الثلاثاء 25 مارس 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

إيران أمام مفترق طرق 2025.. الحرب أم صفقة نووية مع واشنطن؟

إيران
إيران
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تواجه إيران في عام 2025 لحظة مصيرية قد تحدد مستقبلها السياسي والعسكري لعقود قادمة، حيث يتعين على المرشد الأعلى، علي خامنئي، اتخاذ قرار حاسم بين الدخول في مفاوضات دبلوماسية جديدة أو المخاطرة بمواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

ووفقًا لمحللين، يعد هذا القرار هو الأكثر خطورة منذ توليه منصب المرشد الأعلى قبل 35 عامًا.

الخياران المطروحان: صفقة نووية أم مواجهة عسكرية؟

يرى مارك دوبويتز، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD) وأحد أبرز النقاد لسياسات إيران في واشنطن، أن خامنئي يواجه خيارين لا ثالث لهما: إما إبرام اتفاق نووي جديد مع الولايات المتحدة، أو مواجهة خطر التصعيد العسكري الذي قد يؤدي إلى انهيار نظامه، وفي تصريح لبرنامج "Eye for Iran"، قال دوبويتز: "أعتقد أن المرشد الأعلى يواجه على الأرجح أهم قرار مصيري خلال 35 عامًا من حكمه. هل سيقبل بصفقة سلمية، أم سيواجه خطر انهيار نظامه بسبب ضربات عسكرية محتملة؟"

ويعتقد دوبويتز أن قرار خامنئي سيؤثر بشكل مباشر على بقاء النظام الإيراني، فإما أن يكون خطوة لاستمرار النظام أو نقطة النهاية لأكثر من أربعين عامًا من حكم إيران.

دوافع الولايات المتحدة وإسرائيل

على الرغم من تفضيل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحلول الدبلوماسية على المواجهة العسكرية، إلا أن نهجه الحالي يشير إلى أنه لا يستبعد الخيار العسكري إذا لزم الأمر.

ووفقًا لتقارير صحفية، أرسل ترامب رسالة مباشرة إلى خامنئي يعرض فيها التفاوض حول الملف النووي ومنح إيران مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق، وإلا ستواجه "عواقب وخيمة".

مارك دوبويتز يؤكد أن إدارة ترامب تدرك تمامًا حساسية العام 2025 ولن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، كما يشير إلى أن إسرائيل تلعب دورًا محوريًا في الضغط على واشنطن لاتخاذ موقف حاسم، سواء من خلال شن ضربات عسكرية مشتركة أو بدعم أمريكي مباشر لضرب المنشآت النووية الإيرانية.

ويضيف دوبويتز: "نحن بصدد إنشاء ردع عن طريق العقاب. لن تكون الحرب القادمة مثل التدخلات الأمريكية السابقة في أفغانستان أو العراق، بل ستتم عبر ضربات دقيقة تستهدف منشآت الحرس الثوري و مرافقه وقواعده، بما في ذلك السفن التجسسية التي تدعم الحوثيين."

نقاط الضعف الإيرانية وتأثيرها على القرار

يرى المحللون أن إيران تعاني من حالة ضعف داخلي متزايد نتيجة للتحديات الاقتصادية والسياسية المتصاعدة. 

فالعملة الإيرانية تواصل انهيارها، كما أن النفوذ الإيراني الإقليمي يتآكل بسبب الأزمات المتفاقمة في لبنان وسوريا.

على الرغم من التهديدات التي يطلقها القادة العسكريون الإيرانيون، مثل حسين سلامي قائد الحرس الثوري الذي توعد بـ "رد حاسم ومدمر"، يؤكد دوبويتز أن قدرات إيران العسكرية لا تتناسب مع التهديدات التي تصدرها. لكنه يعترف بقدرة النظام الإيراني على نشر الفوضى عالميًا من خلال وكلائه وشبكاته النائمة.

الخيار الآخر: دعم الشعب الإيراني

يشير دوبويتز إلى أن مجرد التوصل إلى اتفاق نووي مع النظام الإيراني لن يكون كافيًا لمنع تطوير سلاح نووي أو وقف العدوان الإيراني على دول المنطقة. ويرى أن الحل الأمثل يتمثل في إسقاط النظام، مشددًا على ضرورة توفير دعم حقيقي للشعب الإيراني في مواجهته للنظام.

ومن بين الوسائل التي يراها ضرورية لتحقيق ذلك:

إنشاء صناديق لدعم الإضرابات العمالية.

تطوير تقنيات تتجاوز عمليات قطع الإنترنت التي ينفذها النظام.

شن هجمات إلكترونية تعطل الأجهزة الأمنية الحكومية أثناء الاحتجاجات.

ويقول دوبويتز محذرًا: "عارٌ علينا إن لم نكن مستعدين لدعم الشعب الإيراني في المرة القادمة التي يخرج فيها إلى الشوارع."

المشهد الجيوسياسي: تحولات كبرى في الأفق

لا شك أن عام 2025 سيكون عامًا حاسمًا بالنسبة لإيران والمنطقة ككل. فقرار خامنئي المنتظر قد يؤدي إما إلى إبرام صفقة نووية جديدة قد لا تلبي الطموحات الأمريكية والإسرائيلية، أو مواجهة عسكرية قد تنتهي بإسقاط النظام الإيراني.