في لفتة إنسانية تعكس روح المحبة والتعايش بين الأديان في مدينة القدس، شارك راهب قبطي مصري يتبع الكنيسة الأرثوذكسية المصرية الراهب ثاؤفيلس الاورشليمى سكرتير بطريركية القدس، ومسئول العلاقات العامة والإعلامي لها في فعاليات إفطار جماعي لصائمين من مختلف الأطياف الدينية، نظمته إحدى الجمعيات الخيرية المحلية. هذه المبادرة تعكس جانبًا من التعاون بين المسيحيين والمسلمين في القدس، الذي يعتبر نموذجًا فريدًا للسلام والوئام في المدينة المقدسة.
المشاركة في الإفطار:
حضر الراهب الذي ينتمي إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في القدس، إلى جانب العديد من المسلمين والمسيحيين، حيث تناولوا الإفطار معًا في أجواء من التآزر والمحبة. في كلمة له، أعرب الراهب عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث المميز، مشيدًا بالتلاحم بين أبناء الديانات المختلفة في القدس، وأكد على أهمية تعزيز قيم التسامح والتعاون في هذه المدينة التي تجمع مختلف الأديان والثقافات.
وقال الراهب: "إن مشاركتي في هذا الإفطار هي رسالة للعالم بأن الحب والاحترام المتبادل بين الديانات هو السبيل لتحقيق السلام والعيش المشترك. في هذا الشهر الفضيل، نتمنى لجميع إخواننا المسلمين صيامًا مقبولًا، وأدعوا الله أن يعم السلام والمحبة في هذه الأرض المقدسة".
أجواء مميزة في الإفطار:
توافد الصائمون من مختلف الأحياء الفلسطينية في القدس لحضور الإفطار، الذي أقيم في ساحة مفتوحة بالقرب من المسجد الأقصى. الجو كان حافلًا بالمشاعر الطيبة والتعاون بين الجميع. وقال أحد المشاركين في الإفطار: “هذه الفعالية هي فرًصة رائعة لتعميق الصداقات وتبادل ثقافاتنا، خصوصًا في رمضان، الذي يمثل فرصة للوحدة بين الناس.”
رسالة التسامح والتعايش:
تعتبر هذه الفعالية جزءًا من سلسلة من الأنشطة التي تهدف إلى تعزيز ثقافة التسامح والتعايش بين الأديان في القدس. وقد أشار القائمون على المبادرة إلى أن هذا الإفطار هو جزء من مشروع أوسع يهدف إلى نشر المحبة والوئام بين المسلمين والمسيحيين في القدس، وهي رسالة تأكيد على أن التعايش السلمي ليس فقط ممكنًا، بل هو ضرورة لحفظ الاستقرار الاجتماعي والإنساني.
إن مشاركة هذا الراهب القبطي في إفطار صائمين في القدس تبرز جانبًا نبيلًا من التفاعل بين أبناء الديانات السماوية، وتؤكد أن الأديان، رغم اختلافاتها، يمكن أن تتعايش بسلام وتعاون. رسالة هذا الحدث تتعدى حدود القدس لتصل إلى كل العالم، مؤكدين أن المحبة والوئام يمكن أن يكونا أساسًا لسلام دائم في مناطق النزاع.