أمر مخز أن يكون حصاد التليفزيون المصري "صفر كبير" وأمر عجيب أنه على الرغم من كل النقد الموجه له، وعلى الرغم من كل روشتات الإصلاح التي تم اعتمادها له، إلا أنه يتاجر في الخسارة بمهارة فائقة، تستطيع أن تلمح ذلك الفشل بوضوح سواء كنت داخل مصر أو خارجها، وفي مسألة الخارج نتوقف عندها طويلًا. فقد قامت مصر ولم تقعد احتجاجًا على ممارسات قناة الجزيرة العدوانية والاحتجاج واجب ضد الافتراءات والأكاذيب، ولكن أن تحتج مصر ويصمت إعلامها الحكومي ممثلًا في التليفزيون المصري فهذا أمر غاية في الغرابة، وفي مسألة صمته لا أقصد مواجهة ردح الجزيرة بردح مقابل، ولكني أقصد اعتماد المهنية لتقديم صورة حقيقية عن مصر، وهو الأمر الذي لم يحدث وصار ذلك الجهاز العجيب حملًا ثقيلًا على الشعب المصري المالك الحقيقي للتليفزيون ودافع رواتب موظفيه.
فعندما نسمع أن ماسبيرو يضم بين جدرانه أكثر من 40 ألف موظف وأن رواتبهم الشهرية تقدر بملايين الجنيهات لا بد لنا أن نتوقف لنسأل عن بلد في مثل تلك الظروف السياسية والاقتصادية وأن يكون إعلامه الرسمي بهذا التشوه والرداءة، فهل هناك مراكز قوى داخل هذا المبنى العجيب؟، وهل ارتعشت أيدي المسئولين للدرجة التي تخضع فيها الدولة لبلطجة أصحاب النفوذ؟
بعض الأرقام تقول إن التليفزيون المصري مديون بمبلغ يقترب من 18 إلى نحو 20 مليار جنيه، فماذا حصد الشعب من هذا الكيان، وماذا استفاد الوطن؟ كل ما نراه على تلك الشاشات الباهتة هو ركاكة الأسلوب وفجاجة الصورة وانعدام الرؤية، هذا المبنى الذي ولد عملاقًا كما كان يقال عنه يجعلنا نسأل هل هذا التخريب متعمد؟ لو كان الأمر كذلك إذن فهي خيانة واضحة ومحاسبة المسئولين عن ذلك صارت واجبة، وإن كان التخريب ناتجا عن فشل مهني يصبح الكلام الواجب هنا هو ضرورة إعادة هيكلة ذلك القطاع في أسرع وقت وبكل جدية وإصرار لتحقيق مصلحة بلادنا.
درية شرف الدين وزيرة الإعلام مسئولة سياسيًا وقانونيًا عن كل هذا الغثاء الذي يطفح من الشاشات الحكومية، ويعاني المصريون في الخارج من خراب ماسبيرو أشد المعاناة فهم مضطرون "صباح مساء" أن يردوا على منتقديهم متابعي شاشات الجزيرة الذين يروا أن مصر صارت بركة دم، ولو كان المصريون في الداخل قد سلموا أمرهم لله وللشاشات الخاصة فهم متابعون لما يحدث بالشوارع وعندهم جزء من الحقيقة، أما المغتربون فهم في مأزق عظيم، يدفعون يوميًا فاتورة فشل التليفزيون الحكومي، ويضيعون من الوقت الكثير في هراء فارغ بسبب الإعلام المصري غير المهني الخائف والمتردد.
ببساطة يمكن القول إن التليفزيون المصري اعتبر نفسه مؤسسة خدمة اجتماعية لمنتسبيه، فهو مسؤول عن صرف الرواتب أول كل شهر ولا تسأل عزيزي المواطن عن الإنتاج المقابل لهذه الرواتب، ولعلنا جميعًا نتذكر مجموعة المشاهد العبقرية التي جاءت بمسلسل "بنت اسمها ذات" للكاتب صنع الله إبراهيم عندما صور الموظفين في الداخل ومن بينهم "ذات" وهم يتبادلون السلع ويجهزون طبيخ البيت ويحكون الحواديت الفارغة لبعضهم البعض.
هذا وضع بائس يحتاج إلى وقفة وحسم، فليس هناك ذنب اقترفه المواطن لنعاقبه بإهدار حصيلة ضرائبه على هذه البطالة المقنعة، وليس هناك ذنب للبلد لنعاقبه بهذا التشوه الذي نراه يوميا على تلك الشاشات.
فعندما نسمع أن ماسبيرو يضم بين جدرانه أكثر من 40 ألف موظف وأن رواتبهم الشهرية تقدر بملايين الجنيهات لا بد لنا أن نتوقف لنسأل عن بلد في مثل تلك الظروف السياسية والاقتصادية وأن يكون إعلامه الرسمي بهذا التشوه والرداءة، فهل هناك مراكز قوى داخل هذا المبنى العجيب؟، وهل ارتعشت أيدي المسئولين للدرجة التي تخضع فيها الدولة لبلطجة أصحاب النفوذ؟
بعض الأرقام تقول إن التليفزيون المصري مديون بمبلغ يقترب من 18 إلى نحو 20 مليار جنيه، فماذا حصد الشعب من هذا الكيان، وماذا استفاد الوطن؟ كل ما نراه على تلك الشاشات الباهتة هو ركاكة الأسلوب وفجاجة الصورة وانعدام الرؤية، هذا المبنى الذي ولد عملاقًا كما كان يقال عنه يجعلنا نسأل هل هذا التخريب متعمد؟ لو كان الأمر كذلك إذن فهي خيانة واضحة ومحاسبة المسئولين عن ذلك صارت واجبة، وإن كان التخريب ناتجا عن فشل مهني يصبح الكلام الواجب هنا هو ضرورة إعادة هيكلة ذلك القطاع في أسرع وقت وبكل جدية وإصرار لتحقيق مصلحة بلادنا.
درية شرف الدين وزيرة الإعلام مسئولة سياسيًا وقانونيًا عن كل هذا الغثاء الذي يطفح من الشاشات الحكومية، ويعاني المصريون في الخارج من خراب ماسبيرو أشد المعاناة فهم مضطرون "صباح مساء" أن يردوا على منتقديهم متابعي شاشات الجزيرة الذين يروا أن مصر صارت بركة دم، ولو كان المصريون في الداخل قد سلموا أمرهم لله وللشاشات الخاصة فهم متابعون لما يحدث بالشوارع وعندهم جزء من الحقيقة، أما المغتربون فهم في مأزق عظيم، يدفعون يوميًا فاتورة فشل التليفزيون الحكومي، ويضيعون من الوقت الكثير في هراء فارغ بسبب الإعلام المصري غير المهني الخائف والمتردد.
ببساطة يمكن القول إن التليفزيون المصري اعتبر نفسه مؤسسة خدمة اجتماعية لمنتسبيه، فهو مسؤول عن صرف الرواتب أول كل شهر ولا تسأل عزيزي المواطن عن الإنتاج المقابل لهذه الرواتب، ولعلنا جميعًا نتذكر مجموعة المشاهد العبقرية التي جاءت بمسلسل "بنت اسمها ذات" للكاتب صنع الله إبراهيم عندما صور الموظفين في الداخل ومن بينهم "ذات" وهم يتبادلون السلع ويجهزون طبيخ البيت ويحكون الحواديت الفارغة لبعضهم البعض.
هذا وضع بائس يحتاج إلى وقفة وحسم، فليس هناك ذنب اقترفه المواطن لنعاقبه بإهدار حصيلة ضرائبه على هذه البطالة المقنعة، وليس هناك ذنب للبلد لنعاقبه بهذا التشوه الذي نراه يوميا على تلك الشاشات.