الحقيقة المؤكدة التى تتكشف لنا يوم بعد آخر ان الشعب المصرى وغالبية الشعوب العربية، خاصة شعوب تونس واليمن وليبيا انخدعت بمقولة نشطاء الربيع العربى وهى المقولة التى أطلقها الغرب بصفة عامة والولايات المتحدة الأمريكية بصفة خاصة على العناصر الشبابية بتلك الدول والتى تم تدريبها وتجهيزها والتواصل معها ودعمها وتمويلها من أجل إحداث تغييرات كبرى فى تلك الدول والاطاحة بالنظم الحاكمة مستغلة غضب شعوب تلك الدول من الأوضاع المتردية سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا واستطاع هؤلاء النشطاء ومعهم جماعة الاخوان الإرهابية تنفيذ المخطط الغربى لإعادة رسم ملامح المنطقة العربية..
وفجأة انتشرت فى أجهزة الاعلام العربية بسبب ما روجت له قناة الجزيرة مصطلحات نشطاء مصر ونشطاء تونس ونشطاء اليمن ونشطاء ليبيا على غرار إخوان مصر وإخوان تونس وإخوان ليبيا وإخوان اليمن وتحول هؤلاء النشطاء الى دعاة للحرية والديمقراطية وأصبحوا نجوم برامج التوك شو وتفوقوا على الأبطال القوميين والمواطنين صناع الأمجاد والانتصارات فى هذه الدول..
ولم ينتبه أحد مبكراً للخدعة الكبرى التى حاصرت شعوب تلك الدول وإعلامها بكل أنواعه وأطيافة وشاهدنا النشطاء يتنقلون بين القنوات الفضائية والبرامج كمن يتنقل بين حجرات شقتة وسكنة وتلقوا هؤلاء النشطاء الدعوات تلو الدعوات للقيام بزيارات وجولات خارجية فى دول أوروبا وحفلات تكريم لهم فى محافل ومنتديات أوروبية وأمريكية لها علاقات بالكيان الصهيونى حتى ساهموا فى وصول الاخوان لحكم مصر وتحالفوا معهم..
وفجأة مع اندلاع ونجاح ثورة 30 يونيو والاطاحة بحكم الاخوان واختفاء النشطاء من الساحات والميادين المصرية وظهر المارد الشعبى حزب الكنبة من المصريين البسطاء الوطنيين عرف الشعب حقيقة هؤلاء النشطاء وانهم ليسوا نشطاء مصر أو اليمن أو تونس أو ليبيا ولكنهم نشطاء البيت الأبيض الذى يرتبط معهم بعلاقات وثيقة وله الفضل الأكبر فى تدريبهم وتجهيزهم..
ولم يكن الأمر يحتاج من أدلة موثقة أكثر مما قدمه برنامج الصندوق الأسود للكاتب الكبير والباحث فى الحركات الإسلامية الدكتور عبدالرحيم علي الى جانب تسريبات ووثائق آخرى حول علاقة هؤلاء النشطاء فى جميع دول الربيع العربى بالبيت وأن من فتح لهم أبواب البيت الأبيض هم إخوان البيت الأبيض الذين مازالوا حتى هذه اللحظة يجلسون فى حضن البيت الأبيض..
ورغم أن الأدلة كثيرة على انهم نشطاء البيت الأبيض الا ان حالة الفزع الأمريكية الأخيرة بعد صدور الحكم القضائى على ثلاثة من هؤلاء النشطاء وإصدار بيان خاص من البيت الابيض ووزارة الخارجية الأمريكية أكبر دليل على أنهم نشطاء البيت الأبيض وليسوا نشطاء مصر، خاصة أنهم لم يعلنوا رفضهم واستنكارهم لهذا البيان الأمريكى والتدخل السافر فى شأن القضاء المصرى..
فنشطاء البيت الأبيض صمتوا لان هناك اتفاقًا مع البيت الأبيض على التدخل لانقاذهم كما حدث من قبل مع الهارب حليف اخوان البيت الابيض أيمن نور عندما تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية والأوروبيون للإفراج عنه فى قضية تزوير التوكيلات وصدر عفو رئاسى صحى عنه بعد هذا التدخل وظل على موقفة لكى يرد الجميل للبيت الأبيض وايضا لإخوان البيت الأبيض..
فالوطنية وحب الأوطان لايعرفة هؤلاء النشطاء على الإطلاق وهم على استعداد لبيع الوطن فى سبيل مصالحهم وتحقيق طموحهم وهم ليسوا دعاة للحرية والديمقراطية بل دعاة للفوضى والتخريب ودمار الأوطان وهم تجار للوطنية يحققون من ورائها المكاسب والأموال ثم يتخلون عنها لمن يدفع لهم أكثر حتى أصبحت كلمة ناشط سياسى كلمة مذمومة ومكروهة شعبيا من جميع المصريين..
وعلى نفس المنوال تسير جماعة الاخوان وجميع أعضائها هم إخوان البيت الأبيض سواء من هم فى مصر أو سوريا أو الكويت أو أندونيسيا أو بريطانيا وقد شاهدنا أيضا حالة الفزع من البيت الأبيض ووزارة الخارجية بعد صدور قرار من محكمة جنايات المنيا بإحالة أوراق 582 إخوانيا للمفتى لتورطهم فى قضايا قتل وعنف وارهاب فأصيب البيت الأبيض بالفزع على إخوان البيت الأبيض..
فلا يعقل بعد ذلك ان ننخدع مرة آخرى فى نشطاء وإخوان البيت الأبيض وان نصمت على جرائمهم فى حق الأوطان وان نخفى أدلة تورطهم فى خيانة وبيع الأوطان بزعم حماية وصون الحريات الخاصة فلا حماية لحرية خاصة لمن باع واستباح حريات الوطن ولحتج ويصرخ البيت الأبيض كما شاء لان البيت المصرى أعمدته الايمان بالله وحب الوطن ولامكان به لنشطاء وإخوان البيت الأبيض.