الأربعاء 26 مارس 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

فايزة حيدر.. أول امرأة مصرية تتولى تدريب فريق كرة قدم للرجال

مدربة كرة قدم
مدربة كرة قدم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم تكن كرة القدم يومًا رياضة مألوفة للفتيات في مصر، خاصة في الأقاليم والصعيد، لكن الطفلة فايزة حيدر لم تأبه بذلك، كانت في العاشرة من عمرها عندما شدت انتباهها الكرة التي يلعبها الصبية في الشارع، لم تخشَ الانتقادات ولا العادات، بل بدأت طريقًا شاقًا نحو حلمها، لتصبح أول امرأة مصرية تتولى تدريب فريق كرة قدم للرجال.

‎نشأت فايزة حيدر في أسرة صعيدية تنحدر من الأقصر، لكنها كانت تعيش في حلوان، وبعد وفاة والدها، زادت القيود عليها، خاصة مع تهديد جدها بأخذها من والدتها إن لم تتوقف عن لعب كرة القدم. لم يكن الدعم متاحًا، فاضطرت للمشي يوميًا ساعة كاملة للوصول إلى التدريب، لأن أهلها رفضوا منحها المال للمواصلات كنوع من العقاب على إصرارها، و‎لم يكن لديها حتى حذاء رياضي مناسب، فاستمرت تلعب بحذائها القديم الممزق وسط سخرية البعض، لكنها لم تكترث. كانت ترى أمامها شيئًا واحدًا فقط: حلمها في أن تصبح لاعبة كرة قدم محترفة.

‎بإصرارها الذي لا يعرف المستحيل، بدأت فايزة تشق طريقها نحو الفرق الكبرى، متحدية التنمر والرفض الاجتماعي.

 واصلت التدريب بجدية حتى أصبحت واحدة من أبرز لاعبات كرة القدم النسائية في مصر، وشاركت في العديد من البطولات المحلية والدولية، وفي ‎عام 2018.

 حققت فايزة إنجازًا عالميًا عندما قادت منتخب مصر لذوي الهمم إلى المركز الثالث في بطولة العالم، مما جعلها تحظى بتكريم خاص من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكان هذا نقطة تحول في مسيرتها، حيث أصبحت مصدر فخر لعائلتها ومجتمعها، بل وأصبحت قدوة لكل فتاة تحلم بكسر القيود المجتمعية.

‎بعد مسيرة ناجحة كلاعبة، قررت فايزة اقتحام مجال التدريب، وهو أمر غير مألوف للنساء في كرة القدم الرجالية، وواجهت شكوكًا واعتراضات، لكن موهبتها وخبرتها فرضتا نفسيهما، لتصبح أول مدربة مصرية تقود فريق كرة قدم للرجال، وتكسر بذلك واحدة من أكبر الحواجز في عالم الرياضة، واليوم لم تعد فايزة حيدر مجرد لاعبة أو مدربة، بل رمز للكفاح والإرادة. 

حكايتها ليست فقط عن كرة القدم، بل عن تحقيق الأحلام رغم كل الصعوبات، وعن كيف يمكن لشخص واحد أن يغير نظرة المجتمع بإيمانه بنفسه. قصتها هي رسالة لكل فتاة مصرية: “لا يوجد حلم مستحيل، إذا كنتِ مستعدة للنضال من أجله”.