الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

لماذا يخشى الإخوان الأقباط؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

منذ أحداث العمرانية ديسمبر2010، خرج الأقباط بالكنيسة للوطن، وتظاهروا أمام محافظة الجيزة، وألقت الشرطة القبض على 154 قبطيا، وكان هذا الحدث إيذانًا بولادة نخبة جديدة، ظهر ذلك من التعدد المذهبي والديني للمتظاهرين، فقد كان بينهم مسيحيون أرثوذكس وكاثوليك وإنجيليون، ووجود رمزي لمتضامنين مسلمين، تلا ذلك ردود أفعال مذبحة نجع حمادي في يناير 2010، واستخدام المواطنين الأقباط “,”للعنف“,” كرد فعل، وازدادت حالات التضامن الإسلامي معهم، وانفجر المشهد القبطي مع تفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية، وخرجت المظاهرات تجوب الإسكندرية والقاهرة، من مسلمين وأقباط، ورفعت شعارات سياسية تطالب بإسقاط العادلي ومبارك للمرة الأولى، سجلت تلك الشعارات فيما عرف بقضية “,”مسرة“,”، ومن شاهد تلك المظاهرات أو اطّلع على ملف القضية (3 و4 يناير 2011) فسوف يتأكد أن هناك منظمات قبطية ذات مرجعية وطنية قد أطلت برأسها من رحم الوطن والكنيسة، وكان البابا العجوز قد شاخ ولم يعد ممسكًا بكل خيوط اللعبة، فصرح: “,”هؤلاء ليسوا أولادنا“,”؛ لأن أولاد الكنيسة من وجهة نظر البابا شنودة “,”أولاد الطاعة“,” الذين لا يعرفون السياسة“,” ولا يتظاهرون إلا داخل أسوار الكنيسة، ومن يسمون بـ“,”الأراخنة“,”، أعيان الأقباط من الكهول والشيوخ من التكنوقراط أو رجال الأعمال، أو أعضاء المجلس الملي العام، كانوا يتمسحون كصغار القطط في عباءة الإكليروس، ويكتسبون مكانتهم الاجتماعية من الجلوس في الصفوف الأولى من الكنيسة، أما الشباب الجدد فكانوا يكتسبون مكانتهم من التظاهرات والمواجهات في الشوارع، ولذلك لم يكن من المستغرب أن يفاجأ البابا وأساقفة البلاط البابوي ليس بالثورة فحسب، بل بمشاركة فعالة من النخبة القبطية الجديدة، ففي الوقت الذي كانت صحف 25 يناير 2011 تنشر نداءات من الأنبا يؤنس سكرتير البابا شنودة، والأنبا أنطونيوس عزيز مطران الأقباط الكاثوليك بالجيزة، والدكتور القس أندريه زكي نائب رئيس الطائفة الإنجيلية، يطلبون فيها من الشباب القبطي عدم التظاهر!! كان شباب قبطي مثل سالي توما ومينا دنيال ومينا ناجي وغيرهم يعدون للثورة، ودفع الشباب القبطي من 25 حتى 28 سبعة شهداء، في مقدمتهم الشهيد مينا نبيل الذي استشهد على مقربة من التحرير، وجرح 43 قبطيًا، وفي مقدمتهم مينا ناجي الذي أصيب بأكثر من أربعين رشة خرطوش في أنحاء مختلفة من جسده، ومثلما فوجئت الكنيسة، فوجئ الإخوان الذين أمسكوا العصا من المنتصف حتى الأول من فبراير، والسلفيون الذين كانوا يفتون بعدم الخروج على الحاكم، واقتصرت مظاهراتهم على المطالبة ليس بحقوق الوطن بل بمن أسموهما أختيهم (وفاء وكاميليا)، وفي الوقت الذي كان الشباب القبطي يستشهد ويجرح دفاعا عن الوطن والثورة، كان الإخوان يفاوضون المرحوم عمر سليمان، دفاعا عن الجماعة لا الوطن، وفي أكتوبر 2011 سطرت دماء الشهداء والجرحى الأقباط اسم أول تنظيم قبطي “,”اتحاد شباب ماسبيرو“,”، حدث ذلك حينما كانت الجماعة تجلس على ركبتيها تضرعا للمجلس العسكري، وسيذكر المؤرخون أن شباب ماسبيرو رفضوا طلب البابا شنودة بفض اعتصامهم الأول، ومن ذلك اليوم سقطت الصفقة بين الكنيسة والدولة، وصار البابا زعيما روحيا لا سياسيا، وفشلت في هذه الآونة كل النداءات الطائفية من قبل الإخوان والسلفيين، فقاموا بكل ما يملكون لإعادة الشباب القبطي إلى أسوار الكنيسة، ولكن الشباب صمدوا تجاه تلك المحاولات، وعوقبوا على ذلك، حيث قتل منذ إبريل 2011 حتى مايو 2013، 60 قبطيا، وجرح 1004، وتم الاعتداء على 24 كنيسة، وتم تهجير 124 أسرة قسرا، لم يعد منهم حتى الآن 43 أسرة، ودارت عجلة ازدراء المسيحية: أبو إسلام يحرق الإنجيل ولا يحبس سوى ليلة واحدة، وبرهامي يزدري المسيحية 14 مرة في فتاوى مسجلة على موقعي “,”أنا سلفي“,” و“,”السلف“,”، وتتم مكافأته باختياره في الجمعية التأسيسية للدستور، ولكن الأقباط يزدادون صلابة ومقاومة، وتلفق لهم 12 قضية لازدراء الإسلام، ويتم عليهم عقاب جماعي ويحبسون ومن بينهم طفلان، ولكن مقاومتهم ترتفع، وبعد اعتلاء البابا تواضروس الثاني كرسي مارمرقص يشتد ساعد الكنيسة، وتنسحب من الجمعية التأسيسية للدستور، وترفض حضور جلسات الحوار الوطني الثماني، فلم يكن أمام الجماعة والشاطر سوى اتهام الأقباط بأنهم يشكلون 80% من المتظاهرين أمام الاتحادية، ثم اتهامهم بأنهم وراء تأسيس “,”البلاك بلوك“,”، وأخيرًا الاعتداء على الكاتدرائية، واتهام عصام الحداد مستشار الرئيس للأقباط بتخزين الأسلحة واستخدامها في الكاتدرائية!!
لكن الأقباط يردون على ذلك بمزيد من المقاومة السلمية للحكم الإخواني، من خلال جميع الأحزاب والتيارات المدنية، وأخيرا في قيادة حركة تمرد، لذلك كله لم يكن أمام هزائم الإخوان وفضائحهم وازدياد قدرة الأقباط على المقاومة والنضال ضد الحكم الديني، سوى العودة للتهديد والوعيد، ولكن يقف الأقباط في مقدمة صفوف الحركة الوطنية، وسينزلون قبل غيرهم يوم 30 يونيو.