الانفتاح وسواء تعتقد أنه جاء لمصر بالخير أو بالشر فلابد أن تعرف أن الزمن الحالى غير مافات من الأزمنة وأن ما طبقه رئيس مصر سابقا لا يصلح الآن لأننا فى عصر العولمة والقوى الاقتصادية لا الحربية بل إن كل القوى تسند بعضها البعض فلا قوة عسكرية بدون قوة اقتصادية ولا العكس ولا سعادة اجتماعية إلا بالنجاح فى القوتين السابقتين ولا ازدهار للفنون إلا بالتماسك الاجتماعى والقوة الاقتصادية التى توفر المسكن الملائم وتعلو بمستوى الصحة ومستوى التعليم.
والرجوع إلى الماضى شر وخيم لأن فيه تطبيق لمبادئ عفى عليها الزمن فالإنسانية فى تقدم وما قد صلح فى الماضى لا يصلح الآن، وللأسف نرى ملامح من الماضى تطل بوجهها فى حاضرنا، ولأننى لا أؤمن بكلمة الحاضر فنحن نصنع المستقبل الآن باستلهام الماضى وبيان محاسنه ومثالبه، والأمة التى لا تفحص ماضيها بعين ثاقبة لعدم تكرار الأخطاء أمة فاشلة بكل المقاييس.
وأعترف بأننى لم أسمع من الأستاذ حمدين صباحى بعد ولكنى سمعت سيادة المشير عبد الفتاح السيسى وأعجبت كثيرا بحسمه وصلابة موقفه فى الدفاع عن مصر وأهلها وأعجبنى الخطاب كله وحفظت أجزاء منه لأنى سأحاسبه إن شاء الله إذا أراد ان يكون هو الرئيس.
"ما اعرفش قبطى ولا مسلم، أعرف مصرى"، أعترف بأن هذه الجملة مست شغاف قلبى بل لقد زاد عليها انه كان يسكن فى حى الجمالية وكان هناك معبد يهودى ولم يكن أحد يدنسه أو يقول أى كلمة سواء عليه.
وقد وضح لى ولكل الشعب المصرى أننا مع القضية الفلسطينية وأننا يجب أن نفرق بين فلسطين وحماس، وأن سيادته سيحترم كل المعاهدات والمواثيق الدولية وبمنتهى الوضوح زيارته لإسرائيل أو زيارة أى مسئول إسرائيلى لمصر تتوقف على أن تعطى إسرائيل الأراضى الفلسطينية إقامة دولة وعاصمتها القدس وان هذا سيعطى أملا للفلسطينيين وفى هذه الحالة قد تقبل إسرائيل فى العالم العربى.
يحاول البعض أن يجعلنا ننظر إلى المشير نظرة رئيس فقط، لا وألف لا، هذا بطل وسنظل نرفع صورته فى بيوتنا ونضعها فى قلوبنا لأنه أنقذ مصر من التقسيم والحرب الأهلية والله وحده يعلم ما كان يدبر لها على يد من لا يحبونها.