الثلاثاء 01 أبريل 2025
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الأوضاع في غزة.. وألاعيب إسرائيل!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

منذ البداية، كانت المفاوضات بين إسرائيل وحماس أشبه بلعبة شد الحبل، والنتيجة لا شيء سوى مزيد من الدم والدمار!.. محادثات وقف إطلاق النار تتعثر لأن الفجوة بين الطرفين ليست مجرد خلاف على التفاصيل، بل هي هوة عميقة بين احتلال لا يريد إنهاء الحرب، وشعب لن يقبل إلا بخروج المحتل!

وسط هذا المشهد، تحاول مصر لعب دور الوسيط، بجانب قطر، وهما تدركان أن الوصول إلى وقف نهائى لإطلاق النار يشبه محاولة بناء جسر على رمال متحركة!.. لقاءات واجتماعات، مقترحات وردود، وكل مرة تُفتح نافذة أمل، يسارع الطرف الإسرائيلى إلى إغلاقها بإعلان جديد، أو بمطلب لا يمكن تحقيقه، وكأنه يمارس لعبة سياسية على حساب الدم الفلسطيني!

واشنطن لم تخفِ انحيازها لإسرائيل يوماً، لكنها الآن تلعب دور الحكم الذي يتظاهر بالحياد باعتبارها أحد الوسطاء، إلا أن ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكى كشف عن حقيقة الانحياز الأمريكى الكامل لإسرائيل حين طرح مقترحه بتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذى دخل حيز التنفيذ فى 19 يناير الماضى، وانتهت مرحتله الأولى فى الأول مارس من دون توافق بشأن المراحل التالية لتدخلنا إسرائيل وأمريكا فى دوامة التمديد والتعطيل، حيث يصر رئيس الوزراء الإسرائيلى بدء المفاوضات على أساس اقتراح ستيف ويتكوف بالإفراج الفوري عن أحد عشر رهينة أحياء ونصف الرهائن القتلى، ويأتى هذا الموقف الإسرائيلى رفضاً لعرض حماس الإفراج عن الرهينة الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر وإعادة جثث أربعة آخرين، مقابل بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، والتي تتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية.. إسرائيل، كالعادة، رفضت العرض، ووصفته بـ"الألاعيب والحرب النفسية"، رغم أنها وافقت سابقا على أن يكون هذا جزءا من المفاوضات! لكنها الآن تتمسك بمقترح المبعوث الأمريكى!. 

وبينما تتلاعب إسرائيل وبينما يصدر مكتب بنيامين نتنياهو الكثير من التصريحات المضللة على لسانه، لم تحترم إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار، وقامت بخرق الاتفاق بغارتها القاتلة مساء السبت الماضى فى شهر الصيام والتى أدت إلى مقتل تسعة فلسطينيين فى أكبر حصيلة منذ وقف إطلاق النار.  

وهكذا فإن المحصلة هدنة هشة، ووقف لإطلاق النار متعثر، ولا يبدو فى الأفق أى حل قريب. الوسطاء يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه، والوحيد الذي يدفع الثمن هو الشعب الفلسطيني، الذي يعيش بين ركام المنازل المهدمة والتجويع!.

ويقف المجتمع الدولى عاجزاً أمام هذا التعنت الإسرائيلى والذى وصل إلى حد منع دخول المساعدات إلى قطاع غزة فى مخالفة صريحة للقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى واتفاقيات جنيف التى تنظم أوضاع المناطق المحتلة فى زمن الحرب.. كما يقف المجتمع الدولى متفرجاً إزاء ما يحدث من تغيرات ديمغرافية فى الضفة الغربية المحتلة، خاصةً بعد طرد سكان المخيمات فى جنين وطولكرم فى ظل التوسع الاستيطانى على مرأى ومسمع من العالم وبدعم غير مسبوق من الإدارة الأمريكية.. وتستمر توترات الحرب وأضرارها بينما تبقى غزة في عين العاصفة، والمفاوضات في دوامة لا نعرف متى تنتهي!.