تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
كشف الباحث الأثرى سامح الزهار المتخصص في الآثار الإسلامية والقبطية، أن العنصر الزخرفى البارز (الرنوك المملوكية) الموضوع على التحف المعدنية والمنشآت المعمارية التي ترجع للعصر المملوكى، فكرته مستمدة من "الخرطوش" الملكي الفرعوني الذي عرفه المصري القديم، وكان ينقش اسم الملك بداخله دلالة على ملكيته لما هو موضوع عليه.
وقال الزهار: إن الرنوك هي الشارات السلطانية التي اتخذها السلاطين والأمراء بداية من القرن السادس الهجري وحتى مطلع القرن التاسع الهجري على العمائر والتحف التطبيقية، وخاصة المعدنية لتدل على ملكيتهم لها كما وضعت على العملات أيضا.
وأضاف، أن أغلب الأمراء استخدموا تلك الرنوك كي تعبر عن الوظائف الخاصة بهم، ثم تطور الأمر إلى أن أصبحت الرنوك بداية من القرن التاسع الهجري رمزا للفرق العسكرية، مشيرا إلى أن الرنك هو كلمه فارسية (رنگ) تنطق (رنج) بمعنى لون، وقد عربت هذه الكلمة وأصبح حرف الجيم كاف، حيث كان اللون يلعب دورا أساسيا في رسوم الشارات ويميز بين الشارات المتشابهة من حيث الشكل، وتحديدا المتعلق بوظائف الأمراء لذا اصطلح تسميتها بالرنوك.
وأوضح، أن الرنوك استخدمت في العصر الأيوبى، وكان هناك نوعان من الرنوك الأول يعبر عن القوة والشجاعة خاصة بالسلاطين، مثل رنك النسر الذي وجد على قلعة صلاح الدين الأيوبى، فيما رمز النوع الثاني إلى وظائف الأمراء، وقد عرف عن الأمير عز الدين أيبك التركماني أنه اتخذ رنك (الخونجه) أي المنضدة رمزا لوظيفته عندما كان يعمل كمتذوق مأكل ومشرب السلطان للتأكد أنه مأمون وخال من السموم.
وأشار إلى أنه من أشهر الرنوك المملوكية رنك الدوادار (الدواة) وهو يرمز للمسئول عن الرسائل والمكاتبات للسلطان، رنك الطشتدار (الطشت) وهو يرمز للمسئول عن الأواني في القصر، رنك السلحدار (السيف) وهو يرمز للأمراء أرباب السيف في الجيش، رنك البندقدار (القوس) وهو رنك يتخذه المهرة في قذف البندق أو الرمي بالقوس، رنك أمير أخور (حدوة الفرس) وهو يرمز للمسئول عن الإسطبلات السلطانية، رنك الجمدار (بقجة) وهو يرمز للمسئول عن الملابس بقصر السلطان، رنك الساقي (الكأس) وهو يرمز للمسئول عن السقاية بقصر السلطان، رنك الجوكندار (عصا البولو والكرة) وهو يرمز للمسئول عن لعبة البولو للسلطان وكانت لعبة شهيرة في زمن المماليك، وغيرها من الرموز.
وأكد أن بعض الأمراء كانوا يستخدمون أكثر من رنك ليرمز إلى إحدى الوظائف التي تقلدها ثم رقي إلى وظيفة أعلى منها مثل رنك "السبع"، الذي يرمز إلى الشجاعة ومن أهم من اتخذ هذا الرنك السلطان الظاهر بيبرس، ورنك "النسر" وهو أيضا يرمز إلى القوة وقد استخدم هذا الشعار السلطان صلاح الدين الأيوبي.
ولفت إلى أن هناك "رنوك" أخرى تم العثور عليها لا يعرف على سبيل التحديد ما ترمز له مثل رمز زهرة اللوتس ورنك الزهرة خماسية وسداسية الأوراق، وتم وضعها على النقود منها رنك السبع رمز بيبرس، ورنك الكأس على بعض نقود جقمق وبرسباي ورنك زهرة اللوتس على نقود الظاهر برقوق الذي استخدم أكثر من رنك منها النسر والسبع والكأس والزهرة الخماسية.
وقال: إن للرنوك أنواعا مختلفة فالنوع الأول رنوك مصورة ترمز إلى الشجاعة والقوة أهمها الأسد والنسر وهى غالبا تخص السلاطين، والثانى رنوك كتابية خاصة بالسلاطين تسجل أسماءهم وألقابهم مصحوبة ببعض العبارات الدعائية لهم، وقد اعتاد الفنان أن يسجل هذه الرنوك بالخط الثلث أو بالخط النسخ، ومن أجمل الأمثلة على هذه الرنوك الكتابية رنك السلطان حسن، وهذا الرنك مقسم إلى ثلاثة شطوب يقرأ الشطب الأوسط بالخط الثلث الجميل "عز لمولانا السلطان"، وفي الشطب العلوي "ناصر الدنيا والدين حسن" وفى الشطب السفلى "عز نصره".
وأضاف أن النوع الثالث من الرنوك " رنوك وظيفية " خاصة بالأمراء وهى تنقسم إلى الرنوك البسيطة والمركبة، فالبسيطة تحتوى على علامة تشير إلى وظيفة الأمير، وكان الرنك الوظيفي يحتوى على الأداة المستخدمة في الوظيفة ذاتها مثل رنك الدواة والقلم، أما المركبة فتحتوى على أكثر من علامة، وكان يشير في بداية الأمر إلى الوظائف التي تقلدها الأمراء ثم أصبح الرنك المركب منذ القرن التاسع الهجري غير شخصي أي عام يشير إلى جماعة المماليك والفرق العسكرية التي تنتمي إليها السلاطين كالظاهرية نسبة إلى الظاهر بيبرس البندقداري.