هل لجماعة الإخوان دينٌ لا نعرفه؟ وبالتالي يحق لهم أن يرمونا بالكُفر بهذا الدين بكرةً وأصيلا. الواقع يقول نعم، وذلك من خلال عديد من الوقائع والأحداث التي مرَّت بها مصر بعد ثورة يناير 2011 وحتى وقتنا هذا.
ففي البدايةً كانت "غزوة الصناديق" عند الاستفتاء على الإعلان الدستوري في 19 مارس 2011، والتي قالت فيها الصناديق للدين نعم، وهو ما يعني أن المصريين قومٌ كفرة لم يكن يتوقع أحدٌ أن يصوتوا للإعلان الدستوري الذي كان في مصلحة الإخوان وتأسيس دولتهم الدينية في مصر، أو أن المصريين الكفار خافوا على أنفسهم من دخول نار جهنم وبئس المصير، فاضطروا آسفين إلى التصويت بـ"نعم" التي تأخذ بأيديهم إلى الجنة والنعيم المُقيم.
وبعد أن كان المصريون جميعًا يدا واحدة في ميدان التحرير طوال الـ18 يومًا الأولى من ثورة 25 يناير، قام الإخوان بتصنيف المصريين على أنهم أولاً إخوان وغير إخوان، وأن الإخوان هم أُناسٌ أطهار أنقياء وما عداهم دون ذلك حتى ولو كانوا سلفيين أو صوفيين أو مسلمين، والدليل على ذلك ما دعا إليه أحدهم من أنه يجب أن يتزوّج الإخواني إخوانية حتى ينجبا إخوانا صغارا يحققون مستقبل الأمة، وما أشبه ذلك بترويج اليهود بأنهم شعب الله المختار، وعدم زواج اليهودي إلا بيهودية بغية نقاء السلالة.
ولا شك أن الإخوان لا يعتقدون فقط أنهم من سلالة ونُطفة غير سلالة المصريين والنُطفة التي خلقهم الله منها، بل يعتقدون أن المصريين يدينون بدين غريب عنهم وهو دين الإسلام، وكأنهم –مثل بني إسرائيل – الذين كانوا يحرفون الكَلِمَ عن مواضعه يقولون "إن الدين عند الله الإخوان"، بدلاً من قوله تعالى: "إن الدين عند الله الإسلام"، والدليل على ذلك ما دعا به صبحي صالح في مؤتمر عام وعلى مشهد ومرأى من الناس، حين قال "اللهم أمتنا على الإخوان"، وكأن الإخوان دين جديد بعث به حسن البنا عام 1928 رغم أن علمنا المحدود يقول إن محمدًا ابن عبد الله، صلوات الله وسلامه عليه، هو خاتم الأنبياء وأن الإسلام هو آخر الديانات السماوية التي نزلت منذ ما يزيد على أربعة عشر قرنًا من الزمان.
وقد شغلنا مرسي عندما كان رئيسًا للجمهورية وإخوانه بصلاتهم وسجودهم وركوعهم، وكأن لا أحدًا غيرهم في هذه البلدة الظالم أهلها من وجهة نظرهم لا يصلّي لله الواحد الأحد، وبلغ السيل الزبى حين رأى أحدهم أن الرسول دخل على جمعٍ من المؤمنين يقيم الصلاة، فسألهم: أفيكم محمد مرسي؟ فقالوا: نعم، فقدّمه الرسول ليؤم المصلين، وكأن مرسي برئاسته لمصر وبانتمائه إلى جماعة الإخوان أصبح أعلى مرتبة من الرسول الذي أمّ المصلين من الأنبياء والمرسلين في ليلة الإسراء بالمسجد الأقصي قبل أن يعرج إلى السموات العُلا..!!
وعندما أطاحت ثورة الشعب المصري في 30 يونيو بمحمد مرسي وجماعته وتم عزله، صدرت فتوى غريبة من د.محمد بديع المرشد الضال تناقلتها الفضائيات والمواقع الإلكترونية والشبكات الاجماعية، والتي قال فيها "لهدم الكعبة حجرًا حجرًا أهون عند الله من عزل رئيسٍ مدني منتخب"، والحديث الصحيح كلنا نعرفه، وكان ينصرف في الأساس إلى حُرمة دم المسلم، لكن لم أعد أتعجّب وقتها لأنني علمت أن دين "الإخوان" مختلف عن دين "الإسلام"، ولعله لذلك، لم يجعل الإخوان لدم المسلمين حُرمة، فأراقوا الدماء عند أبواب قصر الاتحادية ومرسي يقبع بداخله، وبعد عزل مرسي أوغلوا في دماء المسلمين المصريين، التي هى أغلى وأعز عند الله من الكعبة ومن مرسيهم ومرشدهم وشاطرهم.
والأدهى من ذلك والذي استفزّني لكتابة هذه السطور، ما صرّح به المرشد الضال في قفصه لدى محاكمته السبت الماضي حين قال "مرسي راجع تاني ولو كره الكافرون"، وهكذا حكم الرجل في جملةٍ واحدة بأن من لا يريد عودة مرسي إلى الحكم ثانيةً هو من الكافرين، علمًا بأن ذلك المرسي لم ينتخبه نحو نصف مَن ذهبوا إلى صناديق الاقتراع، والأدهى من ذلك أن كلامه يعني كذلك أن مَن لا يؤمن بعودة مرسي فهو كافر، وهو ما يجعل دين الإخوان يستلهم من المذهب الشيعي ظهور "المهدي المنتظر" أو "المرسي المنتظر" في آخر الزمان.
وأخيرًا، تأتي فتوى القرضاوي بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة، لتؤكد أن للإخوان دينا آخر لا نعرفه حين قال إن مَن يشارك في هذه الانتخابات آثم قلبه، وكأن المشاركة في الانتخابات التي تأتي بمرسي شعبة من الإيمان أما الانتخابات التي تأتي بغيره هي الكفر عينه.
اللهم اهدي الإخوان إلى دين الإسلام وابعدهم عن دين الزور والبهتان.
ففي البدايةً كانت "غزوة الصناديق" عند الاستفتاء على الإعلان الدستوري في 19 مارس 2011، والتي قالت فيها الصناديق للدين نعم، وهو ما يعني أن المصريين قومٌ كفرة لم يكن يتوقع أحدٌ أن يصوتوا للإعلان الدستوري الذي كان في مصلحة الإخوان وتأسيس دولتهم الدينية في مصر، أو أن المصريين الكفار خافوا على أنفسهم من دخول نار جهنم وبئس المصير، فاضطروا آسفين إلى التصويت بـ"نعم" التي تأخذ بأيديهم إلى الجنة والنعيم المُقيم.
وبعد أن كان المصريون جميعًا يدا واحدة في ميدان التحرير طوال الـ18 يومًا الأولى من ثورة 25 يناير، قام الإخوان بتصنيف المصريين على أنهم أولاً إخوان وغير إخوان، وأن الإخوان هم أُناسٌ أطهار أنقياء وما عداهم دون ذلك حتى ولو كانوا سلفيين أو صوفيين أو مسلمين، والدليل على ذلك ما دعا إليه أحدهم من أنه يجب أن يتزوّج الإخواني إخوانية حتى ينجبا إخوانا صغارا يحققون مستقبل الأمة، وما أشبه ذلك بترويج اليهود بأنهم شعب الله المختار، وعدم زواج اليهودي إلا بيهودية بغية نقاء السلالة.
ولا شك أن الإخوان لا يعتقدون فقط أنهم من سلالة ونُطفة غير سلالة المصريين والنُطفة التي خلقهم الله منها، بل يعتقدون أن المصريين يدينون بدين غريب عنهم وهو دين الإسلام، وكأنهم –مثل بني إسرائيل – الذين كانوا يحرفون الكَلِمَ عن مواضعه يقولون "إن الدين عند الله الإخوان"، بدلاً من قوله تعالى: "إن الدين عند الله الإسلام"، والدليل على ذلك ما دعا به صبحي صالح في مؤتمر عام وعلى مشهد ومرأى من الناس، حين قال "اللهم أمتنا على الإخوان"، وكأن الإخوان دين جديد بعث به حسن البنا عام 1928 رغم أن علمنا المحدود يقول إن محمدًا ابن عبد الله، صلوات الله وسلامه عليه، هو خاتم الأنبياء وأن الإسلام هو آخر الديانات السماوية التي نزلت منذ ما يزيد على أربعة عشر قرنًا من الزمان.
وقد شغلنا مرسي عندما كان رئيسًا للجمهورية وإخوانه بصلاتهم وسجودهم وركوعهم، وكأن لا أحدًا غيرهم في هذه البلدة الظالم أهلها من وجهة نظرهم لا يصلّي لله الواحد الأحد، وبلغ السيل الزبى حين رأى أحدهم أن الرسول دخل على جمعٍ من المؤمنين يقيم الصلاة، فسألهم: أفيكم محمد مرسي؟ فقالوا: نعم، فقدّمه الرسول ليؤم المصلين، وكأن مرسي برئاسته لمصر وبانتمائه إلى جماعة الإخوان أصبح أعلى مرتبة من الرسول الذي أمّ المصلين من الأنبياء والمرسلين في ليلة الإسراء بالمسجد الأقصي قبل أن يعرج إلى السموات العُلا..!!
وعندما أطاحت ثورة الشعب المصري في 30 يونيو بمحمد مرسي وجماعته وتم عزله، صدرت فتوى غريبة من د.محمد بديع المرشد الضال تناقلتها الفضائيات والمواقع الإلكترونية والشبكات الاجماعية، والتي قال فيها "لهدم الكعبة حجرًا حجرًا أهون عند الله من عزل رئيسٍ مدني منتخب"، والحديث الصحيح كلنا نعرفه، وكان ينصرف في الأساس إلى حُرمة دم المسلم، لكن لم أعد أتعجّب وقتها لأنني علمت أن دين "الإخوان" مختلف عن دين "الإسلام"، ولعله لذلك، لم يجعل الإخوان لدم المسلمين حُرمة، فأراقوا الدماء عند أبواب قصر الاتحادية ومرسي يقبع بداخله، وبعد عزل مرسي أوغلوا في دماء المسلمين المصريين، التي هى أغلى وأعز عند الله من الكعبة ومن مرسيهم ومرشدهم وشاطرهم.
والأدهى من ذلك والذي استفزّني لكتابة هذه السطور، ما صرّح به المرشد الضال في قفصه لدى محاكمته السبت الماضي حين قال "مرسي راجع تاني ولو كره الكافرون"، وهكذا حكم الرجل في جملةٍ واحدة بأن من لا يريد عودة مرسي إلى الحكم ثانيةً هو من الكافرين، علمًا بأن ذلك المرسي لم ينتخبه نحو نصف مَن ذهبوا إلى صناديق الاقتراع، والأدهى من ذلك أن كلامه يعني كذلك أن مَن لا يؤمن بعودة مرسي فهو كافر، وهو ما يجعل دين الإخوان يستلهم من المذهب الشيعي ظهور "المهدي المنتظر" أو "المرسي المنتظر" في آخر الزمان.
وأخيرًا، تأتي فتوى القرضاوي بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة، لتؤكد أن للإخوان دينا آخر لا نعرفه حين قال إن مَن يشارك في هذه الانتخابات آثم قلبه، وكأن المشاركة في الانتخابات التي تأتي بمرسي شعبة من الإيمان أما الانتخابات التي تأتي بغيره هي الكفر عينه.
اللهم اهدي الإخوان إلى دين الإسلام وابعدهم عن دين الزور والبهتان.