الخميس 27 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

المرأة وفتاوى السلفيين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى فتاوى السلفيين، تشكّل المرأة، رهانًا لافتًا، حول تبنّى أخلاقية متشددة، تضع ضوابطها وقواعدها ومفرداتها عليها، كما تحدد نمط العلاقة معها، والخطوط العريضة، والحيّز المسموح حول ما يتعلق بسلوكها وعملها وملبسها وطريقة تكلّمها وتعبيرها الجسدى وكيفية قيامها بالصلاة، وحتى أمورها الجنسية، بدءًا من قوى التحريم التى تثقل جسدها وسلوكها بقيود العيب ومشاعر الإثم، وانتهاء إلى الأعضاء التى لا يجوز ظهورها منه بما قد يكشف عن عوراته، ما يشي بتحديد هذه الفتاوى لدور المرأة في تأسيس البيت المسلم وتنشئة االجيل الجديد، وحسن التبعّل للزوج، ومن ثم مقاومة الاعتراف بإمكانات المرأة، سوى الخيانة وفضل النكاح والولادة، وهو ما يفسر عدم خلوّ أى فتوى سلفية من حديث حول المرأة والجنس والنقاب. والأمر حول المرأة يتعلق فى هذه الفتاوى بكل ما يتصل بها، بدءاً من طريقة السلوك (حياء، طاعة، لا سفر إلا بولي، عدم جواز السلام أو المصافحة باليد على غير محرم، انتظار الزوج الغائب وياحبّذا أن لا تتزوج حتى يعلم موته، عدم جواز زيارة الكافرات من النصارى أو غيرهن، تحريم خروج المرأة مع الرجال الأجانب وما يتبع ذلك من اختلاط وتبّرج وسفور، عدم جواز السكنى مع عائلات غير مسلمة لأن في ذلك تعرض للفتنة بأخلاق الكفرة ونسائهم، إرضاع الكبير، إلزام المرأة بالسير على حافة الطريق، تحريم خروج المرأة متعطرة، عدم جواز ركوب المرأة السيارة مع غير المحرم، الابتعاد عن وسائل الاتصال المسموعة أو المطبوعة أو المرئية، التحذير من ارتياد الأماكن المخصصة للتخسيس لما قد يؤدّى إلى كشف عوراتها، تحريم جلوسها على الكرسي لأن الجن ينكحون النساء، تحريم لمْسها للموز والخيار وكل الفواكه التى تشبه العضو الذكري....).
كذلك وضعت الفتوى السلفية شروطها حول ملبس المرأة ( ارتداء النقاب واعتباره لباسا شرعيا، تحريم ثوب الشهوة ومنه الألوان الزاهية، إخفاء يديها بالقفاز لأن إظهارهما قد يثير الشهوة والإعجاب، تحريم حلاقة السيدات حتى ولو كانت الحلاقة امرأة...).
وبجانب طريقة السلوك والملبس، لا بد من نهج مشروط لتكلمها (عدم التطريز الصوتى، فضل الكلام، الاستشهاد بالنصوص الدينية، الابتعاد عن الغيبة...)، أو بتعبيرها الجسدي (أوضاع سليمة، السير وراء المحرم لا بحذائه، غضّ الطرف، كراهية استخدام اليد اليسرى، تجرد الزوجين من ملابسهما في أثناء الجماع يبطل عقد الزواج وفيه تشبّه بالكفار....)، وكلها شروط طبعت الرؤية السلفية للمرأة، وجعلت من مدلولاتها قاعدة يحّرم اختراقها.
واللافت أن هذ القائمة من الفتاوى، بما تحمله من أوامر ونواهٍ تتبدّى تحت شعار بطريركى، يزعم الحفاظ على المرأة.
والسؤال الآن: آهى عودة راجعة إلى الأصالة؟ أم اللياذ بمذهبه وتطييف الأعراف، تقوم فى أساسها على الإفقار الروحى ومجافاة الفرح، والدفع إلى مفاقمة الانكفاء على الذات؟