الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

فضائيات

بالفيديو.. الصندوق الأسود يكشف: الوطنية لدى الجماعة تعني "طز في مصر"

مفهوم الوطنية لدى
مفهوم الوطنية لدى الجماعة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عرض الكاتب الصحفي عبد الرحيم علي؛ رئيس تحرير "البوابة نيوز" والباحث في شئون الجماعات الدينية، في حلقة الليلة من برنامج "الصندوق الأسود" المذاع على فضائية "القاهرة والناس"، تقريرًا حول مفهوم الوطنية لدى جماعة الإخوان الإرهابية. وإلى نص التقرير:
وما المشكلة في أن يحكم مصر ماليزي ... طز في مصر .. نطق بها لسان مرشدهم الآثم .. قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر.
رفع عنا محمد مهدي عاكف مرشد الإخوان السابق عبء توضيح موقف جماعته من الوطنية المصرية .. طز في مصر.. هؤلاء يكرهون مصر التي غابت في أدبيات تنظيمهم ليس عن عمد فقط .. بل عن كراهية سوداء.
يتلاشى الوطن وتتناثر ذراته بين السماء والأرض لتعلو الجماعة وحدها في وعي الإخوان ووجدانهم.. حاول سدنة التنظيم أن يوحوا لأتباعهم أن الولاء للدين وليس الوطن ... مكرًا وخداعًا، فمتى كان الدين ينفصل عن الوطن؟
ذهل المصريون الطيبون من حجم البغضاء التي تحملها تلك الجماعة للدولة المصرية وجيشها .. لكن يبدو أن هؤلاء الطيبين لا يعرفون أن تلك القلوب صنعت على يد رجل لم ير عقبة في طريق وصوله لحكم العالم إلا بتحطيم صخرة العقيدة الوطنية المصرية .
شكلت الوطنية المصرية العقبة الكئود في طريق عرش الخلافة الذي حلم بالجلوس عليه "حسن البنا" بعد سقوط الخلافة العثمانية في عشرينات القرن الماضي.. وتوهج العقيدة الوطنية المصرية التي عبر عنها الوفد المصري ومن قبله زعماء الحركة الوطنية أمثال مصطفى كامل الذين ضحوا بدمائهم في مواجهة الاحتلال الإنجليزي بدوافع العقيدة الوطنية التي رأوا أنها صلب الدين ... الذي هو "الدفاع عن الأرض والعرض".
حاول البنا بأفكاره وجماعته تكسير عظام العقيدة الوطنية الصلبة وإضعاف من رأى أنهم خصومه كي يمهد لنفسه الطريق لحكم مصر ومن بعدها الأمة الإسلامية محمولا بسواعد رجاله الذي عمل على برمجتهم فكريا ووجدانيا.
يفصح البنا عن مفهوم الوطنية المصرية في الكلمات الآتية "حدود الوطن- التي تلزم التضحية في سبيل حريته وخيره- لا تقتصر على حدود قطعة الأرض التي يولد عليها المرء، بل إن الوطن يشمل القُطر الخاص أولاً، ثم يمتد إلى الأقطار الإسلامية الأخرى، والأقطار التي فتحها المسلمون الأولون، ثم أُخضعت لغير المسلمين، ثم يمتد وطن المسلم ليشمل الدنيا جميعًا".
ويحاول البنا أن يجمل موقف جماعته من الوطنية ويكمل "أساس وطنية المسلمين هي العقيدة الإسلامية، والإسلام قد جعل الشعور الوطني بالعقيدة لا بالعصبية الجنسية، فالاعتبار عند الإخوان للعقيدة أولاً، بينما هي عند غيرهم ترتبط بالحدود الجغرافية".
أدرك الإنجليز أن ما يدعو إليه هذا الرجل سيفكك السبيكة الوطنية المصرية التي فشلوا في تحقيقها من قبل، فالمسيحيون لن يكون لهم مكان في دولة البنا وسيدب الخلاف بين تلك الجماعة والجماعة الوطنية المصرية الأصيلة الذين سيدركون فيما بعد أن ولاء جماعة البنا ليست لوطنهم وإنما لجماعتهم العالمية العابرة للقارات.
إن المسلم لا يقاتل من أجل مجد دولة .. هكذا يحاول سيد قطب أن يضرب أسفين بين الوطنية والدين .. وذرع فتنة لا يطمع أعداء الله والوطن في أكثر منها لدفع أبناء الوطن لنبذ الدفاع عنه باسم الدين.
ليخرج شكري مصطفى، أمير تنظيم التكفير والهجرة، المنبثق عن الإخوان، ليقول أثناء التحقيقات معه (إذا اقتضى الأمر دخول اليهود أو غيرهم فإن الحركة حينئذ ينبغي ألا تبني على القتال في صفوف الجيش المصري، وإنما الهرب إلى أي مكان آمن. إن خطتنا هي الفرار من العدو الوافد تماما كالفرار من العدو المحلي، وليس مواجهته).
فالوطن عند سيد قطب (ليس أكثر من قطعة طين)، كما يزدري جنسية البلد التي يحملها الإنسان فيصفها بأنها (نتن عصبية النسب)، ويفرق بين انتماء المسلم لدينه وانتمائه لوطنه، ويزعم استحالة الجمع بينهما في قلب المسلم، ويتحول الوطن والقوم والأهل في رؤيته إلى مجرد (كلأ ومرعى وقطيع وسياج).
بعد أن قفزت تلك الجماعة في لحظة شؤم على كرسي الدولة المصرية ... تكشفت نيتها فأقصت جميع من سواها .. وراحت للتمكن من مفاصل الدولة ظنّا منها أنه لن يقدر عليها أحد ... وعندما عصفت بها سيول غضب المصريين ... كشفت عن أحقادهم تجاه الدولة الوطنية وجيشها .. فتساءل المصريون .. لماذا تكرهوننا؟.