الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بدل السكوت.. أحياء موتى.. وموتى أحياء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يخوفوننا بالحرب الأهلية، يدفعوننا للصمت بسيناريوهات الهلاك والخراب والسقوط، يستعيدون مشاهد الدم والرصاص في الجزائر، والصومال، ولبنان، كي لا نحتج ولا ننتقد ولا نثور ضد الطغيان، نفس الأسطوانة المباركية تتكرر مع نظام مرسي قبل أيام من الثورة الثانية ضد فاشيته وفاشية نظامه.
يرهبوننا بالموت، وهم لا يدركون قول محمد الماغوط الخالد: “,”الموت ليس هو الخسارة الكبرى، وإنما الخسارة الكبرى ما يموت فينا ونحن أحياء“,”.
يفزعوننا باللا أمان الذى سيسود في حال إسقاط مرسي وهم لم يقرأوا مقولة “,”بنجامين فرانكلين“,” اللافتة: “,”إن من يضحون بالحرية مقابل الأمان لا يستحقون أيا منهما“,”.
سيقول السفهاء من الناس إنها ليست ثورة، وإنما حركة انقلاب، سيفتحون صنابير النوح والردح ضد كل من يخرج على أمير المؤمنين، سيفتون بجواز قتل الخارج عن الحاكم، والناكث لبيعته.. سينادون بالجهاد ضد الكفرة والعلمانيين وعملاء الصهاينة والأمريكان.
سيحاولون إقناعكم أن الثورة عورة، والحرية فوضى، وحق التعبير خروج عن حدود الأدب. سيكتبون في الصحف وسيطلون على الشاشات لومًا وتقريعًا وعتابًا لشباب الثورة على جريمتهم الكبرى، وسيبتسمون إن صرختم أو شكوتم.
سيطلقون خفافيشهم تلوّث وتلعن وتتهم، وسيشوّهون رموز الوطن، وسيرشون الحبر الأسود على أى مغاير أو مخالف أو محتج، سيكذبون مرات أخر، وسيدوسون على الوطن وناسه غير عابئين بضمير أو مرتدعين بأخلاق.
فى لقائه المفتعل بأهله وعشيرته، ردد الطبالون والزمارون هتافات الانحناء والخضوع للفرعون، معلنين مبايعتهم له على الدم، لم يقل هؤلاء أي دم سيسفح إرضاء لجبروته، وأي ضحايا سيسقطون فرضا لنظامه؟ إن كانت دماء المحتجين والثائرين على الفرعون هي الثمن، فكم سفحت دماء في الشهور الماضية على أيدي زبانية وميليشيات القتل السري لصالح مرسي.
قتل الحسيني أبوضيف غدرا، واغتيل محمد الجندي ضربا، وصُفي محمد الشافعي قهرا، وسيق الذين أحبوا الوطن إلى المعتقلات والتهم تلاحقهم، وأُقصي الشرفاء وعلا الطبالون والزمارون، واستبدل عازفو أوركسترا مبارك بهتيفة المتحولين والانتهازيين وأنصاف الموهوبين.
خبا القمر المطل على سمائنا، وأجهضت أحلام الفقراء، وصار الوطن سجادة استقبال يطؤها كل عميل وخائن ومرتزق ويستبيحها كل قاتل ومجرم، صودر المشروع المصري لحساب المشروع الحمساوي والسوداني والإثيوبي، وبعد كل هذا يسألنا المرجفون: لم تخرجون على الرجل المنتخب؟
قل لهم: إنه لم يراعوا العدالة فيمن هلك.. ورحم الله شاعرنا اليقظ أمل دنقل الذي كان يرى أن من قال “,”لا“,” لم يمت ، بينما هناك الكثيرون الموتى وهم أحياء جبناء.
[email protected]