الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بروفايل

ميدو.. "ابن بطوطة" الكرة المصرية


أحمد حسام ميدو
أحمد حسام ميدو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا يختلف اثنان على موهبته الكروية، وأنه سفير مصر وأبرز لاعب مصري احترف في أوروبا، إنه أحمد حسام “,”ميدو“,” ابن الزمالك، ولاعب المنتخب الوطني، الذي وضع حدًا لمسيرته مع الساحرة المستديرة أمس الثلاثاء، بإعلانه اعتزال كرة القدم نهائيًا والتفرغ لمجال التدريب بعد 12 عامًا من الاحتراف قضاها في أبرز دوريات أوروبا لينهي حياته داخل المستطيل الأخضر عن عمر 30 عامًا بعد أن فشل في استعادة إمكانياته ولياقته الفنية والبدنية مؤخرًا، ليودع الملاعب في سن مبكرة.
“,”ابن بطوطة“,” الكرة المصرية و“,”العالمي“,” و “,”الفرعون الصغير“,” ألقاب أطلقها عليه النقاد والمحللون الرياضيون في مصر والعالم بعد أن غزا القارة العجوز وهو لايزال في السادسة عشر من عمره، عندما انضم لنادي جينت البلجيكي عام 2000 قادمًا من القلعة البيضاء ليبدأ رحلة النجومية في بلاد أوروبا، ويكون سفيرًا فوق العادة للكرة المصرية، وتعلم خلال عام واحد قضاه في الدوري البلجيكي كيف يستطيع أن يصبح نجمًا فاستحق التقدير والإشادة في الظهور الأول له في القارة العجوز.
ونال لقب أفضل لاعب صاعد في الدوري البلجيكي، قبل أن تخطفه أنظار الطاحونة الهولندية وينتقل إلى نادي أياكس أمستردام، الذي قضى أفضل أيام حياته معه، وكان نجمًا من العيار الثقيل تغنت باسمه الجماهير الهولندية، واستطاع أن يرسم صورة مشرفة للاعب المصري، ولعب أساسيًا على حساب نجوم كبار مثل السويدي العملاق زلاتان إبراهيموفيتش، وحقق مع الفريق الهولندي ثلاثية تاريخية هي الدوري والكأس والسوبر الهولندي، وسجل خلال عامين قضاهما مع أياكس 23 هدفًا في 46 مباراة، وبسبب خلافه مع “,”كومان“,” المدير الفني للفريق الهولندي في هذا الوقت، ترك ميدو الفريق الهولندي ورحل إلى الدوري الإسباني على سبيل الإعارة ليحط الرحال في صفوف سيلتا فيجو، وخلال 6 أشهر قضاها مع الفريق الإسباني ساهم في تأهل الفريق لدوري أبطال أوروبا بفضل هدفه القاتل في مرمى ريال سوسيداد، الذي حرم فريق إقليم الباسيك من التتويج بالدوري الإسباني، مهديًا اللقب للنادي الملكي.

وعاد “,”الرحالة“,” المصري إلى أياكس مرة أخرى بعد انتهاء إعارته، ولكن رواسب أزمته مع “,”كومان“,” كان لها دور في الرحيل عن الدوري الهولندي ليستقل القطار إلى محطة جديدة في فرنسا وتحديدًا في فريق مارسيليا مدينة الجنوب، في صفقة بلغت 13 مليون يورو، ويصبح أغلى لاعب عربي في ذلك الوقت.
بدأ “,”ميدو“,” مع مرسيليا رحلة تألق جديدة وشكل خلال هذا الموسم ثنائيًا هجوميًا قويًا مع الفيل الإيفواري دروجبا، كان من أقوى الثنائيات في أوروبا، سجل ميدو 9 أهداف في الدوري و 4 في الكأس، كما سطع نجمه في دوري أبطال أوروبا مع بطل فرنسا، ولن تنسى جماهير مارسيليا هدفه في مرمى ريال مدريد ليصبح ثاني لاعب مصري في ذلك الوقت يسجل في بطولة دوري أبطال أوروبا بعد الأسطورة حسام حسن.
بعد إقالة المدرب الألماني رودي فولر من تدريب مارسيليا عام 2005 لم يضعه المدرب الجديد “,”ديل نيري“,” في حساباته ليقرر “,”ميدو“,” الرحيل عن فرنسا وتهبط طائرته هذه المرة في الدوري الإيطالي في صفوف نادي العاصمة روما “,”الذئاب“,” على سبيل الإعارة، ليصبح ثاني لاعب يحترف في “,”الكالتشيو“,” بعد الموهوب حازم إمام، ويلعب بجوار قيصر روما فرنشيسكو توتي، ولكنه لم يأخذ فرصته في المشاركة بشكل جيد لينتقل إلى محطة جديدة في عاصة الضباب “,”لندن“,” في صفوف توتنهام على سبيل الإعارة، قبل أن يوقع عقدًا مع الإجادة في صفوف الفريق اللندني بعد تمسك “,”مارتين يول“,” مدرب توتنهام بضمه رسميًا، وظهرت نجوميته في البريميرليج ولعب أساسيًا على حساب نجوم كبار في توتنهام، على رأسهم البلغاري ديميتار برباتوف، والنجم الإنجليزي الأسمر جيرمن ديفو.
تألق “,”ميدو“,” بشدة مع توتنهام وسجل هدفين في أول مباراة له في البريميرليج واستطاع أن يسجل 14 هدفًا مع الفريق اللندني، ساعد بها فريقه على حجز مقعد للعب في الدوري الأوروبي بعد أن كان غاب عنه توتنهام لمدة 15 عامًا، وأمضى موسمًا كاملًا مع الفريق قبل أن ينتقل إلى نادي “,”ميدلسبره“,” مطلع موسم 2007، وتعرض “,”ميدو“,” لهتافات عنصرية مع فريق “,”البورو“,” من جماهير نادي نيوكاسل بعد إحرازه هدفًا في مرمى فريقهم، ليرد عليهم الفرعون المصري بوضع إصبعه أمام فمه، مطالبًا الجماهير بـ“,”السكوت“,” وسانده في موقفه الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم وأصدر عقوبات تأديبية على نادي نيوكاسل وجماهيره، وبعد قضاء الدور الأول مع نادي ميدلسبره في الموسم الأول له، انتقل ميدو معارًا لنادي ويجان أتلتيك ليلعب بجوار مواطنه عمرو زكي وكونا ثنائيًا مصريًا في خط هجوم الفريق.
وفي صيف 2009 وضع أحمد حسام ميدو حدًا لمشواره في أوروبا وقرر العودة إلى الملاعب المصرية إلى بيته الأول الزمالك على سبيل الإعارة من نادي ميدلسبره في صفقة بلغت 4 ملايين جنيه لمدة عام واحد، ليبدأ رحلة جديدة في الملاعب المصرية على أمل العودة لصفوف المنتخب الوطني بعد الأزمة الشهيرة مع حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب الوطني، في كأس الأمم الإفريقية 2006 وبعد عام واحد قضاه مع الزمالك عاد إلى الدوري الإنجليزي مرة أخرى في صفوف فريق “,”وست هام“,” على سبيل الإعارة أيضًا، ولكنه لم يشارك بعد تراجع مستواه وزيادة وزنه، بالإضافة للإصابات المتلاحقة التي تعرض لها خلال هذه الفترة ليعود إلى أحضان الطاحونة الهولندية أياكس أمستردام مرة ثانية في فترة الانتقالات الشتوية يناير 2010 معارًا من نادي ميدلسبره.
تألق “,”ميدو“,” مع “,”أياكس“,” مجددًا تحت قيادة مدربه السابق في توتنهام “,”مارتن يول“,” وسجل 3 أهداف في 6 مباريات، ولكنه اتخذ قرار الرحيل عن الفريق فجأة بعد استقالة مارتن يول من تدريب الفريق.
وفي يناير2011 أعلن نادي الزمالك التعاقد مع الرحالة “,”ميدو“,” رسميًا من نادي ميدلسبره،
قبل أن يدخل في صدام جديد مع ممدوح عباس رئيس النادي، ثم حسن شحاتة في كلاكيت تاني مرة مع الزمالك، لتمتد مشاكل “,”العالمي“,” من جديد ويصبح جليس دكة البدلاء، الأمر الذي أفقده لياقته الفنية والبدنية ليقرر فسخ عقده مع الفريق الأبيض ويعود للاحتراف مرة أخرى في أوروبا، ولكن هذه المرة مع فريق “,”بارسلي“,” أحد أندية الدرجة الأولى في انجلترا، ولكنه واصل الغياب عن المشاركة في المباريات، قرر بعدها الانفصال عن النادي قبل أن يضع حدًا لمشواره مع الساحرة المستديرة، أمس الثلاثاء، بإعلان اعتزاله كرة القدم نهائيًا بعد مسيرة امتدت لمدة 17 عامًا منذ انضمامه لفريق الناشئين بالنادي الزمالك، مكتفيًا بالإنجازات القليلة التي حققها مع الزمالك وأياكس، والتي تمثلت في الفوز ببطولة الأمم الإفريقية مع المنتخب عام 2006 وكأس الكئوس الإفريقية مع الزمالك عام 2000 وثلاثية الدوري والكأس وكأس السوبر مع أياكس موسم 2002 – 2003.
خاض “,”ميدو“,” مباراته الدولية الأولى مع منتخب مصر في يناير 2001 أمام منتخب ليبيا، وكانت آخر مشاركاته مع الفراعنة في لقاء ودي أمام مالاوي في ديسمبر 2009.
أحرز ميدو20 هدفًا دوليًا مع المنتخب الوطني في 51 مباراة دولية، وساهم في فوز منتخب مصر بكأس الأمم الإفريقية 2006 وهي البطولة التي شهدت خلافه مع المدرب حسن شحاتة، بسبب اعتراضه على تغييره، وغاب عن تتويج المصريين باللقب في 2008 و2010 بسبب هذه الأزمة.
وأخيرًا.. وضع “,”العالمي“,” آخر نقطة في تاريخه على المستطيل الأخضر، وأنهى مشوارًا حافلًا بالإنجازات والإخفاقات مع الساحرة المستديرة، إنجازات على المستوى الفردي يصعب على أي لاعب مصري أن يكررها بعد أن لعب في أفضل دوريات العالم خلال رحلته الاحترافية التي امتدت لأكثر من 12 عامًا في الليجا الإسبانية والكالتشيو الإيطالي والبريميرليج الإنجليزي، بالإضافة للدوري الهولندي ونظيره الفرنسي، مدافعًا عن ألوان نحو 10 فرق في القارة العجوز، صال وجال بين ملاعبها وجبالها وسهولها الخضراء، شهدت هذه الرحلة انطلاقات واخفاقات طموحات وصدمات، هتافات مؤيدة له وأخرى ضده، ليرسم أجمل لوحة فنية للاعب كرة مصري وسط عمالقة القارة العجوز، مهد كرة القدم.
وكتب أحمد حسام “,”ميدو“,” ابن الـ30 عامًا آخر سطر مع معشوقته كرة القدم أمس الثلاثاء على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “,”تويتر“,” معلنًا اعتزال الكرة نهائيًا، والتفرغ لمجال التدريب في الفترة المقبلة.
لعب ميدو لـ“,”11“,” ناديًا، 10 في أوروبا، بالإضافة للزمالك في مصر، وخاض 292 مباراة رسمية طوال مشواره مع الساحرة المستديرة، سجل خلالها 85 هدفًا، ونال 4 بطاقات حمراء في تاريخه .