الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

نهضة الجوع والعطش

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد عام من النهضة الإخوانية المباركة، يدرك الأغلب الأعم من المصريين أنهم يعيشون في وهم مدمر، وأنهم مقبلون على مرحلة ما بعد الكارثة، وهي مرحلة لا تعرف اللغة العربية لها اسمًا.
الإخوان الفاشيون لا يصفون حساباتهم مع خصومهم السياسيين، فالهدف الرئيس لهم هو تدمير الوطن وهدم الدولة وتأديب الأعداء المصريين الذين يتمسكون بهويتهم الموروثة، ويرفضون الخضوع للهيمنة الأمريكية والوصاية التركية والابتزاز القطري والترويع الحمساوي.
قبل عام، كان الدكتور العياط يمثل علينا في ميدان التحرير، ويهيئ أهله وعشيرته للتمثيل بنا. وبعد عام من استقرار السجين الهارب في قصر الاتحادية، تعيش مصر أسوأ مراحلها عبر تاريخها الممتد لآلاف السنين. الخلاف الآن ليس سياسيًا أيديولوجيًا، ذلك أن العاديين من الناس لا ينشدون إلا الحد الأدنى من المطالب الحيوية المشروعة: طعام وشراب ووسيلة مواصلات وأمان وشارع نظيف ومدرسة ومستشفى. لا شيء من هذا كله يجدونه في الحياة اليومية، فالأسعار ترتفع بانفلات مجنون، والكهرباء تنقطع بانتظام يثير الدهشة بالنظر إلى الفوضى في كل شيء آخر، والقطارات تتوقف أكثر مما تسير، وحوادث السرقة والخطف والتحرش عادة يومية، وأكوام القمامة أهرامات في الشوارع، والتعليم يتدهور بشكل غير مسبوق، والمستشفيات قنطرة تقود إلى الموت السريع.
ما أروع النهضة الإخوانية، وما أعظم النجاح الذي وصل إلى ذروته مع بداية العمل في سد النهضة الأثيوبي؛ ذلك البناء النهضوي الجبار الذي يهددنا بالمزيد من الجوع والعطش، وينذر بتبوير الأرض والمزيد من انقطاع الكهرباء.
ليس صحيحًا أن الدكتور العياط يتخذ موقفًا سلبيًا أقرب إلى اللامبالاة، فهو يدعو الله ليل نهار، وينفق ساعات يومه في التضرع والبكاء، ولا يمل من التأكيد على أن الماء سيزيد ويعم الخير وينتشر الرخاء، والبطولة كلها للحب!.
الإخوان ومندوبهم في قصر الرئاسة لم يخدعوا أحدًا ولم يكذبوا، فهذا هو مشروعهم الذي أنفقوا ثمانين عامًا ويزيد لتجسيده على أرض الواقع المصري الحافل بالجاهلية؛ مشروع الجوع والعطش.
سيقول السفهاء من المعارضين إن الخراب الذي ألحقه الإخوان بمصر يتجاوز المعاصرين إلى الأجيال التالية، وسيرد المتطهرون بماء السماء مؤكدين أن الأبعاد الاستراتيجية لمشروع النهضة لم تتضح بعد، فالمهم أن تولد دولة الخلافة الماليزية، ويرتفع العلم الجديد الذي يقدم صورة موحية تعبر عن الأطلال، ومكتوب تحتها شعار النهضة: طظ في مصر.