تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
أصبنا جميعا بصدمة حادة نتيجة ما حدث في أسوان، ما بين قبيلتي الهلالية والدابورية، والحرب الضروس التي اشتعلت بينهم، وهالتنا الدماء التي سالت، والجثث التي تناثرت في الشوارع، ولا ندري من أين أتوا بكل هذا الحقد والبغض لبعضهم البعض، لأنه يخالف طبعهم الحقيقي. فنحن أدرى بشخصية الأسوانيين، الابتسامة الجميلة التي تُظهر أسنانا بيضاء تضيء الظلام، والطيبة، ما يؤكد أن ما حدث بعيد كل البعد عن طبعهم، وهناك أيدٍ خبيثة عبثت بعقولهم، ولا تخدعنا الأسباب الظاهرية "معاكسة فتاة" ألم يكن الأمر بغريب حينما صحا طلاب الهلالية والدابورية على كتابات مسيئة تملأ جدران مدرسة الصنائع الفنية الميكانيكية؟ ما أدى إلى حدوث الاشتباكات العنيفة، وتساقط القتلى.
بدأت الأحداث داخل المدرسة، وانتقلت بسرعة البرق لجميع اماكن تواجدهم. فالأمر مدبر لتزكية الفتنة بين القبائل عقب الضربات الموجعة التي وجهتها قوات الجيش والشرطة للمنظمات الإرهابية الخونة، عملاء المخابرات المركزية الأمريكية، والموساد، في إطار استمرار وإحياء مخطط تقسيم مصر على أساس قبائلي "الدولة النوبية"، فإذا بهذا المخطط قد اختفى بإسقاط دولة الفاشية الدينية عقب ثورة 30 يونيو، إلا أننا لم نقضِ عليه تماما، فأمريكا وحلفاؤها من الاستعماريين، كل همهم الأساسي أمن إسرائيل، واستمرار تفوقهم على كافة الدول العربية، وتحقيق ذلك لن يكون إلا بتفتيتها، واللعب على الانقسامات العرقية والمذهبية وتزكية "العنف" كما حدث فىي السودان، وليبيا، والعراق، وهذا يحقق الحلم الصهيوني بإقامة دولة إسرئيل الكبرى من النيل للفرات، ويعزز ذلك تلاحم أماكن الأحداث بدولة السودان التي قام بزيارتها الفتى المدلل تميم، لعنه الله، هو ووالدته موزة، وعرض المليارات من الدولارات من أجل الإضرار بمصر، إن المؤامرة علينا كوطن وشعب ما زالت مستمرة، الأمر الذي يتطلب تكاتفنا جميعا، ونبتعد عن أسباب الفرقة والانقسام، وعلى القوى السياسية خاصة الوطنية الديمقراطية، والنخبة المصرية أن تكف عن الفرجة على يحدث، وأن يكون دورها إيجابي، فالوطن كاد أن يضيع على يد الفاشية الدينية، وما زالت الأخطار تهددنا، أليس أمرا مخجلا ألا نجد أثرا لهذه القوى في الشارع حيث تفرغت للمعارك الجانبية؟ وسعيدة بحياة الشللية، والممتلكات المستقلة لكل ذواتهم، ونضال الميكروفونات، بينما أصابع الأعداء نافذة في جسم الوطن، والغرض واضح هو إفساد عرس انتخابات الرئاسة، وتتويج زعيم افتدى وطنه وشعبه، وحمل روحه على كفه هو وزملاؤه من قادة عظام، واظهار بلدنا غير مستقرة وضرب السياحة في مقتل. فعلينا أن نبحث ونحلل بكل دقة، تجنبا لعدم التكرار أو الحدوث، وليهب الجميع من أجل إحداث مصالحة حقيقية، وإزالة كل أسباب الفتنة والاحتقان، وليعد الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف القوافل، ولتتشكل وفود شعبية وطنية لزيارة هذه الأماكن ومواساة أسر الضحايا وتعويضهم، ولا يفوتنا فى هذا الإطار أن نؤكد الدور الكبير الذي يجب أن تلعبه الحكومة الحالية لأنه أصابها الكسل، ولا يعمل سوى رئيس الوزراء، فأين جهد السيد وزير الثقافة في إعداد قوافل ثقافية من كبار مثقفي مصر للانتقال الفوري لمكان الأحداث؟ وأين دور وزير الرياضة والشباب؟ فعليه بفتح الأندية والساحات الشعبية للمسابقات الرياضية، وأين جهد وزير القوى العاملة في القضاء على البطالة؟ وأين دور النقابات المهنية والعمالية.
فالحمد لله، قد نجحنا في تحريرها من بعض قيادات المحظورة، لكن للأسف الشديد وقعت فى أيدي الشللية النقابية التي حولت النقابات إلى عزب خاصة، وترفض التعاون مع أي شخص من خارج الشلة، وعلينا أن نسقط كافة القيود على العمل التطوعي والخدمة، ليحل محل أصحاب التمويل الأجنبي، وتذليل العقبات في تشكيل الأحزاب لأن القوى الثورية الحقيقة غير قادرة على تأسيس أحزابها بسبب أعداد التوكيلات والشروط التعسفية التي تكبدهم مبالغ مالية، ولتشكل الفرق المسرحية والفنية التي تجوب الأقاليم.
ببساطة علينا إزالة كافة عوامل زرع التعصب والانقسام والفرقة، فهي الأرض الخصبة التي تنمو فيها الجماعات الإرهابية، والجواسيس والقتلة. وعلينا أن نعيد بناء وطننا من جديد، حتى تستطيع المنطقة بكاملها أن تنطلق لما هو خير لشعوبها، وبعون الله سنهزم كافة المخططات الأمريكية والإسرئيلية، بوحدة وتلاحم شعبنا مع جيشنا العظيم والشرطة.