الأحد 30 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

نعم.. أطيع الشيطان!


مرشد الاخوان
مرشد الاخوان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
“,”الخروج في 30 يونيو طاعة للشيطان بإشعال الفتن وتزوير التاريخ“,” .. هكذا حذر المرشد العام للإخوان المسلمين في رسالته الأسبوعية الخميس الماضي،واستفاض “,”فضيلته“,” قائلاً: إن هناك من يستعد لاتباع الهوى وطاعة الشيطان ويكره وحدتنا ويمقت أخوتنا ويدبر المؤامرات، ويشعل الفتن ويقلب الحقائق ويزور التاريخ، لا يستمع لنصح ناصح ولا إرشاد أمين، يزين القول؛ ليخدع البسطاء من الناس. واختتم “,”بديع“,” رسالته بقوله: نستعد لمواسم الخير بالعبادة والتطهر والتدريب والعزم وتقديم الخير للناس جميعا؛ لنقترب أكثر.
.. وهنا أسأل فضيلة المرشد، من الذي شق الصف، ومن الذي ضرب بالدستور والقانون عرض الحائط.. ومن الذي حاصر المحكمة الدستورية العليا ومنع قضاتها من ممارسة عملهم، ومن الذي تسبب بعناده فيما وصلت إليه الأمور من مشاكل حياتية بدءا بالكهرباء، مرورا بالبنزين والسولار وطابور الخبز المحفوف بالمخاطر، وانتهاء بمشاكل الماء “,”الدولية“,” التي تحتاج لعشرات السنين لحلها؟.. ومن الذي دعا المعارضة للحوار حول سد النهضة وبثه على الهواء مباشرة ودون علم المدعوين، مع علمه بأن العالم سوف يرى الاجتماع وطبعا أثيوبيا أول المتابعين وترك لهم الحبل على الغارب ليتحدثوا عن عمليات عسكرية ومخابراتية وزعزعة استقرار ضدها لتتعنت أثيوبيا مع مصر وتصر على بناء السد مهما كانت النتائج وذلك في محاولة للغلوشة على 30 يونيو؟ .. من الذي أهمل الملف الطائفي حتى وصلت الأمور لمحاولة اقتحام الكاتدرائية المرقصية وهم يعرفون قدسية المكان بالنسبة لأقباط مصر؟ ..
ومَن الذي ترك الشعب ليحل مشاكله بنفسه وبدون أي رقابة بسبب الانشغال بالانتخابات البرلمانية والتخطيط لاكتساحها لتكتمل أركان خطة السيطرة والانفراد بالسلطة.. ومن الذي تخلي عن أقرب حلفائه من السلفيين الذين تم توريطهم واستخدامهم في أكثر من موقف، والنتيجة هي التفتيت والانقسام وخسارة جمهورهم المتعاطف معهم ففتحوا قنوات اتصال مع الأمريكان ليفرضوا أنفسهم بديلا عن النظام الحالي، وبعد أن حسم السلفيون أمرهم بعدم النزول مع الإخوان في مظاهراتهم التي يدعون إليها للحفاظ على “,”الشرعية “,” المتمثلة في الجماعة وحدها والتهديد بحرب أهلية في حال التظاهر ضد الدكتور مرسي، وهو ما يقودنا إلى كارثة ستقضي على الأخضر واليابس، فشجع ذلك كل فرقاء المعارضة للتوحد ونسيان خلافاتهم حتى يتم التخلص من نظام حرق نفسه بنفسه ولم يتعلم الدرس من النظام الذي سبقه وكرر نفس أخطائه الساذجة؟..
وفي محاولة لتصحيح المسار وإحياء الأهداف.. اجتمع الشعب والمعارضة على استكمال ثورة يناير التي سقط فيها شهداء ومصابون لم يتم تكريمهم بشكل لائق حتى الآن ولم يُحاسب مَنْ قتلهم.. ولم يكتمل الحلم ولم يتحقق منه أي هدف على أرض الواقع.. وأياً ما كان من يدعو للتمرد على الواقع الذي نعيشه ــ حتى وإن كان الشيطان ــ الذي يخشاه المرشد، فهو “,”شيطان الحق“,” الذي يدعونا للبحث عن الحرية والفرار من العبودية وإن كان هذا الشيطان أيضا يدعونا إلى الحياة الكريمة والحق في تعليم أولادنا بصورة صحيحة وتوفير الرعاية الصحية للمرضي وعدم انتظارهم في طابور الموت الطويل لتوفير العلاج.. فأنا أطيعه ويطيعه الكثيرون في مواجهة من يحاول سرقة وطن باسم الدين، بالإضافة لسياسة الاستحواذ التي يتبعها النظام الحالي ومحاولة إفقار الشعب وإرهاقه ماديا ومعنويا ليرضخ للأمر الواقع وينسى مطالبه التي ظل يحلم بها بعد 30 عاما، وبعد أن حقق المعجزة وخلع نظام مبارك في ثورة سلمية استمرت 18 يوما فقط، وبعد معاناة المرحلة الانتقالية أفرزت الانتخابات الرئاسية نظاما يثبت يومياً أنه غير جدير بحكم بلد بحجم وتاريخ مصر والتي يهدد يوميا بحرقها إن لم تستكن وتنحني لهم .. ولهذه الأسباب فأنا أطيع الشيطان.