الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بدل السكوت ..سقوط دولة الإخوان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مشهد مرتبك، ومستقبل غامض، ووطن يبحث عن وطن. الوجع طاغٍ، والخسائر فادحة، والضمير المصري مُعطل مادامت خفافيش الجهل مُحلقة فوق سماواتنا.
النيل ينسحب من أرض النماء بعد عشرة أو سبعة آلاف سنة احتجاجًا على انسحاب الحرية والتسامح والتحضر.
“,”لم نعد قادرين على اليأس أكثر مما يئسنا “,”كما يقول الشاعر محمود درويش ، فـ“,”الحقيقة تمشي إلى السور واثقة من خطاها“,” و“,”فوق هذا البلاط المبلل بالدمع واثقة من خطاها“,”، وهي أننا سلطنا سماسرة الأديان على الضمير المصري وسمحنا لهم بالعبث فى جسد الأمة.
يسألنا “,”درويش“,” في مرارة “,”من سينزل أعلامنا؟ نحن أم هم؟“,” فلا نجيب قانطين ساكنين مسلمين، الأمر إلى المجهول (كعادتنا دائما عندما ننتظر البطل المخلّص القادم من الغيب).
إن الترهل الحاصل فى مصر اليوم يفوق ترهل العصر المباركي بأخطائه وخطاياه، فشل يجر فشل، وسقوط يتبعه سقوط في الأمن والأمان والاقتصاد والعلم والفن والأدب.
بلغ الانحدار مبلغًا جعل دويلة بلا تاريخ ولا حضارة توجه سياسة مصر وتتحكم فى قياداتها بقروض عالية الفائدة..
بلغ التردي مبلغًا أن تبدأ إثيوبيا تنفيذ سد يؤثر على حصتنا من المياه دون استشارتنا أو الالتفات لغضبنا.
بلغ الانحطاط أن يقف رئيس مصر موقف المتفرج من عصابات القتل والدماء وأن يحرص على سلامتهم وأمانهم.
هكذا قادنا الإخوان بعد أن خالفوا دعوة الدين إلى الدنيا، وبعد أن هجروا النصح إلى السمع والطاعة، واستبدلوا الوعد بالوعيد، والسماحة بالاستباحة.
من هنا سقطت الشرعية المنتخبة، وأسقطت البيعة المشروطة، وانتهى حكم الرئيس مرسي للشعب المصري، ولم يبق سوى الإعلان عن ذلك.
وفي تصوري فإن 30 يونيو هي البداية الحقيقية للثورة المصرية ضد الفاشية وفساد التجار المتقنعين بالدين. ثورة تعيد رسم خريطة مصر السماحة والحضارة والمكانة والتاريخ. ثورة تعيد مصر للمصريين لا للقطريين ولا للحمساويين أو الأتراك. ثورة تفتح طريقًا نحو التقدم والتنمية الحقيقية القائمة على البسطاء ومحدودي الدخل.
باسم الوطن أدعوكم للثورة ضد نظام اللاحكم، ورئيس اللا دولة، وحزب اللاحرية واللاعدالة، ومجلس اللاوزراء واللا قنديل المظلم، ومجلس اللاشورى، ومستشارواللارأي، وشيوخ اللادين.
بعد عام من حكم مرسي، لا ندم ولا تسليم.. إن الروائي البرتغالي الشهير جوزيه ساراماجو يعلمنا الدرس جيدًا عندما يقول: “,”لا فائدة من الندم ما دام لا يمحي ما حدث. إن أفضل ندم هو التغيير. “,”وأنا أحرضكم عليه، والله أعلم.
[email protected]