السبت 05 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

ملوك ليلة الامتحان.. 60 ألف جنيه حصيلة "يوم واحد" من الدروس الخصوصية.. أولياء أمور: المدرسون أصيبوا بالتوحش والجشع.. وأصبحنا لا نتحمل عبء تعليم أولادنا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"المراجعات النهائية.. ملك الرياضيات .. الفيزياء حلول ومشاكل.. الكيمياء في يد كل طالب.. سيبويه اللغة العربية".. دائماً ما نرى تلك الإعلانات تشوه الجدران في كل مكان، وكل مدرس يروج بضاعته بالطريقة التي تجذب أكبر عدد من الطلاب، وتدريجيا يتحول المدرس من ناقل للعلم وصاحب رسالة، إلى تاجر يعطي بضاعته لمن يدفع.. ليدخل ضمن تصنيف "ملوك الامتحانات والمراجعات النهائية".
وتختلف أسعار الدروس الخصوصية في كل محافظة كما تتباين تلك الأسعار بين المناطق.. ففي القاهرة، يحدد المدرس في مناطق الفقراء حدا أقصى لا يتجاوزه، وفي مناطق الأغنياء يرفع المدرسون شعار "ارفع الأسعار عشان تولع نار"، ونجد المدرس معه عدد من الحراس الشخصيين وكأنه رئيس دولة الامتحان، أسعار المراجعات النهائية تبدأ من 80 جنيها في مناطق الفقراء، وتصل إلى 400 جنيه في الحصة لمنطقة مثل مدينة نصر.
وتختلف أسعار المدرسين فمدرس اللغة العربية سعر الحصة الخاصة به أرخص بكثير من مدرسين الكيماء والفيزياء، وهم ملوك اللعبة عن جدارة، فسعر حصة الفيزياء تصل إلى أقصى الحدود، وعلى سبيل المثال مركز تعليمي حوالى 50 طالباً والحصة سعرها 160 جنيها في 3 ساعات كاملة، حيث تكون الحصيلة في النهاية ما يقرب من 8000 آلاف جنيه خلال ثلاث ساعات.
وفي باقي المحافظات تقل الأسعار كثيرا عن القاهرة، نظرا لضعف الحالة الاقتصادية هناك، حيث يصل سعر الحصة الخاصة بليلة الامتحان أو المراجعة النهائية إلى 100 جنيه، أو 50 جنيها حسب المادة وحسب المدرس.
ويقول مدحت مسعد، مدير التربية والتعليم بالقاهرة السابق: إن الأزمة تكمن في أولياء الأمور أنفسهم، وإصرارهم على المراجعات النهائية، مع العلم أن المراكز التعليمية بدون ترخيص أو تصريح من الوزارة، ويكسب المدرس منها الملايين كل سنة.
وأكد أن المدرس لا يبتكر شيئا جديدا ليلة الامتحان سوى مراجعة سؤال وجواب آخر امتحانات المادة.
ويقول الدكتور رضا مسعد رئيس قطاع التعليم: إن المراكز التعليمية من أهم المشكلات التي تواجه التعليم في مصر، قائلاً: إن هناك حالة غير مباشرة لأن يكون البديل عن المدرسة هو المركز التعليمي.
وأضاف: الكارثة أن هناك عددا من المدرسين لا يتبعون وزارة التربية والتعليم ويقومون بكوارث مهنية، مؤكداً على أن أسباب انتشار الظاهرة هو عدم الرقابة على المدرس فى المدرسة، ما يجعله يتقاعس في أداء عمله.
بينما تؤكد والدة طالب بمدرسة المطرية الثانوية بنين، أن المدرسين لا يشرحون شيئاً داخل الفصول، وأن التعليم أصبح بالمال، مؤكدة على أن الدروس الخصوصية تلتهم ما يقرب من 3000 جنيه من ميزانية الأسرة للطالب الواحد شهريا، قائلة: "ده خراب بيوت، والمدرسين يسرقوا من عرق الناس".
وأضافت: إن سعر درس الكيمياء مثلا يكون 160 جنيها في الحصة في أرخص المراكز سعرا.