السبت 05 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوارات

قيادي شيعي: الإخوان أفقدونا الثقة في المشروع الإسلامي


المفكر الشيعي المصري
المفكر الشيعي المصري سالم الصباغ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المفكر الشيعي المصري سالم الصباغ لـ“,”البوابة نيوز“,” :
· قادرون على حل مشكلات المجتمعات الإسلامية
· سهلنا شروط الزواج لمنع وقوع الزنى
· عانينا من الملاحقات الأمنية قبل الثورة وبعدها
· الفهم الخاطئ للدين سبب انتشار الجماعات الإسلامية
اتهم المفكر الشيعي المصري، سالم الصباغ، الإخوان، بالكذب والتدليس، والإضرار بالمشروع الإسلامي، بسبب فساد إدارتهم لشئون البلاد، مؤكدًا في حواره مع “,”البوابة نيوز“,”، على هامش مهرجان ربيع الشهادة العربي التاسع بالعراق، بأن اضطهاد الشيعة المصريين يتم على قدم وساق، فقبل الثورة كانت تلاحقهم أجهزة الأمن أما الآن فيلاحقهم السلفيون من خلال حملات التكفير على المنابر .
وقال الصباغ: إنّ المذهب الشيعي سعى لحل مشكلات المجتمع الاقتصادية والاجتماعية ممثلا في زكاة الخمس أو في تشديده على شروط الطلاق حفاظًا على الأسرة وبقائها، مخففًا في شروط الزواج خشية وقوع المجتمع في آفة وجريمة الزنى.
وإلى نص الحوار..
* هل التشيّع قادر على حل مشكلات المجتمعات الإسلامية؟
** يمكن للمذهب الشيعي أن يقدم للمجتمع المصري وغيره من المجتمعات الإسلامية السنية، حلولاً عملية لبعض المشكلات التي تواجههم، وعلى سبيل المثال في الجانب الاقتصادي، يمكن عن طريق زكاة الخمس أنّ يتم حل جزء كبير من المشكلة الاقتصادية في البلاد، والخمس ليست قضية شيعية ولكنها قضية قرآنية، يقول تعالى: “,”فاعلموا إنما غنمتم من شيء فأنا لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين“,”، وإن كان أهل السنة يفسرون الغنائم على أنها غنائم الحروب والشيعة يفسرون الغنائم على أنها كل مغنم ومكسب، فما المانع في أن ترجع الأمة لتفسير أهل البيت لحل مشاكلها الاقتصادية، خاصة أن 20% من دخول المصريين لو دخلت ميزانية الدولة لساهمت في حل كل المشكلات الاقتصادية .
أما الجانب الاجتماعي، فالمذهب الشيعي قدم حلولا ناجحة للحد من أزمة الطلاق لخطورتها على كيان الأسرة، فشروط الطلاق في المذهب الشيعي مشددة، وهي وجوب الإشهاد على الطلاق من شاهدي عدل، وأنه لا يقع إلا في فترة طُهر المرأة شرط ألا يمسها زوجها، وهما شرطان يعطيان للرجل والمرأة فرصة لمراجعة أنفسهما وهدوء أحوالهما، كما أن شروط الزواج عند الشيعة سهلة لحماية المجتمع من انتشار الزنى .
* ما سبب انتشار الفرق والجماعات الإسلامية في رأيك؟
* * نشأت الجماعات الإسلامية المختلفة بسبب فهم خاطئ لحديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: “,”مَن مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية“,”، أو كما ورد في صحيح مسلم: “,”من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية“,”، لذا سارعت كل جماعة في تنصيب إمام لها تبايعه، فتعددت الجماعات وتنوعت، وهنا ظهرت فكرة الطاعة العمياء للأمير الذي يخترونه، ومشكلة السمع والطاعة لا وجود لها عند الشيعة؛ لأن الإيمان بهذا المفهوم للأئمة المعصومين الذي اكتملوا منذ أكثر من 1200 عام بغيبة الإمام المنتظر .
* ما الفرق بين وضع الشيعة في مصر قبل الثورة وبعدها؟
**في نظام مبارك كنا نعاني من الملاحقات الأمنية ولأسباب سياسية وليست مذهبية، أما الآن وبعد الثورة فلا توجد ملاحقات أمنية وإنما يوجد تهديد سلفي وهابي لا تضبطه ضوابط القانون، مما يهدد الأمن الاجتماعي في البلاد، خاصة مع وجود أقليات أخرى مثل النصارى .
* لماذا لا يُعلن الشيعة عن أنفسهم في مصر؟

** ظهورنا العلني بالمجتمع المصري محفوف بالمخاطر، بسبب التهديدات السلفية المستمرة، التي تمثل خطورة فعلية على الشيعة بسبب سكوت النظام الحاكم عن هذه التهديدات، ويجب على الدولة حماية كل مواطنيها، فالدستور ينص على حرية العقيدة، فكيف يتم تكفيرنا على المنابر؟، بالإضافة إلى التشهير بهم من خلال القنوات الفضائية السلفية التي أنشئت من أجل الطعن وتشويه المذهب الشيعي، مما خلق رأيًا عامًا سلبيًا لدى عامة المصريين، في النظر إلى إخوانهم في الوطن.
* كم يبلغ عدد الشيعة في مصر؟
** لا يمكن لأحد أن يحصر عدد الشيعة في مصر.
* هل صحيح ما يتردد عن قيامكم بإغراء الشباب بالمال والنساء من أجل التشيّع؟
** هذه التهمة باطلة تمامًا ولا دليل عليها ومعروف مَنْ الذي يحصل على تمويل من دول الخليج.
* هل الرجوع لمبادئ وأحكام الشريعة الإسلامية، سيؤثر على حرية الاعتقاد في مصر؟
** تطبيق الشريعة الإسلامية، لا يغضب أحدًا؛ لأن ذلك فرض قرآني، يحب أن يسعى إليه جميع المسلمين، ولكن الخوف من استئثار السلفية الوهابية بأفكارها الخاطئة بتفسير أحكام الشريعة الإسلامية، وبالتالي سوف يؤثر فعلًا على حرية الاعتقاد .
* هل ولاء شيعة مصر يكون لإيران؟
** هذا كلام غير صحيح، فولاء المصريين لوطنهم الذي ولدوا وتربوا فيه، وعاش فيه آباؤهم، أما العلاقة بإيران، فهي ليست علاقة بالدولة وإنما علاقة بمرجعية دينية فقهية، والتي لا يشترط فيها الجنسية وإنما يشترط فيها الأعلم والقادر على استنباط الأحكام الشرعية .
* هل من الممكن أن تتحد الأمة الإسلامية؟
** لا يوجد ما يمنع اتحاد الأمة الإسلامية، خاصة أن الأمور المشتركة بين السنة والشيعة تبلغ نحو 95% من الأمور الفقهية والعقائدية وهذا بلا مبالغة، بالإضافة إلى المصالح المشتركة، حتى تستطيع أنّ تواجه المؤامرات والتحديات الكبرى؛ لأنه لا وقت لدينا لرفاهية الاختلاف .
* كيف ترى العلاقة بين الإخوان وأمريكا وإسرائيل؟
* * مع الأسف خاب أملنا في جماعة الإخوان المسلمين، كنا نأمل أن تقوم بتصحيح المسار الذي بدأه النظام السابق في التبعية التامة لأمريكا والعدو الصهيوني.
* وما تقييمكم لحكم الإخوان؟
** الواضح من سياسات الإخوان أنهم لا يمتلكون مشروعًا إسلاميًا، فكل ما يطمحون له هو التمكين والتحكم بمفاصل الحكم في مصر، حتى أن شعارهم المشهور الإسلام هو الحل، لم نعد نسمع عنه أي كلمة، مع أن فصيلًا من الشعب اختارهم طبقًا لهذا الشعار، ومن الأمور المؤسفة أيضًا وعودهم الكثيرة التي أطلقوها ولم تنفذ بما يخالف المبادئ الإسلامية، ومنها على سبيل المثال، أنهم لن يرشحوا رئيسًا للجمهورية ثم انقلبوا على ما وعدوا به، فرشحوا اثنين، ففقدوا مصداقيتهم، ثم أن الأداء الإخواني لم يقدم أي حل للمشكلات التي يعاني منها المواطن المصري، وأخشى أن يكون المواطن فقد الثقة في المشروع الإسلامي وليس في الإخوان فقط .