كما قالت كوكب الشرق أم كلثوم “يا ليلة العيد أنستينا” فإن ليلة عيد الفطر «الوقفة» هي ليلة استثنائية تتميز عن العيد نفسه، تمزج بين الروحانية العالية والفرحة الغامرة، وتتسم بطقوس وعادات متوارثة عبر الأجيال، تبدأ الاحتفالات مع غروب شمس آخر يوم في رمضان، حيث تكتسي المساجد والمنازل بحلل من الأنوار الملونة، وتصدح التكبيرات في الأجواء، معلنةً عن قدوم العيد تستمر حتى أذان فجر أول يوم فى العيد ليتناول الجميع الكحك والبسكويت فى الإفطار بعد صلاة العيد وأنواع الأسماك المختلفة فى الغداء مع البصل والخضراوات.
طقوس وعادات ليلة العيد مصرية قديمة
من جانبه أشار المؤرخ وعالم المصريات الدكتور بسام الشماع إلى أن بعض مظاهر الاحتفال بعيد الفطر، مثل إعداد الكعك والبسكويت والغوريبة والبيتىفور والترمس والحلوى والفول السودانى فى الإفطار بعد صلاة العيد وأنواع الأسماك المختلفة فى الغداء مع البصل والخضروات، تلك الطقوس لها جذور تاريخية قديمة، حيث كانت هذه الحلويات والاسماك المملحة تُعد في مصر القديمة في المناسبات الاحتفالية.
وقال عالم المصريات دكتور بسام الشماع في تصريحات لـ«البوابة نيوز»، أن عيد الفطر يمثل استمراراً للتقاليد الاحتفالية المصرية القديمة، التي كانت تتميز بالبهجة والفرحة، والدين الإسلامي أضاف و ابرز سنة التكبير والتهليل عن سيدنا محمد صل الله عليه وسلم حيث يحرص المصريون على التكبير والتهليل في المساجد والمنازل والشوارع، إحياءً لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وإظهاراً للفرحة بقدوم العيد، وزيارة الأهل والأصدقاء ويعتبر طقس زيارة الأهل والأصدقاء من أهم عادات العيد، حيث يتبادل الناس التهاني والتبريكات، ويقضون أوقاتاً ممتعة معاً، وإعداد الكعك والبسكويت: يعتبر الكعك والبسكويت من أهم مظاهر العيد في مصر، حيث تتفنن الأسر في إعدادهما، وتقديمهما للضيوف، و شراء الملابس الجديدة حيث يحرص الكثير من العائلات على شراء الملابس الجديدة في العيد، خاصةً للأطفال، لإدخال البهجة والسرور عليهم، و الخروج إلى المتنزهات والحدائق لقضاء وقت العيد في المتنزهات والحدائق، للاستمتاع بالأجواء الاحتفالية، وتناول الطعام والحلويات.
وضوح الهوية المصرية
وفى ذات السياق ترى أستاذة علم الاجتماع فى كلية الآداب جامعة حلوان وعالمة فى علم الاجتماع دكتورة سيلفانا ميشيل بسطاوى: أن وضوح الهوية المصرية يظهر فى ليلة عيد الفطر أو ”وقفة العيد" والتى تمثل تجسيداً لقيم التكافل الاجتماعي والتواصل الإنساني، حيث تساهم الزيارات العائلية وصلة الرحم في تعزيز الروابط الاجتماعية بين الأفراد.
وأشارت في تصريحات لـ«البوابة نيوز» إلى أن الاحتفالات فى ليلة العيد تسهر حتى الصباح فى شوارع كل المحافظات مما يعكس الهوية الثقافية للمصريين التى تحب البهجة والفرحة وأغانى العيد، ويشترى الأطفال ملابس العيد والألعاب ليعيشوا أجواء جميلة متعلقة بـ"الوقفة " أو ليلة العيد وتساهم تلك الاحتفالات في الحفاظ على التراث الشعبي المميز للأعياد ولياليها فى بلدنا الحبيب مصر، بالإضافة إلى أن العيد يعد وقت للراحة من ضغوط الحياة اليومية.
ليلة العيد مكملة لفرحة الأجواء الرمضانية
وأضافت الدكتورة سلفانا ميشيل، نائب رئيس قسم علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة حلوان: تتميز بالبهجة والفرحة أكثر من العيد وتكمل ليلة عيد الفطر التميز الذى توصف به الأجواء الرمضانية خلال شهر رمضان المميز بروحانياته العالية، حيث تمتلئ المساجد بالمصلين لصلاة التراويح والتهجد والاعتكاف، وتنتشر موائد الرحمن في الشوارع ليفطر عليها كل من يسير فى الشارع وقت أذان المغرب، وتزداد الأعمال الخيرية وحملات الإطعام وتوزيع الوجبات وتصل هذه الروحانية لذروتها في ليلة العيد.
وأشارت الدكتورة سلفانا في تصريحات لـ«البوابة نيوز»، إلي أن ليلة عيد الفطر في مصر مختلفة عن كل دول العالم بالبهجة والفرحة والتواصل، هي ليلة استثنائية، تجمع بين الروحانية والفرح، وتعكس القيم والعادات الأصيلة لاحتفال الشعب المصري.