الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

إجلاء مقاتلي المعارضة من حمص "عاصمة الثورة" السورية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انسحب المئات من مقاتلي المعارضة السورية من وسط مدينة حمص يوم الأربعاء تاركين معقلا كان من أول معاقل الانتفاضة على حكم الرئيس بشار الأسد، وهو ما منحه انتصارا رمزيا قبل أقل من شهر على انتخابات الرئاسة المرجح أن يفوز بها.
وشقت قافلتان من الحافلات طريقهما وسط أنقاض المدينة المحاصرة حاملة المقاتلين إلى مكان آمن في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة خارج المدينة، بموجب اتفاق بين المسلحين والقوات الموالية للأسد.
وكان مقاتلو المعارضة وكلهم تقريبا من السنة يتحصنون في منطقة حمص القديمة وعدة مناطق أخرى على الرغم من نقص المؤن والسلاح وحصارهم لأكثر من عام، والقصف المتواصل من جانب قوات الأسد.
وقال زعيم المعارضة السورية أحمد الجرب لتلفزيون بي.بي.إس في واشنطن" شعب حمص أبطال حقيقيون، لقد دفعوا ثمن الحرية، وأصبح الحصار قاتلا ونريد أن يخرج المدنيون والمقاتلون من حمص بسلام لإنقاذ أرواحهم."
وفي نفس الوقت واثناء اجلاء المقاتلين من حمص تم ايضا اطلاق سراح عشرات الأشخاص الذين كان يحتجزهم مقاتلو المعارضة في محافظي حلب واللاذقية في إطار الاتفاق.
لكن مقاتلي جبهة النصرة التابعة للقاعدة منعت قافلة إغاثة من دخول بلدتين شيعيتين تحاصرهما قوات المعارضة وهو ما أثار الشكوك حول استكمال عملية حمص بنجاح.
ونفى طلال البرازي محافظ حمص أنباء ترددت خلال اليوم عن توقف عملية الإجلاء وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 900 مقاتل خرجوا من المدينة القديمة.
وأظهرت لقطات فيديو مجموعة من الرجال يصعدون الى حافلة خضراء تحت حراسة نحو 12 رجلا في ملابس عسكرية ويرتدون سترات سوداء كتب عليها "الشرطة"، وكان امام الحافلة سيارة بيضاء تحمل شارة الأمم المتحدة التي شاركت في الإشراف على العملية.
وقال نشطاء، إنه تم إجلاء 1900 شخص معظمهم من مقاتلي المعارضة، وقال الهلال الأحمر العربي السوري في حسابه على "تويتر"، إنه أرسل سيارات اسعاف لنقل الجرحى من وسط المدينة.
وأظهر تسجيل فيديو نشر في وقت لاحق وصولهم الى منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة شمالي المدينة. وفي اختلاف عن إجلاء للمدنيين من حمص في فبراير شباط قال نشطاء، إن قوات الأمن لم تحتجز المقاتلين لفحصهم وإنه سمح لهم بالاحتفاظ بالأسلحة الخفيفة.
وقال الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري لتلفزيون بي.بي.إس من خلال مترجم، إن هذه المعركة وهذه الحرب تشهد أحيانا مكاسب وفي احيانا أخرى انتكاسات.
واضاف قوله "وفي بعض الأحيان نخسر أرضا لكن شعبنا الشعب السوري مصمم عل النصر في النهاية وان يسترد الأرض التي نخسرها."
وخلال زيارة لواشنطن سيلتقى الجربا ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم الخميس ومن المتوقع ان يلتقي والرئيس باراك أوباما.
ويأتي إجلاء المقاتلين عن حمص بعد تحقيق قوات الأسد مكاسب على مدى شهور مدعومة بحزب الله اللبناني على امتداد شريط استراتيجي من الأراضي يربط بين دمشق وحمص ومعاقل العلويين على البحر المتوسط.
وسيعزز انسحابهم من وسط المدينة المعروفة باسم "عاصمة الثورة" التي شهدت تفجر الاحتجاجات على حكم الأسد للمرة الأولى عام 2011 سيطرة الجيش النظامي قبل انتخابات الرئاسة التي تجري في الثالث من يونيو.
ويتوقع على نطاق واسع أن يفوز الأسد بالانتخابات التي يرفضها معارضوه بوصفها مسرحية هزلية.
ويقولون إنه لا يمكن إجراء انتخابات ذات مصداقية في دولة تشهد حربا أهلية، إذ تقع أراض خارج سيطرة الحكومة بينما نزح ستة ملايين نسمة عن ديارهم وهناك 2.5 مليون لاجئ خارج البلاد.
وينتظر أن يغادر مقاتلو المعارضة حمص فيما يصل الى تسع قوافل تتزامن بدقة مع توصيل المساعدات والإفراج عمن يحتجزهم المسلحون قرب نبل والزهراء وبلدة كسب في محافظة اللاذقية.
وقال المرصد السوري المناهض للأسد، إن الأشخاص الذين أفرجت عنهم المعارضة المسلحة يشملون 29 من المقاتلين الموالين للأسد و12 طفلا وامرأة إيرانية، ولم يرد تأكيد من مصدر مستقل لكن إيران تدعم الأسد في الحرب الأهلية التي بدأت منذ اكثر من ثلاث سنوات.
وقتل اكثر من 150 ألف شخص في الحرب الأهلية في سوريا، وفر ملايين من ديارهم وفقدت الحكومة السيطرة على أراض في شمال البلاد وشرقها. ويودي القتال بحياة اكثر من 200 شخص يوميا.
وقال البرازي محافظ حمص، إن عملية الجلاء ستخلي مدينة حمص من المسلحين والأسلحة، مشيرا إلى أنه سيتم إجلاء مقاتلي المعارضة ايضا من منطقة الوعر على المشارف الشمالية الغربية للمدينة.
وتحصن مقاتلو المعارضة في الوعر وفي أحياء حول حمص القديمة في مواجهة قوات الأسد بعد أن أخرجهم الجيش من حي بابا عمرو المدمر في مارس 2012.
ومنذ ذلك الحين أحكم الجيش سيطرته حول المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة ليمنع دخول الأسلحة والإمدادات الطبية والأغذية.
وسمح لمئات المدنيين بالمغادرة في فبراير بعد وساطة مطولة من الأمم المتحدة.