_«بائع المناديل» تتناول قضية أطفال الشوارع.. وتصلح للكبار واليافعين
_ «209» رواية قريبة إلى قلبى.. لأنها تجمع بين الخيال والمغامرة
_ أدب الطفل أصعب أشكال الكتابة
_ رمضان شهر إجازة من الإبداع.. وأخصص وقتى فيه للقراءات الدينية

أحمد طوسون، كاتب وروائي وقاص مصري، بدأ مشواره الأدبي في أواخر التسعينيات، وكتب في مجالات القصة القصيرة، الرواية، وأدب الأطفال، ويُعد من الأدباء الذين أثروا الساحة الأدبية المصرية والعربية بأعمالهم المتنوعة والمتميزة.
لٌقب بـ “صائد الجوائز” نظرا لحصول أعماله على جوائز عديدة، حيث فاز عن عملين له بجوائز فى عام واحد "بائع المناديل" بكتارا، وجائزة روايات مصرية للجيب بالمجموعة القصصية "عصافير الرغبة".
شارك بمعرض الكتاب 2025، بروايتين لليافعين 209، ولماذا لا تزورنا العصافير، التقته "البوابة نيوز" للحديث عن تفاصيل الأعمال الأدبية التى حصلت على إشادة كبيرة من الأدباء والنٌقاد، وكان معه هذا الحوار:
■ حدثنا عن طقوسك ككاتب في شهر رمضان؟
رمضان من الشهور التي أعتبرها شهر إجازة من الإبداع، أغلب القراءات فيه تكون مخصصة للقراءات الدينية، إلا إذا كنت مكلفا بعمل، والشهر الكريم فرصة للقاء الأهل والأصدقاء وقراءة القرآن والعبادات.
■ وماذا عن روايتي «٢٠٩»، و«لماذا لا تزورنا العصافير» اللتين شاركت بهما في معرض القاهرة للكتاب؟
مائتان وتسعة، رواية قريبة إلى قلبي، ربما لأنها تجمع بين الخيال ذي الصبغة العلمية وبين المغامرة، في الرواية سنجد أبطال من عوالم مختلفة، البطل البشري متمثلا في يوسف وأصحابه، وضياء الإنسان الآلي في إصداراته الحديثة، و٢٠٩ الفضائي الذي يزور الأرض في مهمة استكشافية، ويلتقي أبطال العوالم الثلاثة ليخوضوا معا مغامرة ضد المقنعين.
وحاولت في النص أن أقدم عملا أدبيا لليافعين يجمع ما بين العلم والخيال والمغامرة والقيم التربوية التي تساعد الأجيال الجديدة على النجاح والتفوق وتحقيق أهدافهم وأتمنى أن أكون وفقت، أما في رواية لماذا لا تزورنا العصافير، فحاولت من خلال بطلة الرواية دعاء أن أناقش فكرة استدامة المدن وكيف تحاول مع أصدقائها التغلب على المشاكل التي تواجههم حين يعيشون في سكن العمال بإحدى المدن الصناعية، وتأثير مخلفات وعوادم المصانع عليهم، وفي ظني أن سلوكنا مع البيئة من حولنا يؤثر في مستقبلنا جميعا وأن المستقبل سيكون لفكرة استدامة المدن التي يجب أن يتربي على قيمها جيلنا الناشئ.
■ فاز عملان لك بجوائز فى عام واحد، «بائع المناديل» بجائزة كتارا، وجائزة روايات مصرية للجيب، للمجموعة القصصية «عصافير الرغبة»، حدثنا عن العملين؟
بائع المناديل رواية لليافعين كما أظنها تصلح للكبار أيضا، فازت بجائزة كتارا للرواية في العام قبل الماضي، تتناول قضية أطفال الشوارع من خلال السارد الذي يحكي قصته عندما وجد نفسه في الشارع والتقطه إحدى عصابات عمالة أطفال الشوارع وكيف نجا من أيديهم، وفي اعتقادي أن قضية أطفال الشوارع أحد القضايا الهامة التي تتعرض لها المجتمعات وليست حكرا على مجتمع بعينه وأن أطفال الشوارع يحتاجون لليد الحانية التي تربت عليهم وتنتشلهم من مصيرهم الغامض سواء كانت هذه اليد يد الحكومات أو المؤسسات العامة أو الخاصة، كلنا مسئولون حتى نتكاتف للقضاء على هذه الظاهرة.
أما مجموعة «عصافير الرغبة»، فهي مجموعة قصصية للكبار فازت بجائزة روايات مصرية للجيب مع مجموعتين للكاتبين المتميزين، الدكتور مجدي القوصي، وأشرف أيوب، وسعادتي بهذه الجائزة على وجه الخصوص، كونها في القصة القصيرة النوع الأدبي الأقرب إلى قلبي من بين الأنواع الأدبية المختلفة.
■ ماذا تعنى لك الجوائز والمسابقات الأدبية؟
الجوائز في بدايات طريق الكاتب ربما تكون مشجعة ومحفزة على مواصلة الطريق، وتعد بمثابة اعتراف بوجود موهبة عند الكاتب، خاصة في ظل ازدحام الواقع الثقافي وضياع الكثير من الأعمال الجيدة في الزحام دون أن يلتفت إليها أحد، أهمية الجائزة إنها تسلط الضوء على الكاتب وعلى العمل الفائز، لكن هناك الكثير من الأعمال الجيدة التي لم تحصل على جوائز، وأنا أؤمن أن اختلاف لجان التحكيم سيؤدي إلى اختلاف النتائج حتما.. فقيمة الجائزة أنها تقدم دعما ماديا، الكاتب في أشد الحاجة إليه، ودعما معنويا، لكن الكاتب الحقيقي سيشتغل على أدواته ويطور فيها ويستكمل مشروعه سواء فاز بالجائزة أم لا لأنها في النهاية هي مجرد ومضة في الطريق تدعوه للاستمرار.
■ وما تفاصيل مشروعك الأدبي المقبل؟
هناك مشاريع أعمل عليها لكن لا أعرف إن كنت سأنتهي منها قريبا أم لا، أتمنى أن أنتهي من مجموعة قصصية للكبار كتبت بعض نصوصها وهناك مشروع لرواية لليافعين وأخرى للكبار أتمنى مع نهاية العام أن أنجز أحدهم على الأقل.
■ هل هناك نصائح توجهها للشباب المقبلين على الكتابة للطفل؟
أقول لنفسي دوما إن الكتابة للطفل أصعب أشكال الكتابات الأدبية، والرهان دوما في ظني ألا يتجه الكاتب لهذا الشكل الأدبي إلا عندما تكتمل أدواته وتلح عليه فكرة ملحة وليس سعيا وراء الوجود والنشر
في النهاية لسنا كهنة، لكل كاتب تجربته وقناعاته والفيصل للحكم على الإبداع الإبداع ذاته، والمبدع الحقيقي لا ينتظر نصيحة بقدر ما يقرأ ويراقب تجارب الآخرين وتجربته ونظل نتعلم كل يوم مما نقرأ حتى أخر لحظة من حياتنا.




