الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

تحيا مصر .. و هنكمل حلمنا !

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انطلق سباق الانتخابات الرئاسية رسميا بعد انتصاف ليل القاهرة مساء الجمعة الماضية، لتبدأ مصر الخطوة المهمة الثانية في رسم خارطة مستقبلها الذي كاد أن يضيع من بين أصابع جماعة الإخوان المسلمين الذين لم يعرفوا لهذا الوطن تاريخاً، ولم يصونوا له حاضراً، ولم يحرصوا على أن يستشرفوا له مستقبلاً، ولم يكن هذا غريباً على جماعة لايوجد في قاموسها كلمة "وطن"، بل أوهام وخيالات الخلافة وأستاذية العالم.

إن هذا الوطن يستحق أن يكون له رئيساً يليق به.. رئيساً بحجم دولة كبيرة كمصر. رئيساً يتمتع بالاحترام والثقافة والكياسة والحزم.. رئيساً وطنياً يضع مصر في قلبه وعقله قبل أي تحرك ، وقبل اتخاذ أي قرار.. يقدم مصلحة الوطن على مصلحته الشخصية.. رئيساً مستعد لأن يضحي بنفسه فداء هذا الوطن.. رئيساً لا يضع الكرسي وأحلام الرئاسة والهيمنة والهيبة نُصبَ عينيه .

إن هذا الوطن يحتاج رئيساً يوحد كلمة المصريين ولا يفرقها.. رئيساً يحافظ على نسيج هذا الوطن بمسلميه وأقباطه.. رئيساً لا يحول مصر إلى فرقٍ وشيعٍ يحارب بعضها بعضاً ليذيق بعضُها بأسَ بعض .. رئيساً يؤمِن المسيحيين في وطنهم ويكفل لهم أداء شعائرهم دون تقييد ودون تفرقة.. رئيساً ينظر إلى المسلمين كمسلمين وليس بحسب مذاهبهم.. رئيساً لا يفتش في ضمائر المصريين وقلوبهم ليعرف أيُهم أقرب إلى الله وأيُهم بعيد عن الله ليكفره وينزع عنه دينه.

لا يهمنا في الرئيس القادم أن نشاهده يصلي الجمعة أو يؤدي الصلوات في أوقاتها.. فهذه علاقة بين العبد وربه سيحاسبه عليها، بل نريد رئيساً مهموماً بقضايا الوطن ومشكلاته وملفاته المتراكمة .. رئيساً يؤمن بثورتي 25 يناير و30 يونيو، ويسعى إلى تحقيق أهدافهما.. رئيساً يكفل الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة لكل المصريين دون تمييز.

نحن نريد رئيساً يوصف بأنه رجل دولة من الطراز الأول يتمتع باستقلالية القرار.. رئيساً لايتبع جماعةً ولا فصيلاً سياسياً بعينه يُملي عليه قراراته ويوجهه حيث شاء.. رئيساً يعمل لمصلحة مصر والمصريين ولا يعمل لمصلحة جماعته وفصيله السياسي أياً كان. لقد اكتوت مصر طوال عام مضى بحكم جماعة وفصيلها السياسي ، ولم يكن يشغلها سوى التمكين لها على حساب مصلحة الوطن، ولا تريد مصر إعادة هذه التجربة المريرة ، والتي لا تزال مرارتها عالقة بأذهان المصريين، تارةً أخرى.

نريد رئيساً قوياً صلباً لا يلين في مواجهة أعداء الوطن أياً كانوا في الداخل أو الخارج .. نريد رئيساً يحفظ لمصر استقلالها وكرامتها، ويعيد لها مكانتها الرائدة في المنطقة العربية والعالم.. لانريد رئيساً يقيم علاقات مصر بالخارج وفقاً لأهوائه ومصالحه ومصالح من يقفون خلفه.. نريد رئيساً يكفينا شر تطاول الأقزام على مصر من أمثال البشير الذي تحالف مع إثيوبيا على حساب مصر بغية رضا أمير قطر وجماعة الإخوان رغم العلاقة الأزلية التي تربط شعبي وادي النيل.. نريد رئيساً يوقف حماس عند حدها حتى تعرف أن لمصر صبرٌ ينفد.. نريد رئيساً يقول للأمريكان
إن المصريين شعب حر يحيا على أرض حرة .. شعب يأبى التبعية لأية دولة مهما كانت بعد قيامه بثورتين عظيمتين لتحرير الإرادة الوطنية.

وفي النهاية، لا بد أن نجعل من سباق الرئاسة ماراثون في حب مصر، نحن لا نخوض معركةً تفرقنا.. بل نخوض تجربةً توحدنا.. نخوض تجربةً من أجل التوافق والانصهار في بوتقة الوطن.. نخوض تجربةً من أجل مصر واحدة وليست أمصاراً متعددة كما أُريد لها أن تكون. وأياً كان الفائز في نهاية السباق، فهو ابن مصر الذي لن يخذلها أبداً، وليعلم كلا المرشحيْن أنه #تحيا_مصر، و#هنكمل_حلمنا.