اهتمت جميع الصحف النمساوية الصادرة صباح اليوم الاثنين بزيارة وزير خارجية النمسا سباتسيان كورتس الحالية إلى طهران واللقاء الذي عقده أمس الأحد مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف حيث أكد الطرفان عقب انتهاء الاجتماع على أهمية التخلص من الأسلحة النووية وقالا "اليوم الذي يكون فيه العالم دون أسلحة نووية سيكون عالم أفضل".
وسلطت وسائل الإعلام النمساوية الضوء على تأكيد وزير خارجية إيران لنظيره النمساوي على نوايا طهران الجيدة إزاء النزاع النوي ، كما أوضحت التقارير الإعلامية تأكيد ظريف على رفض إيران مناقشة مسألة الصواريخ بعيدة المدى الإيرانية في المفاوضات النووية الجارية على عكس رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في طرح مسألة منع تجهيز الصواريخ الإيرانية بعيدة المدى برؤوس نووية على طاولة المفاوضات مع مجموعة الدول الغربية الست ، مرجعا السبب الرئيسي في رفض إيران إلى عدم امتلاكها لأسلحة نووية.
كما نقلت وسائل الإعلام النمساوية تأكيد ظريف لنظيره النمساوي أن الصواريخ الإيرانية تخدم الأغراض الدفاعية ، ورفضه التدخل في هذا الشأن قائلا "غير مسموح لأحد بالتدخل في هذه الخطط ، وتأكيد ظريف أنه من السفه الاعتقاد بإن إيران ترغب في استخدام صواريخها كسلاح للتدمير الشامل.
واستبعد وزير خارجية إيران في تصريحاته التي تصدرت صفحات الجرائد النمساوية اليوم ، قيام المتشددين في طهران بافساد الجهود الهادفة إلى إبرام إتفاقية نهائية وأكد أن إيران تتكون من مجتمع متنوع الآراء بما فيها القوى التي لا تدعم التوصل إلى إتفاق نهائي لأسباب سياسية ، لافتا إلى أن أغلبية المجتمع الإيراني سيدعم التوصل إلى إتفاق إيجابي مع القوى الغربية كشركاء متساويين على نفس المستوى.
وفي المقابل .. أشار وزير خارجية النمسا إلى الجوانب الإيجابية المترتبة على التوصل إلى إبرام إتفاق نهائي مع طهران ، لافتا إلى تأكد المجتمع الدولي من عدم وجود سلاح نووي في إيران من جانب ، وكذلك رفع العقوبات الاقتصادية الدولية والنمساوية عن إيران على الجانب الآخر.
ومن المتوقع أن يلتقي وزير خارجية النمسا اليوم الاثنين بالرئيس الإيراني حسن روحاني ، كما يتضمن برنامج الزيارة عقد لقاءين مع الرئيسين السابقين ، هاشمي رافسنجاني ، ومحمد خاتمي ، عدد من كبار المسئولين الإيرانيين قبل أن يعود إلى العاصمة فيينا مساء اليوم الاثنين.
جدير بالذكر .. أن وزير خارجية النمسا وصل يوم السبت الماضي في أول زيارة رسمية له إلى إيران ، حيث أشارت الأنباء الواردة من وزارة الخارجية أن هدف الزيارة هو التجهيز لأول زيارة يقوم بها رئيس جمهورية النمسا دكتور هاينز فيشر إلى طهران في وقت لاحق ، بعد أن تلقى الرئيس النمساوي دعوة من نظيره الإيراني ، فضلا عن محاولة النمسا لعب دور الوساطة بين الغرب وإيران التي تحظى بعلاقات جيدة مع النمسا تظهر في استضافتها لجولات المفاوضات النووية الإيرانية مع مجموعة الدول الغربية الست في العاصمة فيينا برعاية وزارة الخارجية النمساوية.
