الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بدل السكوت ..المتسلفنون وعيد الميلاد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لو كان معنا لخاصمهم واعتزلهم.. لو سمعهم لأنكرهم.. ولو رآهم لأعرض عنهم.. ولو علم بما يفعلون ويقولون تحت لواء دعوته لتبرأ منهم!
ما كان محمد -صلى الله عليه وسلم- أبا أحد منهم، ولا كان أداة لأحدهم ليصعد على سلالم السلطة.. لكنهم باسمه جاءوا، وصعدوا، وتسلطوا، وهيمنوا، وحكموا.
ما كان محمد منفرًا، ولا انعزاليًّا، ولا شتامًا، ولا لعّانًا، ولا فتّانًا.. لكنهم كانوا -وما زالوا- خير رُسل أعداءِ الإسلام ضد الاسلام.
في عيد الميلاد المجيد خرجوا علينا –وكم خرجوا من قبل نحو باطل– جحافل يبثّون حقدهم وكراهيتهم، ويطعنون إخوة الوطن دون سند شرعي سوى أهوائهم المريضة.. أفتتنا الهيئة الشرعية، التي يسيطر عليها السلفيون وغلاة الإخوان، بعدم جواز تهنئة المسيحيين بأعيادهم.
قالت الفتوى: “,”إن الأصل في الأعياد الدينية أنها من خصوصيات كل ملة، وكل أهل ديانة شُرعت لهم أعياد وأيام لم تُشرع لغيرهم، فلا تحل المشاركة ولا التهنئة في هذه المناسبات الدينية التي هي من أخص ما تتمايز به الشرائع باتفاق“,”.
ورغم ردود منيرة، وكلمات مستنيرة من علماء الأزهر الأفاضل، مثل الشيخ علي عبد الباقي، أمين مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور محمد مهنا، عضو المكتب الفني لشيخ الأزهر، والشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى السابق بالأزهر؛ فإن مجرد إطلاق الفتوى من هيئة غريبة تسمى نفسها بـ“,”الشرعية“,”، وتضم ياسر برهامي ومحمد حسان وخيرت الشاطر وحازم صلاح أبو اسماعيل، يؤكد أن هذا الوطن يسير نحو التعصب والأحادية وإنكار الآخر ووأد المحبة واغتيال الوئام.
أي ضرر يقع على الإسلام بتهنئة المسيحيين؟! وأي نص استند إليه حملة صكوك الغفران في رصاصهم الطائش؟!
تحت لافتة “,”الإسلام هو الحل“,” أطلقوا سمومهم، ونشروا افتراءاتهم، ولوّثوا مُخالفيهم، وشوهوا خصومهم.
تحت راية “,”مُحمد“,” خنقوا الكلمات، وصادروا الإبداع، وأقاموا محاكم التفتيش العلنية والسرية، ولعنوا زقزقة العصافير وخرير الماء.
كان محمد –عليه الصلاة والسلام– نورًا خالصًا ورحمة فائضة.. كان خير مثال للتسامح المطلق، واللسان العف، والقلب العطوف.. قاتلوه فعفا، وحاربوه فتسامح، ولعنوه فغفر لهم، ورموا زوجته بالبهتان فصفح عنهم.
بأبي أنت وأمي يا رسول الله.. أشكو إليك ظلمهم وظلامهم، وجموحهم ورصاصهم وسيوفهم وكتائبهم، وشتّاميهم وإرهابييهم بالقول والفعل.
أشكو إليك –سيدي- عبوسهم وتنفيرهم، وتعصبهم وتنطعهم، وتآمرهم على ذبح الوطن ليل نهار بسكاكين كتبوا عليها اسمك.
أشكو إليك كذبهم عليك، ومتاجرتهم بكلماتك، واجتراءهم على مبادئ الإسلام الداعية للرحمة والمحبة والتسامح والأخوة الإنسانية.
وباسمك يا سيدي يا نور البشر.. أهنئ الأخوة الأقباط بأعياد الميلاد المجيد.
والله أعلم.
[email protected]