السبت 26 أبريل 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

الدنيا ربيع في قصائد الشعراء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما يرق الزمن يمنحنا فصل الربيع الذي ينتظره البسطاء بهجة غير عادية‘ فيه تتفتح الطبيعة وتنبت الزهور لتمنح مزاج العالم حضورا متألق باتجاه الأمل، ولا يمر الربيع على مزاج الشعراء دون أن يمنحهم أماني محالة دفعهم للتغني به في قصائدهم الشعرية وإذا نظرنا قديما عند العرب سنجد أن الربيع تألق بدخولهم الأقاليم البادرة فالصحراء وجوها القاحل لم تكن تشجع على التغني بالربيع ولكن عندما مست نسمات الربيع أجسادهم في أقاليم غير بلادهم تغنوا به، وكان الربيع في قصائد الشعراء العرب ملاصقا دائما لحنو المحبوبة وبالجمال الذي كان ينعكس في وصفها ووصف الطبيعة التي تلازم حضورها في قصائدهم.
فقد سبق الشاعر “أبو تمام" أقرانه من الشعراء في وصف الربيع 
وهو يقول في قصائده:
رقت حواشي الدهر فهي تمرمر 
وغدا الثرى في حليه يتكسر 
نزلت مقدمة المصيفة حميدة 
ويد الشتاء جديدة لا تكفر 
مطر يذوب الصحو منه وبعده 
صحو يكاد من الغضارة يمطر 
من كل زاهرة ترقرق بالندى 
فكأنها عين عليه تحدر 
من فاقع غض النبات كأنه 
در يشقق قبل ثم يزعفر 
أو ساطع في حمرة فكأن ما 
أما الشاعر "أحمد شوقي " فقد كان الربيع ينعكس على مخيلته الشعرية ويدفعه باتجاه كتابة أرق الأبيات عن جمال الطبيعة وهو يقول:

آذار أقبل قم بنا يا صاح 
حي الربيع حقيقة الأرواح 
صفو أتيح فخذ لنفسك قسطها 
فالوصف ليس على المدى بمتاح 
ملك النبات فكل أرض داره 
تلقاه بالأعراس والأفراح.
ومن الشعراء الذي تحولت أبياتهم الشعرية إلى قصائد مغناه الشاعر “مأمون الشناوي" الذي حفلت قصائده الشعرية بجمال الربيع الذي ينشر كل الأنوار على مشاهد الطبيعة،وهو ما جعل أم كلثوم تغنى " أغنية الربيع "التي قام بكتاباتها لتغنيها بصوتها الخلاب: 
أدى الربيع عد من تأنى والبدر هلت أنواره 
وفين حبيبي اللي رماني من جنه الحب لناره 
ايام رضاه يازمانى هاتها وخد عمرى 
اللي رعيته رماني فاتني وشغل فكرى 
كان النسيم غنوه النيل بغنيها 
وميته الحلوة تفضل تعد فيها 
وموجه الهادي كان عوده ونور البدر واوتاره 
يلاغى الورد وخدوده يناجى الليل واسراره 
وانغامه تسكرنا انا وهو مفيش غيرنا 
لمين بتضحك ياصيف لياليك وأيامك،
ومن الأغاني الشهيرة التي وصفت الربيع وصارت أيقونة لا يمر حضوره وإلا ويتغنى بها الجميع أغنية " الدينا ربيع " والتي قام بكتابتها الشاعر صلاح جاهين وغنتها الفنانة الراحلة سعاد حسنى 
وعندما نتطرق للربيع فلا يمكن أن ننسى شاعر لبنان "جبران خليل جبران " التي غرق قلمه في وصف الطبيعة التي جعلت من لبنان صورة فنية مكتملة الأركان وخاصة عند ذوبان الثلوج عن جبالها.هنا يحترق الشاعر من الجمال ويكتب عن الاختلاف بين الفصول في قصيدته " الفصول الأربعة "،وهو يخص كل فصل بوصف دقيق عن مزاياه ويكتب عن الربيع: 
هلمي يا محبوبتي نمش بين الطلول.. فقد ذابت الثلوج 
و هبّت الحياة من مراقدها وتمايلت في الأودية والمنحدرات..
سيري معي لنتتبّع آثار أقدام الربيع في الحقل البعيد..
تعالي لنصعد إلى أعالي الربى ونتأمل تموجات اخضرار السهول حولها..
هاقد نشر فجر الربيع ثوبا طواه ليل الشتاء فاكتست به
أشجار الخوخ والتفاح فظهرت كالعرائس في ليلة القدر.
الربيع لم يترك أجدادنا الفراعنة دون أن يترك بصمة الغزل عليهم ففي هذا الفصل يرى الشاعر محبوبته بوضوح وهو ما جعل برديا المصريين تزغر بالحب مع موسمه ففي برديه شستر بيتي ينعكس الربيع عن قصائده وتختفى معه المشاهد الدرامية الحزينة لتظهر المشاهد الحميمة على بردية الشاعر وهو يقول: 
أحضر توًا يا سيدي..
يا من ذهبت بعيدًا
أحضر لكي تفعل ما كنت تحبه تحت الأشجار
لقد أخذت قلبي بعيدًا عني آلاف الأميال
معاك أنت فقط أرغب في فعل
أحب إذا كنت قد ذهبت إلى بلد الخلود 
فسوف أصحبك
فأنا أخشي أن يقتلني الشيطان ست
لقد أتيت هنا من أجل حبي لك
فلتحرر جسدي من حبك.