السباق العالمي مستمر لتطوير شبكة الجيل الخامس من شبكة الهاتف المحمول. في حين أن شبكة الجيل الخامس ستتبع خطى الجيل الرابع والذي بدأ التعاقد على دخوله مصر مؤخرا من شركات المحمول المحلية، فإن العلماء هذه المرة أكثر حماسًا، يقولون أن شبكة الجيل الخامس ستكون مختلفة جدًا.
إذا كنت تفكر، "رائع، هذه هي نهاية توقف تطبيقاتي، وتعثر الفيديو، وعلامة التحميل الدائمة هذه"، فأنت على حق - ولكن هذا جزء فقط من القصة.
ستتيح تقنيات شبكة الجيل الخامس الفرصة الحقيقية لإقامة مدن ذكية متصلة بشكل صحيح، والجراحة عن بعد، والسيارات بدون سائق، و"إنترنت الأشياء".
إذأ، ما هي أفضل طريقة لفهم شبكة الجيل الخامس المدمجة فائقة السرعة والشاملة؟ يبدو أن مصطلح "تنسيق الطيف الراديوي" هو مفتاح.
تنتقل البيانات عبر موجات الراديو. تنقسم موجات الراديو إلى نطاقات من ترددات مختلفة.
كل نطاق محجوز لنوع مختلف من الاتصالات - مثل إشارات الطيران والملاحة البحرية والبث التلفزيوني والبيانات المتنقلة. يتم تنظيم استخدام نطاقات التردد هذه من قبل الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU).
من السابق لأوانه تحديد شكل منتجات شبكة الجيل الخامس بالضبط
حاليًا، طيف الترددات الراديوية في حالة من الفوضى. مع تطوير تقنيات جديدة وقد تسبب هذا في مشاكل تتعلق بسرعات الاتصال والموثوقية.
لذلك، لتمهيد الطريق لـ شبكة الجيل الخامس، يقوم الاتحاد الدولي للاتصالات بإعادة هيكلة أجزاء الشبكة اللاسلكية المستخدمة لنقل البيانات، مع السماح للاتصالات الموجودة مسبقًا، بما في ذلك الجيل الثالث والرابع، بمواصلة العمل.
ستعمل شبكة الجيل الخامس أيضًا بشكل أسرع يصل الى 100 ضعف الجيل السابق لها.
ويعتقد الخبراء أنه من الممكن تشغيل اتصال بيانات لاسلكي بسرعة مذهلة تصل إلى 800 جيجابت في الثانية.
عندما أعلنت شركة Samsung في عام 2013 أنها كانت تختبر شبكة الجيل الخامس بسرعة 1 جيجابت في الثانية، أفاد الصحفيون بحماس أنه يمكن تنزيل فيلم عالي الدقة في أقل من نصف دقيقة.
لذلك فإنه ستعادل سرعة 800 جيجابت في الثانية تنزيل 33 فيلمًا عالي الدقة - في ثانية واحدة.
يجب أن تكون قدرة شبكة الجيل الخامس هائلة أيضًا.
تقول سارة مازور، رئيسة أبحاث إريكسون، إحدى الشركات الرائدة في تطوير شبكات الجيل الخامس: "ستحتاج الشبكة إلى التعامل مع الزيادة الهائلة في الطلب على الاتصالات".
بحلول عام 2020، يُعتقد أنه سيتم توصيل ما بين 50 مليار إلى 100 مليار جهاز بالإنترنت. لذلك، سيتم إنشاء الاتصالات التي تعمل على نطاقات تردد مختلفة للتعامل مع الطلب.
إن رفع قدرة الشبكة يشبه إلى حد ما توسيع نفق طريق.
إذا أضفت المزيد من الممرات، يمكن أن تمر المزيد من السيارات. كما أن الطلب يجعلها أكثر فاعلية: بعض الممرات للمسافات الطويلة، والبعض الآخر ممرات لحركة المرور المحلية.
يرجع الارتفاع الهائل في الأجهزة المتصلة إلى ازدهار الكائنات غير الحية التي تستخدم شبكة الجيل الخامس - المعروفة باسم إنترنت الأشياء.
لن تكون مجرد منتجات مثل التحكم عن بعد في التدفئة أو الثلاجة الأسطورية التي تطلب منك المزيد من الحليب، يمكن للقطارات أن تخبرك بالمقاعد المجانية أثناء تواجدها في المحطة.
كما أن الأجهزة ستكون قادرة على الاختيار بشكل ديناميكي بين أي من ثلاثة نطاقات ترددي لم يتم تحديدها بعد التي تستخدمها لتجنب زيادة تحميل أي من الترددات.
وتضيف السيدة مازور: "بمجرد ضبط هذه الترددات وتثبيتها، يمكن البدء في تطوير المنتج".
الهدف هو أن يتم استخدام أول نطاقي تردد في حوالي عام 2020.
تتحدث الشركات، بما في ذلك Huawei الصينية، عن استخدام شبكة الجيل الخامس للسماح للسيارات ذاتية القيادة بالتواصل مع بعضها البعض والبنية التحتية التي تمر بها.
ستعتمد التكنولوجيا مثل النقل الذكي والجراحة عن بُعد، حيث يقوم الإنسان بتشغيل روبوت عن بُعد لإجراء عمليات معقدة، على زمن انتقال أقل أيضًا.
يشير الكمون إلى الفاصل الزمني بين الإجراء والاستجابة.
تتوقع إريكسون أن زمن انتقال شبكة الجيل الخامس سيكون جزء من الثانية - لا يمكن تصوره للإنسان وحوالي 50 مرة أسرع من شبكة الجيل الرابع.
سيكون هذا أمرًا بالغ الأهمية، على سبيل المثال، إذا كان الأطباء سيتعاملون بالمعدات لإجراء الجراحة على المرضى الموجودين في مبانٍ مختلفة..
و سيتمكن الأطباء من اجراء عمليات الجراحة والولادة مثلا من دون ملامسة المريض، بل قد يكون على بعد آلاف الكيلومترات من المرضى، ويتم تنفيذ هذه العمليات من خلال "روبوتات" تأخذ أوامرها عن بعد.
