الخميس 24 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

سوريا تصبو إلى انتهاء مهمة مراقبة الأسلحة الكيماوية والغرب يعارض

 الأسلحة الكيماوية
الأسلحة الكيماوية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قالت سوريا إنها تتطلع لانتهاء عمل البعثة الدولية المشرفة على تدمير ترسانتها الكيماوية رغم أن المسؤولين الغربيين يقولون إنهم يريدون أن يواصل الفريق العمل.

جاء الإعلان السوري بعد أن قالت سيجريد كاج رئيسة البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أمام مجلس الأمن إن الحكومة السورية ينبغي أن تلتزم بمهلة تنتهي في 27 أبريل نيسان لتسليم كل ما أعلنت عن وجوده لديها من أسلحة كيماوية.

لكن داخل قاعة المجلس قال دبلوماسيون إن وفود الولايات المتحدة ودول أوروبية عبرت عن قلقها إزاء اتهامات جديدة بأن الحكومة السورية استخدمت غاز الكلور وقالت إنه يجب إجراء تحقيق كامل.

وبعد الجلسة المغلقة التي شاركت فيها كاج عبر دائرة تلفزيونية مغلقة سئل مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري عما يجب أن يحدث فور أن تعلن بعثة الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية عن نقل المواد المرتبطة بالأسلحة الكيماوية السورية إلى خارج البلاد وإغلاق كل المنشآت ذات الصلة فقال إنه فور الانتهاء من هذه المهمة سترفع كاج تقريرا أخيرا إلى المجلس والهيئة التنفيذية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية فيما سيمثل نهاية للعملية برمتها.

لكن السفير البريطاني مارك ليال جرانت قال في مقابلة مع رويترز إنه يرى ضرورة استمرار مهمة الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية خلال المستقبل المنظور بسبب الشكوك في أن سوريا أعلنت عن ترسانتها الكيماوية بالكامل.

وأضاف "نرى أن هناك دورا مستمرا للبعثة المشتركة لما بعد إزالة المواد الكيماوية وهو ما قد يحدث سريعا جدا الآن وهناك عدد من المهام ينبغي إنجازها بما في ذلك التحقق من تدمير منشآت الإنتاج."

وقال "ذلك يعني أن المهمة المشتركة يجب أن تستمر" مشيرا إلى أن قرار مجلس الأمن الذي نص على تشكيل البعثة لم يحدد مهلة للانتهاء من عملها مما لا يدع متسعا لروسيا لإنهاء المهمة حتى وإن رغبت في هذا.

* نقاط غامضة

قال دبلوماسيون غربيون في نيويورك لرويترز إن معركة دبلوماسية تلوح في الأفق بين سوريا وروسيا من ناحية وبين الغرب من الناحية الأخرى بشأن استمرار دور البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية فور التخلص من المواد الكيماوية المعلنة.

ويبدو أن هذا الأمر يقترب سريعا. فمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية قالت إن ما يقرب من 90 في المئة من الكيماويات المستخدمة في إنتاج الغاز السام خرجت من البلاد وهو رقم يمكن أن يصل قريبا إلى 100 في المئة.

ويرى ليال جرانت هو ومندوبون آخرون في نيويورك ضرورة مواصلة مهمة كاج بسبب استمرار الشكوك في أن سوريا أعلنت بالكامل عن برنامج الأسلحة الكيماوية.

وقال "نعتقد أنها يجب أن تواصل إبلاغ المجلس بأشياء مثل نقاط الغموض في الإعلان الأصلي (عن الأسلحة الكيماوية)."

وأضاف أن المزاعم المتعلقة باستخدام غاز الكلور في الآونة الأخيرة أبرزت أهمية الإبقاء على المهمة.

وحملت هجمات وقعت هذا الشهر في عدد من المناطق السورية سمات مشتركة مما دفع بعض المحللين للاعتقاد بحدوث حملة منسقة بغاز الكلور مع تزايد الدلائل على أن الجانب المؤيد للحكومة هو الذي يلقي قنابل الغاز.

ولخصت مندوبة نيجيريا جوي أوجو التي ترأس مجلس الأمن هذا الشهر آراء أعضاء المجلس بعد الاجتماع الذي بحث الموقف في سوريا وتصريحات كاج.

وقالت "عبر أعضاء المجلس عن بالغ القلق إزاء التقارير التي تحدثت عن استخدام غاز الكلور في بعض البلدات والذي خلف قتلى ومصابين ودعت إلى التحقيق في هذه الواقعة."

ولم يتضح من الذي سيجري التحقيق. وقالت أوجو إن قيام بعثة الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالتحقيق في مزاعم الهجوم بغاز الكلور أمر وارد لكنه ليس الخيار الوحيد.

ونقل دبلوماسي حضر الاجتماع عن المندوب الفرنسي جيرار آرو قوله "التقارير التي تتحدث عن استخدام النظام السوري للكلور تظهر أن قيام البعثة المشتركة بالتخلص الكامل من الأسلحة الكيماوية لن يضع نهاية لاستخدام النظام للأسلحة الكيماوية."

ونقل الدبلوماسي عن المندوبة الأمريكية سامنثا باور قولها لكاج "سيكون من دواعي الهلع والسخرية أن يتحول النظام إلى استخدام الكلور الذي لم تزله بعثتكم."

والكلور مادة كيماوية يمكن أن تستخدم في أغراض صناعية. وهي ليست مدرجة على قائمة الأسلحة الكيماوية التي قدمت لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لكن كان يجري إنتاجها في سوريا قبل الحرب. وقال متحدث باسم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إنه كان ينبغي أن تعلن الحكومة عن حيازتها لغاز الكلور إن كان بحوزتها فعلا.

وقال الجعفري إنه لم يتضح إن كان غاز الكلور قد استخدم فعليا في أي هجوم. وأضاف أن مسؤولية استخدامه -إن ثبتت- تقع على مقاتلي المعارضة. وتتبادل الحكومة والمعارضة منذ فترة طويلة الاتهامات بالمسؤولية عن كل هجمات الغاز السام التي شهدتها البلاد.

واتفق الرئيس بشار الأسد مع الولايات المتحدة وروسيا على التخلص من أسلحته الكيماوية -وهي ترسانة لم يسبق وأن اعترفت دمشق رسميا بوجودها قط- بعد مقتل مئات في هجوم بغاز السارين في ريف دمشق في أغسطس آب الماضي.

واتهمت واشنطن وحلفاؤها الغربيون قوات الأسد بإطلاق الغاز في أسوأ هجوم كيماوي في العالم منذ ربع قرن. وألقت الحكومة باللائمة على المعارضة.