تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
مصر تعيش هذه الأيام النسخة العربية من الفيلم الغربي “,”الطيب والشرس والقبيح“,”، واسمها “,”المتمرد والمتجرد والقبيح“,”.. وبالتأكيد العامل المشترك بين النسختين، الغربية والعربية، هو القبيح، ولكن المتمرد في النسخة العربية هو الطيب، والمتجرد هو الشرس، خاصة أن المتجرد ينتمي إلى جماعات الإرهاب المسلح والتطرف الديني، وزعيمهم، عاصم عبد الماجد، الذي يطل علينا عبر الفضائيات دون أن يستحيي من نفسه وتاريخه الإجرامي وأفعاله المشينة، متصورًا أنه بطل مغوار وبطل قومي، ويتخذ من سلاح الكلاشينكوف شعارًا لحملته المأجورة لجماعة الإخوان.
فالمتجرد أصبح عاريًا الآن أمام جماهير الشعب المصري، مثله مثل القاتل الأجير، الذي يسعى لحماية عصابة البلطجة الإخوانية بكل الطرق والوسائل، منتظرًا الحصول على الأجر والمكافأة والثمن، دون إعادة القيم الدينية والأخلاقية، رغم أن مظهره الخارجي ولحيته توحيان للمشاهد له بعكس ذلك تمامًا؛ فهو يسعى لأن يعيث في الأرض فسادًا وإفسادًا؛ لإبقاء جماعة فاشية مستبدة على مقاعد الحكم بمصر.
فالمتجرد يدعم شخصًا ولا يدعم وطنًا، من المعروف أن دعم الأشخاص يتم بمقابل وثمن، ولكن دعم الأوطان لا يقابله أي ثمن يدفع لمن يقوم به؛ لأن ذلك فريضة على كل مواطن يحيا على أرض هذا الوطن؛ ولذلك يسعى المتجرد بأن يحصل على الثمن سريعًا، والمشاركة في جمع الغنائم على حساب الوطن وحريته وكرامة شعبه.
أما المتمرد، وما أكثرهم على أرض مصر الآن، وأصبحوا بالملايين رغم أنف العصابة الحاكمة، وأيضًا عصابة المتجردين الداعمين لها، فأغلبهم من البسطاء، ومن طين أرض مصر، ومن محدودي الدخل، ومن المتعلمين والمثقفين، ومن المسلمين والأقباط، ومن كل الفئات والأعمار؛ لأنهم نسيج هذا الوطن المتماسك.
فالمتمرد ليس شخصًا شاذًّا مثل المتجرد في السلوك والممارسات، ولا يحتمي ويتستر وراء مظهره الخارجي ولحيته وزبيبته المصطنعة؛ لأنها أدواته في النصب على المواطنين والتقرب إليهم، ولكن المتمرد هو المصري الأصيل الشهم، وهو ابن البلد الذي يسعى لبذل كل ما في طاقته من أجل إنقاذ هذا الوطن وإخراجه من كبوته.
فالمتمرد لا يحمل كلاشينكوف، ولا يبث الفزع في نفوس المعارضين له، ولكنه يعرض بضاعته وسلعته على الناس في أمن وأمان، ويقبلون عليها بنفوس راضية ومطمئنة، ويوقعون على الاستمارات بإرادة حرة قوية، ويجوبون أرض مصر شرقًا وغربًا وشمالاً وجنوبًا؛ بحثًا عن الوطن الذي ضاع على أيدي جماعة أو عصابة الإخوان.
فالمتمرد يدعو الناس بالحسنى، وليس فظًا أو غليظًا مثل غالبية المتجردين وإمامهم عاصم عبد الماجد، الممثل الحي من الفظاظة وغلاظة القلب وضياع الضمير، والبعض يقول إنه يشبه إلى حد كبير المسيح الدجال، وما يقوم به هو قمة الدجل السياسي والديني؛ ولذلك فإن معركته مع المتمرد خاسرة.. خاسرة لا محالة.
والثابت، وهو القبيح في النسخة الغربية والنسخة العربية، ألا وهو من يجلس على مقعد حكم مصر عنوة واغتصابًا، رافضًا المغادرة إلا على بحر من الدماء وجثث من الشهداء، وهذه هي أفعال القبحاء في كل زمان، ولا يهتم بما يدور من حوله، ولا يستمع إلى صوت الشعب، ولكنه يستمع إلى صوت جماعته وعشيرته، ولا يحتمي إلا بهم، ولا يحتمي بالله سبحانه وتعالى كما صور لنا، ولا يحتمي بالشعب، ولا يحرز على السيد دون حراسة وأمن.
فالقبيح يتصور نفسه أنه الزعيم الملهم لهذا الشعب، كما صوره مفتي الجماعة الكذاب بأنه محمد الثالث، الذي سيحرر القدس؛ عبر إستاد القاهرة ومظاهرات رابعة العدوية، واستطاع نشر القبح في أرض مصر منذ توليه الحكم، والمشاهد تنطق بذلك في كل شارع وحي وقرية، والوجوه العابسة للمصريين سببها هذا القبح.
فالقبيح حطم كل المرايا داخل قصر الرئاسة، وفي منزله؛ حتى لا يرى نفسه، وإذا وجد أي مرايا أمامه ينظر إليها بظهره وليس بوجهه، ويتباهى بنفسه أمام أهله وعشيرته؛ ولذلك فهو يدعوهم دائمًا للقائه، ويرحب بدعواتهم، ويرفض دعوات من يكشف له عن قبحه الشكلي والمعنوي والسلوكي.
ورغم أن القبيح أصبح يرتدي أفخر الثياب من الماركات العالمية، ويستعين بخبراء المكياج لتحسين صورته، فإنه ينسى المثل الفلاحي المعروف، والذي انطلق من مدينته الزقازيق، وهو “,”إيش تعمل الماشطة في الوش العكر“,”، وليس أمامه سوى الرحيل، وأن يكتب كلمة النهاية على النسخة العربية من فيلم “,”المتمرد والمتجرد والقبيح“,”، وإما سينتصر المتمرد الطيب، وينهزم المتجرد الشرس، وسيرحل القبيح أيضًا.