أكّد المطران وليم شوملي، النائب البطريركي للاتين في القدس، أنّ في ظل الأزمة المستمرة في الأراضي المقدسة، يتقاسم المسيحيون مع جميع الفلسطينيين معاناتهم اليومية.
وأضاف: «في غزة، حيث الحرب مستمرة منذ 18 شهرًا، وصل الوضع إلى مرحلة اليأس، فيما لا تزال آفاق الحل السياسي غامضة».
وتابع: «أما في الضفة الغربية، فيواجه المسيحيون تحديات أمنية واقتصادية واجتماعية، إذ طالت البطالة نحو 50% منهم، ما جعلهم يعتمدون بشكل كبير على المساعدات الإنسانية المحدودة. وتنتشر أكثر من 900 نقطة تفتيش عسكرية إسرائيلية، فيواجه السكان تحديات في التنقل والوصول إلى أماكن عملهم والخدمات الأساسية، وهو ما يولّد المعاناة وإضاعة الوقت والجهد».
وأوضح أنّ صعوبة الحصول على تصاريح العمل فاقمت معاناة المسيحيين، بخاصة أولئك الذين كانوا يعملون في القدس أو داخل إسرائيل.
وأشار إلى أنّ نسبة المسيحيين في فلسطين تراجعت إلى أقل من 1% من إجمالي السكان، بعدما كانت 10% قبل 170 عامًا، ما يعكس تدهورًا كبيرًا في حضورهم التاريخي والديمغرافي. وأردف: «فاقم غياب السياحة والحج الأزمة، إذ فقد مسيحيون كثيرون مصادر دخلهم في مدن مثل القدس وبيت لحم».
وفي ما يتعلق بدور الكنيسة، أكد شوملي أنّ المؤسسات الكنسية تبذل جهودًا كبيرة لدعم المسيحيين رغم الموارد المحدودة. وقال: «نعمل على تلبية الاحتياجات الأساسية مثل دفع إيجارات المنازل، وتوفير الأدوية والطعام، والإسهام في أقساط المدارس والجامعات، لكنّ المساعدات التي نقدّمها لا تكفي لحلّ المشكلات الجذرية». وشدّد على أنّ الحل يكمن في توفير فرص عمل حقيقية للمسيحيين، سواء في مناطق سكنهم أم في القدس وإسرائيل، حيث يتطلب العمل الحصول على تصاريح خاصة من السلطات الإسرائيلية.
ورأى شوملي أنّ العدالة هي السبيل الوحيد لحل الأزمة. وأكّد أنّ الأمم المتحدة أصبحت غير قادرة على تنفيذ قراراتها نتيجة ضعف الإجماع الدولي والمصالح الكبرى التي تعرقل الوصول إلى حلول فعّالة.