لم تكن تتجاوز الخامسة والثلاثين من عمرها، لكنها حملت فوق كتفيها سنوات من الندم، والخيبات، والعلاقات التى انزلقت بها فى دوامة الآثام. فى عتمة الطرق الخاطئة، اختلطت مشاعر الوحدة بالضياع، حتى وجدت نفسها فى مواجهة لا مفر منها مع نتيجة كل ذلك: حياة جديدة تنمو فى أحشائها، لا ذنب لها سوى أنها ثمرة علاقة لم يعترف بها أحد.
حمل سفاح وهروب من الفضيحة
هربت من العيون والألسنة، واستأجرت شقة صغيرة على أطراف المدينة، هناك حيث لا يعرفها أحد، ولا يُسأل عن القادم ولا عن الغريب. وضعت مولودتها وحيدة، بلا يد حانية ولا صدر يحتضن الوجع. للحظة ربما فكرت فى أن تبقيها، وربما قاومت، لكنها فى النهاية قررت الهرب مرةً أخرى، وهذه المرة من الأمومة ذاتها.
وفى مشهد مأساوي، حملت الرضيعة الصغيرة بين ذراعيها، وفتحت النافذة، لترتكب الفعل الأخير. سقط الجسد الصغير من الأعلى، واستقر بين أغصان شجرة، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة، معلقًا بين الحياة والموت، كنتيجة حتمية مُفجعة لقرار محفوف بالندم والضياع.
طفلة الشجرة ببولاق الدكرور
تفاصيل الواقعة كما دونتها سجلات ضباط مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور بمديرية أمن الجيزة، كانت بتلقى المقدم أحمد عصام رئيس وحدة المباحث، إشارة من غرفة عمليات النجدة مفادها تلقيها بلاغا من الأهالى بالعثور على طفلة رضيعة حديثة الولادة معلقة بحبلها السرى أعلى شجرة بدائرة القسم.
وعقب تقنين الإجراءات واستصدار أذن مسبق من النيابة العامة تم ضبط المتهمة تدعى "زينب" ٣٥ سنة، وبمناقشتها اعترفت بحملها سفاحا بالطفلة بعد عدة علاقات غير شرعية مع عدد من الأشخاص، وأفادت بهروبها من منزل أسرتها خوفا من الفضيحة وقامت باستئجار الشقة لحين الولادة، وبعد وضع الطفلة تخلصت منها بإلقائها من الطابق العاشر إلا أن حظها السيئ تعلقت الطفلة فى الشجرة وكشفت جريمتها.
جرى نقل جثة الطفلة المتوفاة إلى ثلاجة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة وتم تحرير محضر بالواقعة وأحاله اللواء سامح الحميلى مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
وبالعرض على النيابة العامة والتى أمرت بانتداب طبيب شرعى لتشريح جثة المجنى عليها وإعداد تقرير واف عن كيفية وأسباب الوفاة وصرحت بالدفن عقب بيان الصفة التشريحية لها.
وواجهت النيابة العامة المتهمة بما أسفرت عن تحريات المباحث أقرت بصحتها وعليه أمرت النيابة بحبسها ٤ أيام احتياطياً على ذمة التحقيقات وجار استكمال التحقيقات تجاهها.