أعرب البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، اليوم الأربعاء، عن شكره على الكلمات التي عبّرت عن القرب والتعاطف في زمن المرض، حيث أشار إلى أن الحرب باتت تبدو أكثر عبثية من أي وقت مضى، وقال: "إن الضعف البشري لديه القدرة على أن يجعلنا أكثر وضوحًا في التمييز بين ما هو باقٍ وما هو زائل، بين ما يمنح الحياة وما يسبب الموت".
وأضاف البابا فرنسيس، حسب ما نشرته الصفحة الرسمية للفاتيكان منذ قليل، أن البشر غالبًا ما يحاولون إنكار حدودهم والابتعاد عن مواجهة الأشخاص الضعفاء والجَرحى، لأنهم يمتلكون القدرة على تحدّي المسارات التي نختارها، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي.
وفي السياق ذاته، أضاف البابا، أن وسائل الإعلام التي تربط عالمنا في الوقت الحقيقي يجب أن تدرك أهمية الكلمات، إذ أن الكلمات ليست مجرد حروف تُقال، بل هي أفعال تؤثر في بيئتنا الإنسانية، فهي قادرة على توحيدنا أو تفريقنا، على خدمة الحقيقة أو استغلالها مؤكدا البابا على ضرورة تجريد الكلمات من كونها أسلحة، حتى يتمكن العقل من التحرر من هذه الأسلحة، مما يعيننا على تجريد الأرض نفسها منها. وأوضح أن العالم اليوم في حاجة ماسّة إلى التأمل، والهدوء، وإدراك تعقيد الواقع.
واشار البابا فرنسيس إلي أن الحرب لا تترك سوى الدمار في المجتمعات والبيئة، دون تقديم حلول حقيقية للصراعات، موضحا بأن الدبلوماسية والمنظمات الدولية بحاجة إلى روح جديدة تمنحها المصداقية والديناميكية، كما أن الأديان يمكنها أن تستمد من الروحانيات العميقة للشعوب لإعادة إشعال الرغبة في الأخوة والعدالة، مع تعزيز الأمل في السلام.
واختتم البابا فرنسيس حديثه بالتأكيد على أن هذا كله يتطلب التزامًا وجهدًا وصمتًا وكلمات، مشددًا على أننا يجب أن نشعر بأننا متحدون في هذا المسعى، الذي لن تتوقف النعمة السماوية عن إلهامه ومرافقته.