الأربعاء 19 مارس 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

معنى الصليب في المسيحية - تأملات البابا يوحنا بولس الثاني

ارشيف
ارشيف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يحتفي الاقباط حول العالم بعيد الصليب ففي هذه المناسبة، يسترجع المؤمنون كلمات قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، بابا الفاتيكان السابق الذي أكد على أهمية الصليب في فهم طبيعة الحب الإلهي وأبعاده الخلاصية.

الصليب في الفكر المسيحي، هو أكثر من مجرد رمز ديني؛ إنه تجسيد عميق للحب الإلهي وتجلٍّ لرحمة الله تجاه الإنسان

ويمثل الصليب في أبهى صورته الوسيلة التي بها تتجلى الألوهية في أعماق معاناة الإنسان، خاصة في لحظات الألم والضيق. هو لحظة تلاقي المحبة الإلهية مع جراح البشر الأكثر قسوة، إذ يجد المؤمنون فيه إشارة إلى الحب الأبدي في أوقات الشدة.

يُنظر إلى الصليب أيضًا على أنه الإنجاز التام للبرنامج المسيحاني الذي أعلن عنه يسوع المسيح في مجمع الناصرة، ومن ثم كرره أمام موفدي يوحنا المعمدان. وقام هذا البرنامج على نبوءات النبي إشعياء القديمة، حيث أبرز المحبة والرحمة تجاه الفقراء، والمحتاجين، والمتألمين، والمسجونين، والعميان، والمضطهدين والخطأة.

في نظر الكنيسة، يعد السر الفصحي أكثر من مجرد حدث تاريخي؛ فهو يتخطى حدود الشرور التي تعاني منها الإنسانية في فترة وجودها على الأرض. فصليب المسيح يتيح للإنسان فهم أعمق جذور الشر المتأصلة في الخطيئة والموت، ويُعتبر بالتالي علامة أخروية، مشيرًا إلى انتصار الحب في نهاية الزمان. عند التجديد النهائي للعالم، سيغلب هذا الحب في المختارين على أعمق مصادر الشر، ليمنحهم ملكوت الحياة والقداسة والخلود الممجّد.

هذه الرؤية الأخروية تُجسدها القيامة التي تمثل، في اليوم الثالث بعد الصلب، علامة نهائية تكلل رسالة المسيح. فهي تمثل إتمام كشف المسيح الكامل عن الحب الرحيم في عالم يعاني من الشرور، وتبشر بمجيء “سماء جديدة وأرض جديدة”، حيث تُمسح كل دمعة من عيون المؤمنين، ويختفي الموت، والحزن، والصراخ، والألم إلى الأبد، ليحل مكانها الفرح الأبدي والخلود.