الخميس 24 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوارات

الظواهري: الإخوان يخوضون معركتهم "الأخيرة" لإنقاذ "مرسي"


المهندس محمد الظواهري
المهندس محمد الظواهري زعيم السلفية الجهادية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

· الإخوان يحاولون تحويل المعركة لصراع بين المشروع الإسلامي والعلمانيين
· سوف ننزل إلى الشارع بكل قوتنا إذا تم المساس بالشريعة الإسلامية الحقيقية
· إذا اضطررنا للنزول إلى الشارع سنسحق من يقف في طريقنا أيًا كان
· جماعة الإخوان ستسعى لتفتيت المعارضة وإشعال الخلافات بين أقطابها
· مخاوف الإسلاميين من عودة عقارب الساعة للوراء تفسر اصطفافهم وراء مرسي
· المعارضة ستركز على ادخال المجتمع في دوامة الفوضى لإثارة الرأي العام
· المعارضة قادرة على حشد الملايين بالشوارع وستبادر الإسلاميين بالعنف
· خصوم مرسي يراهنون على البقاء في الشارع لفرض انتخابات رئاسية مبكرة
· نرفض العملية الديمقراطية بأدواتها وتداعياتها من انتخابات ورئاسة.. فالسيادة لله وحده
· لن نشارك في المظاهرات وسننحاز لمرسي في حالة خروج الأوضاع عن السيطرة
· الجيش لن ينقلب على مرسي وتدخله سيكون محدودًا لحماية مصالح الوطن
أكد المهندس محمد الظواهري زعيم السلفية الجهادية والشقيق الأصغر لزعيم تنظيم القاعدة الدكتور أيمن الظواهري أن السلفية الجهادية لن تشارك من قريب أو بعيد في تظاهرات 21 يونيو أو 30 يونيو، معتبرًا أن هذا الأمر لا يعنيها من قريب أو بعيد، بل هي ستقف على الحياد إلا إذا تعرضت الشريعة الإسلامية أو ممتلكات الشعب للضرر فساعتها سيكون تدخلها قويًا.
ولفت في حواره الخاص مع “,”البوابة نيوز“,” إلى أن السلفية الجهادية ورغم تعهدها بالوقوف على الحياد فإنها ستتدخل بقوة إلى جانب ما يطلق عليه قوى “,”الإسلام السياسي“,” إذا شعرت أن المشروع الإسلامي يواجه عدوانًا علمانيًا ليبراليًا على شرع الله أو مساعي لإعادة عقارب الساعة للوراء.
وحذر الظواهري من مواجهات دامية قد تحدث بين الطرفين في ظل قدرتهما الشديدة على الحشد واصطفاف أنصار كل فريق، مشيرًا إلى أن قوى المعارضة قد تبادر باستفزاز الإسلاميين ليردوا بشكل عنيف، وتستغل آلتها الإعلامية للزعم بوجود حرب أهلية تستدعي تدخل القوات المسلحة عبر انقلاب عسكري، وتشكيل مجلس رئاسي مدني وإلغاء الدستور.
إلا أن الظواهري استبعد وفي لهجة حاسمة تدخل القوات المسلحة عبر انقلاب عسكري ضد مرسي وتولي السلطة مجددًا، معتبرًا أن تيارًا واسعًا داخل الجيش لا يرغب في تكرار سيناريو الفترة الانتقالية، متوقعًا أن يكون تدخل الجيش محدودًا بشكل يحفظ استقرار وأمن البلاد إذا لزم الأمر.
وفي السطور التالية التفاصيل الكاملة للحوار..
* كيف ترى اللجوء للعنف من جانب معارضي الرئيس مرسي ومؤيديه كأداة لتغيير النظام أو للحفاظ عليه؟
** لا أعتقد أن العنف سيكون العلامة الأبرز لهذه التظاهرات فقدرة الطرفين على الحشد التي تبدو كبيرة وقد تصل لوجود عشرات الملايين في الشوارع، قد تكون عاملًا ايجابيًا بما تمثله من قوة ردع لدى الطرفين تمنعهما من اللجوء للعنف، ولكن هذا لا ينفي إمكانية دخول طرف ثالث على خط الأزمة لإشعال العنف، باعتبار أن الحفاظ على الطابع السلمي للتظاهرات سيجعلها تمر مثل غيرها من 23 مليونية دعت إليها القوي المعارضة خلال العام الماضي، وأرى أن الطابع السلمي للتظاهرة سيجعل البلاد تتجاوز هذا المأزق وسيحافظ على النظام الحالي دون تغيير بالقوة، وقد يفضي إلى حالة من الفتنة والفوضى التي لا يحمد عقباها.
* كيف تتوقعون كمية الحشد الجماهيري في هذه التظاهرات التي ستبدأ في الواحد والعشرين ولن تنتهي في الثلاثين بالطبع؟
* نتوقع أن يكون هناك حشد هائل من كل الأطراف، فكل طرف لديه أنصاره المتبنيون فكرته والمتابعون لتوجهه، والجميع يلوح بالعنف، ونحن نسأل الله ألا يحدث هذا لأن عواقبه ستكون وخيمة، وكما قلت سنتحرك لردع أي اعتداء على الشريعة، فنحن لا علاقة لنا لا بـ“,”تمرد“,” ولا بـ“,”تجرد“,” وندعو الجميع للتريث والتزام العقل.

* إذا وقع الصدام بين المؤيدين للرئيس والمعارضين له فما سيكون موقفكم من هذا الصراع؟
** تظاهرات الثلاثين من مايو لا تعنينا من قريب أو بعيد ولن نشارك فيها لتثبيت شريعة رئيس لنظام علماني لا يحكم بشرع الله، ولكننا سنتصدى لأي تعدٍ على دين الله، لا بصفتنا جماعة أو تنظيمًا وإنما بصفتنا مجموع الأمة المسلمة، واذا تطورت الأوضاع إلى ما لا يحمد عقباه وتحولت لمواجهة بين القوى الإسلامية والعلمانية واليسارية، ووجدنا محاولة جادة لإسقاط الرئيس مرسي عبر طريق يخالف شرع الله، فإننا سننحاز للإسلام والرئيس مرسي، بل أقولها وبشكل اوضح: إذا كان هناك التزام بالسلمية من قبل المتظاهرين فليعبروا عن رأيهم كيفما يشاءون، ونحن موقفنا واضح وهو أننا لن نهتم بما سيجري بذلك اليوم، ولن نشارك فيه سلبًا ولا إيجابًا إلا إذا وجدنا الأمر وصل إلى عدوان على الدين والأموال والحرمات، وليس على الرئيس أو جماعة أو حزب بعينه، لأنه أمر لا يمكن القبول به“,”.
*تحدثت عن قدرة الطرفين على الحشد فكيف ترى الاستراتيجيات التي ستستخدمها جماعة الإخوان المسلمين لحسم المعركة مع خصومها؟
** أول معالم هذه الاستراتيجية أنها ستحاول إيهام جميع القوى الإسلامية بأن الدفاع عن شرعية مرسي هو دفاع عن المشروع الإسلامي، مستغلة مخاوف بعض قوى الإسلام السياسي من عودة عقارب الساعة للوراء مجددًا، ومن احتمالات معاناتهم من نفس المصير الذي لاقوه خلال عصر مبارك وما سبقه، وهذه ما سيسهم في حشد هذه القوى للدفاع وبشراسة عن شرعية الرئيس مرسي، فضلًا على أن الإخوان ستستخدم كل خبرتها طوال 80 عامًا للدفاع عن مرسي، بل إنها ستبذل قصارى جهدها للمصالحة مع من يطلقون عليهم “,”السلفيين“,” لضمان حشدهم، غير أنها لن نستطيع في كل الأحوال الضغط على السلفيين الجهاديين للمشاركة في التظاهرة كونها مخصصة للدفاع عن نظام مدني غير إسلامي “,”ديمقراطي علماني“,” لا يلبي قناعتنا الشرعية ولا رغبتنا في تحقيق شرع الله .
* ولكن هل سيكتفي الإخوان بحشد الإسلاميين فقط للمشاركة في التظاهرة أم هناك أساليب أخرى في حماية شرعية مرسي؟
** الإخوان ستحاول الحفاظ على سلمية التظاهرات، وقد تلجأ لتقديم تنازلات محدودة للمعارضة، ومن بينها إقالة حكومة هشام قنديل، أو إبعاد النائب العام عن منصبه، والتوافق حول قانون للانتخابات، بل إنها ستعمل على تفتيت هذه المعارضة وشق صفها عبر استقطاب بعض الرموز، والإيحاء بأنها تتفاوض مع الجميع، بل إنها ستفعل كل شيء لتفادي المواجهات الدامية، أو ستسعى باستماتة لاستبعاد أي دعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، مراهنة على دعم قوي الإسلام السياسي سواء السلفيين أو كل القوى الأخرى، ناهيك عن مراهنتها على الصلات القوية مع الخارج ومع القوى الإقليمية المؤثرة لتجاوز هذا المأزق.
* إذا كانت استراتيجية الإخوان هي المراوجة بين العمل السياسي والاستقطاب والتنازلات فكيف سيتعامل الجيش مع الأزمة؟
** أعتقد أن الجيش سيمارس أقصى درجات ضبط النفس، وسيحاول بكل الطرق الابتعاد عن المواجهة، بل إنني أزعم أن تدخل الجيش سيكون للفصل بين المتنازعين وضمان عدم حدوث اقتتال داخلي، أو حال تعرض مؤسسات الدولة الحيوية للاقتحام أو حدوث فوضى توثر في كيان الدولة، وانتشاره سيكون رغبة في تلافي أي أضرار بأمن الوطن، أو تعريض السلام الاجتماعي للخطر، ولكن هذا التدخل لن يكون كما يحلم البعض بالانقلاب على الرئيس، لذا فإن هم الجيش سيكون تأمين الحدود وحماية المنشآت الحيوية والفصل بين المتظاهرين إذا لزم الأمر.
* هل لك أن تفسر لنا هذا الأمر بوضوح؟
** الجيش لن يعود للسلطة، وأي عاقل يفهم في السياسة سواء داخل الجيش او خارجه لا يفضل عودته للسلطة، وتكرار التجربة السابقة، أما مراهنة بعض قادة المعارضة على انقلاب عسكري وتشكيل مجلس رئاسي مدني، يقتسمه عسكريون ومدنيون فأظن أن هذا السيناريو بعيد، بل لن يقبل به أحد، لاسيما أن الهدف الأساسي من وراء هو إلحاق الهزيمة بالمشروع الإسلامي، وإبعاد الشريعة عن التأثير في حياة المواطنين وهو ما لا يمكن أن نقبل به أبدا.
* بمناسبة عدم قبولكم بهذا الانقلاب كيف ستتعاملون من الزاوية الاستراتيجية مع أحداث 30 يونيو المقبل؟
** نحن كسلفيين جهاديين لا علاقة لنا بهذه الأحداث جملة وتفصيلًا، ولن نشارك في تثبيت شرعية رئيس منتخب بطريقة ديمقراطية تخالف شرع الله، لذا لن نشارك في هذه الأحداث ولن يستطيع أحد إجبارنا على المشاركة، بل أقولها إننا لن نتدخل إلا إذا تم المساس بشريعتنا، ونقصد به المجتمع المسلم الذي يعتبر الشريعة هويته، فساعتها لن يستطيع معارضونا الوقوف أمامنا، بل سنسحقهم، بل أقول بمنتهى الثقة إننا إذا خيّرنا بين دعم مرسي وقوى الإسلام السياسي من جهة وأصحاب المشروع العلماني فسنختار مرسي بالطبع.
*هذا موقفكم فماذا عن قوى الإسلام السياسي الأخرى ومنها الإخوان والسلفيون والجماعة الإسلامية والجهاديون أعضاء الحزب الإسلامي؟
**هؤلاء سيخوضون معركتهم الأخيرة، ولن يقبلوا بأي وضع من الأوضاع المساس بمرسي، ليس لأنه مرسي أو الإخوان بل إن هؤلاء يدافعون عما يعتبرونه مشروعًا إسلاميًا، دفعوا الغالي والنفيس من أجله في سجون مبارك، ولهؤلاء قاعدة جماهيرية كبيرة لا يستطيع أحد إنكارها، كما أن لهم قدرة على مباغتة خصومهم بمفاجآت لا يستطيعون التنبؤ بها، وهو أمر أعتقد أنه سيتم خلال المرحلة المقبلة، بل إنني أتخوف من اضطرار الإسلاميين لاستخدام العنف لحسم المعركة لصالحهم، لاسيما إذا بادرهم الخصوم باللجوء للعنف لإسقاط مرسي، ومع هذا فاعتقادي بأن الإسلاميين ونظرًا لحساسية معينة ووجود فريق في السلطة لن يبادروا بالعنف، باعتبار أن سقوط الضحايا سيضعف من موقفهم، ويزيد من الضغوط عليهم، وأعتقد أنهم سيشرعون في الرد على أي استفزاز يريد خلق فوضى، أو مواجهات قوية بهدف استدعاء الجيش للمشهد.
* ولكن هل يمكن أن يقبلوا بأي حال من الأحوال بسقوط مرسي؟
** لا يمكن، فالتصور المتاح لديهم بعد سقوط مرسي كارثي، حيث يمكن أن تحل جميع الأحزاب الإسلامية الحليفة أو المناهضة لجماعة الإخوان، وستبدد جميع الحقوق التي اكتسبها الإسلاميون بعد سقوط مبارك، ولذا ما أتمناه أن يستمع الطرفان المؤيد والمناهض لمرسي للمنطق، ويغلبا العقل باعتبار أن دخولهما في مواجهة ستكون لها عواقب وخيمة، من هنا لديّ يقين بأن قوى الإسلام السياسي لن يستبعدوا وسيلة للدفاع عن مرسي وضمان بقائه.
* كيف تنظر إلى دعوات المعارضة لانتخابات رئاسية مبكرة رغم أن آخر انتخابات لم يمر عليها إلا عام واحد فقط؟
** أكرر كما هو ثابت في أديباتنا أننا نرفض العملية الديمقراطية بأدواتها وتداعياتها من انتخابات ورئاسة، فالسيادة لله وحده عز وجل وليست للشعب، وتطبيق الشريعة ليس اختيارًا بل إلزامًا بموجب الشريعة نفسها، ولابد من تطبيقها، بل نخوض المعارك من أجل تطبيقها أيًا كانت هوية من في السلطة.
* ذهبت إلى أن القوى المعارضة قد تبادر ضمن استراتيجية محددة للمبادرة للعنف سعيًا لإضعاف الرئيس وإحراجه واستدعاء الجيش؟
** المعارضة ستركز على ادخال المجتمع في دوامة الفوضى، والعمل على استغلال أي تجاوز في السلطة لحشر الدكتور مرسي في الزاوية، وستعمل على الاستمرار لأطول فترة ممكنة في الشارع، سعيًا لتكرر نموذج ثورة يناير، رغم أن الثورات لا تستنسخ في فترات قليلة، بل إنها ستعمل على استفزاز الإسلاميين وجرهم للعنف، باعتبار أن ردهم على أي اعتداءات سيقابل بحالة من التهييج الاعلامي، الذي سيركز على أن هناك ميليشيات إسلامية تواجه المتظاهرين، فضلًا على استحضار العنصر الخارجي في الأمر وحشد الشعب خلفه.
* ولكن هل تنجح هذه الاستراتيجية في تحقيق أهدافها؟
** كل الاحتمالات متاحة، والضغوط على مرسي ستتصاعد حتى يقبل بعقد انتخابات مبكرة، عبر الرهان على الشارع الذي سيضم جميع العناصر المعادية للمشروع الإسلامي من فلول وعلمانيين وغيرهم، للزعم بأن هذه إرادة الشعب، ولكنني لا أعتقد أن المعركة ستكون سريعة وحاسمة، بل إنها ستحتاج إلى نفس طويل وقوة وإرادة، باعتبارها صراعًا بين مشروعين إسلامي وعلماني لتحديد هوية مصر.