الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مأذون الخارجية!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"زواج مصر بأمريكا زواج كاثوليكي".. هذا التصريح الذي خرج على لسان نبيل فهمي وزير الخارجية أقام الدنيا في البرامج والفيس بوك ولم يقعدها.. رغم أن للرجل مئات التصريحات التي تدرس دبلوماسيّا في التعامل مع الأزمة المصرية والغرب.. أحد المذيعين ابتلع حبوب الشجاعة وانتقد التصريحات واصفا إياها بـ"المقلقة“، مؤكدا أن حديث نبيل فهمي حديث مأذون لا تخرج من وزير.. وهو توصيف مهين ومعيب لقامة دبلوماسية لا يرقى لها هلفوت أمام الكاميرا .
ولكن ما المشكلة إذا كنت تجلس في أستوديو متوهمًا بأنك متحصن بقناتك وبرنامجك!!.. فتسب وتلعن خلق الله.. وما أنت عن الإهانة ببعيد!!.. هذا المذيع نموذج لآخرين ابتليت بهم الساحة الإعلامية سوف يتبخرون قريبًا.
وسياسي آخر هكذا يصف نفسه يتحدث جهلًا ويرمي الوزير بأبشع الاتهامات، ويتهمه بالخيانة والعمالة لأمريكا.. وهكذا بكل بساطة يخلع عن الرجل وطنيته ويمسح تاريخه الدبلوماسي بأستيكة!!.
وأحد رؤساء الأحزاب الكرتونية يجلس على أريكته الوثيرة شاطحًا بخياله مطالبًا باستدعاء فهمي.. ولا أعلم من أين يتم استدعاؤه!!.. ولماذا؟ ومن يستدعيه؟!.. وكأنه سفير ممثل لدولة معادية في القاهرة!!.
بالتأكيد لو تجولنا على الفيس بوك سنجد ما هو أسوأ وأكثر انحطاطًا ويعف القلم عن تناوله .
لا أصادر حقك في انتقاد وزير الخارجية ولا سياساته، ولكن ذبح المسئول وإهانته وهو أكثر الدبلوماسيين خبرة ودراية بالثقافة والإعلام الأمريكي الذي أجرى معه هذا الحوار.. وجاءت تصريحاته التي أثارت كل هذا "الهياج"، هو خطأ جسيم نرتكبه مع سبق الإصرار والترصد.
ولم يفوّت الإخوان الفرصة للهجوم علي وزير الخارجية، فذهبوا يفتشون في دفاترهم القديمة لينتقموا من الرجل بانتهازية اعتدناها منهم.. واعتادوا عليها، فوصفوه بأبشع وأقذر العبارات على صفحاتهم بأنه "يخدم عصابة بني صهيون التي تتحكم في مصر وشعبها، خدمة لعصابة كامب ديفيد".
ولا أدري ألهذا الحد يعتبرنا "الإخوانجية" ضعاف الذاكرة؟ فخطاب مرسي صديق بيريز العزيز لم تجف سطوره بعد!!.
فما لا يدركه الكثيرون أن نبيل فهمي مارس مهام منصبه فتحدث مع الإعلام الأمريكي بلغة يفهمها الأمريكان ومفردات يمكن تسويقها عبر وسائل إعلامهم، فالزواج الكاثوليكي في الذهنية الأمريكية أبديّ لا انفصال فيه.. وهي نفس اللغة التي اعتمد عليها الوزير منذ تسلمه حقيبة الخارجية عقب ثورة 30 يونيو.
جهد كبير بذله الرجل لإقناع العالم بما فيه الولايات المتحدة بأن ما حدث في مصر ثورة شعبية ضد حكم جماعة قمعية فاشية فاشلة لا تحمل الخير لمصر.. وما تعرض له نبيل فهمي أثناء دخوله الكونجرس حاملًا قضيتنا الوطنية فإذا بهم ينعتونه بالوزير الانقلابي ومجرم حرب، خير دليل للمهمة الثقيلة التي يحملها علي عاتقة!!
فهمي عمل دون أدوات مساعدة، خاصة أن سفراء مصر في العواصم الكبرى يتم اختيارهم من أهل الحظوة والمحظوظين القادرين على اختراق كل حواجز الدبلوماسية .. إذن فوزير الخارجية تحرك خلف خطى عصام الحداد مستشار مرسي النشط والمدعوم بتنظيم وتمويل دوليين ليسقط الأفكار والدعاوى الإخوانية التي رسخها هذا الحداد عبر صفحات إعلانية مدفوعة في كبرى الصحف الأوروبية والأمريكية.