الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

نحن نعلم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الحكيم القديم: "الرجال أربعة، رجل لا يعلم، ويعلم أنه لا يعلم، هذا جاهل فعلموه، ورجل لا يعلم ويعلم أنه يعلم، هذا مغرور فاجتنبوه، ورجل يعلم ولا يعلم أنه يعلم، هذا غافل فذكروه، ورجل يعلم ويعلم انه يعلم، هذا عالم فاتبعوه".
وانا أقول الدول تنقسم إلى حكومة تعلم، وتظن أن الشعب لا يعلم، ولن أصفها، وحكومة لا تعلم والشعب يعلم، وأيضا لن أصفها، لكنها يجب أن تقال، وحكومة تعلم، وتعلم أن الشعب يعلم، فلا مشاكل هناك، ولأن هناك مشاكل مثل عدم استتباب الأمن، فلا بد أن الحكومةونحن نعلم أنها تعلم- أن تعمل على إنهاء هذا الملف تماما، وبسرعة قصوى ولا تتحجج بأنها مؤقتة، فروشتة العلاج كان يجب أن توضع من أول يوم حتى تأتي الحكومات اللاحقة لتنفيذ الروشتة، والمضي للأمام.
وقد اقترح بعض أصدقائي "المكارثية" -والمكارثية هي فترة غزا فيها الفكر الشيوعي الولايات المتحدة الأمريكية وخاصة قطاع الفن فيها، وذلك في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، وتصدى لها في هذا الوقت أعضاء من الكونجرس الأمريكي بقيادة ماكارثر، وتمت استجوابات علنية للكثير من فناني وموظفي الدولة، والقطاع الخاص، وتم فصل الكثير من ذوي الفكر الشيوعي، وحتى من يراه صالحا مع بعض التغيير، وخسرت الولايات المتحدة الكثير من الفنانين الأبرياء مثل شارلي شابلن، واورسون ويلز، وكسبت الولايات المتحدة الأمريكية مستقبلها، وتخلصت مما ينخر في جسدها بالجراحة وليس بالتداوي.
كل يوم الصبح نصحوا على أنباء القتل، سواء من الشرطة العظيمة التي تضحي بأرواحها من أجل الشعب، أو من المدنيين الأبرياء العزل، بقنابل الخسة والخيانة، التي لا تفرق بين أم أو أب أو محل أو ضابط أو أي كان، جدير بالذكر أن الحكومة تعلم أن الشرطة مخترقة (وضع قنبلة تحت مقعد عربة ضابط شرطة لا يتأتى إلا بمعرفة عنوانه وماركة سيارته، وأين توضع مساء) بل إن بعض أعضاء الجماعة المحظورة قالوا إن هذه خطتهم واعترفوا بها على الإنترنت، بل ويهنئون أنفسهم على هذا النصر الخسيس.
فنحن نعلم والحكومة تعلم، لكن ما لا نعلمه هو هل أعلنت الجماعة المحظورة في الوقائع الرسمية كجماعة إرهابية أم لا؟ بل نشاهد في التليفزيونات ناشطين سياسيين يقولون إن هذا لم يحدث حتى الآن، مع أنه حدث في السعودية، ومعظم دول الخليج، وأظن أنهم ينظرون إلينا شاخصين، متى سنعلنها في الوقائع الرسمية كما يقتضى القانون ليصبح القرار نافذا؟ وأين الرجوع في منح الجنسية المصرية لبعض الإرهابيين والهاربين من السجون، التي منحها لهم الرئيس المعزول؟ واعتبار كل قراراته كأنها لم تكن؟! أيضا أين الرجوع فيمن عينهم من الأهل والعشيرة، سواء في الأمن أم في القضاء أو باقي مؤسسات الدولة؟ وإذا كانت الدولة لم تعلنها رسميا جماعة إرهابية، فيظل حزب الحرية والعدالة قائما ويستطيع الدفع بمرشح لرئاسة الجمهورية في المرات القادمة، بل ويستطيع أن يقف ضد رغبة الشعب في التصويت للمنافس عكس ما يريده الشعب.
أتمنى من دولة رئيس الوزراء أن يتخذ قرارات حاسمة، ونحن نهنئه على قرار زيادة أسعار الغاز حتى يستطيع ان يزود كل ربوع مصر بالغاز الطبيعى, نتمنى عليه ان يترك الحكم على الافلام للمصنفات الفنية ويلتفت إلى ما يريده الشعب بصفة عاجلة كالقضاء على الاحتكار، مثل احتكار الأسماك في بحيرة ناصر، حتى تعود الأسعار لما كانت عليه.
نحن نعلم والحكومة تعلم، فياحكومة أين المفر؟.