تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
تمنيت أن تفعلها، تلك الخارجة من رحم هدى شعراوى، وصفية زغلول، ودرية شفيق، إمرأة الدهشة بثينة كامل قالت أنها ستترشح للرئاسة، وأفلحت إن صدقت، وأفلح الوطن إن تم ذلك، ولأن "الحضارة أنثى، والقصيدة أنثى، وسنبلة القمح أنثى، وقارورة العطر أنثى، وباريس – بين المدائن- أنثى، وبيروت تبقى – برغم الجراحات – أنثى" كما يقول نزار قبانى، فإن دخول النساء ماراثون السباق الرئاسى بشرى خير ودليل تحضر.
وبعيدا عن اتفاقى الشخصى أو اختلافى مع بثينة كامل المرشحة المحتملة لانتخابات الرئاسة ، فإن عودة "تاء التأنيث" إلى حقول النضال والسياسة المصرية يؤكد أن "جينات" الوسطية والاعتدال والتقدمية هي الأكثر شيوعا فى أناس بلادى.
لقد كان الزعيم الشيوعى زياو بنج يقول: "لا تهم القطة سوداء أم بيضاء، لكن المهم أنها تصطاد الفئران"، وبنفس القدر ليس مهما إن كان الرئيس القادم رجلا، أم إمرأة، لكن المهم أن يكون نزيها، عادلا، قويا فى الحق، صلبا على الفساد.
إن الدول العربية لم تعرف حديثا حكم النساء، وظلت البداوة المتوارثة حاجزا بين تقبل رئاسة المرأة للدولة، وكان من اللافت أننا جربنا ملوكا ورؤساء رجالا، أشداء غلاظا، لهم هيبة، لكن ما زادتنا رجولتهم إلا ذلا، وما ظهرت غلظتهم إلا أمام شعوبهم !
شوارب كمكانس الأسفلت لا تقدم ولا تؤخر، هل تتذكرون شارب صدام حسين؟ ما أرعد سوى مواطنيه البسطاء، وما أبعد غازيا أو عدوا!
أصوات خشنة كنعيق البوم لا تكف عن الزعيق، هل نسيتم حنجرة معمر القذافى؟ ما استحق شفقة ولا رثاء عند قتله يوم انفجر الليبيون ضد قمعه وجنونه.
لكنها الضفائر الكالحة، والذهبية التى تحتل نصف المجتمع العربى، ولم تشارك فى قيادة الدول، لم نر حاكمة عربية فى صلابة وذكاء مارجريت تاتشر، ولم نشاهد زعيمة وطنية كأنديرا غاندى، ولم تعرف دروب السياسة لدينا سيدة قوية مثل بنازير بوتو.
إننى أعى تماما أنه لولا نساء مصر ما سقط حكم الإخوان، ولولاهن ما قامت ثورة 30 يونيو، ولولا إخلاصهن وحماسهن ما كان لهذا الوطن أن يخرج من مستنقع الفاشية، لذا فأنا أناديهن أن يشاركن ويعملن بالسياسة فقد سئمنا حكم الذكور، ودولة الذكور، وسياسة الذكور، إننى أقول لهم: خذوا أماكنكم، ولا تتركوا حلبة السياسة لأصحاب الكروش والشوارب واللحى، ومرحبا ببثينة وبغيرها فى وطن نتمنى أن نعيد بناءه.
تكتب صديقتنا المبدعة المبهرة سعاد الصباح: "يقولون أنى كسرت رخامة قبرى، وهذا صحيح، وأنى اقتلعت رموز النفاق بشعرى، وحطمت عصر الصفيح، فإن جرحونى، فأجمل ما فى الوجود غزال جريح ، وإن صلبونى، فشكرا لهم .. فقد وضعونى بصف المسيح".
mostafawfd@hotmail.com