أكد حزب الوعي متابعته كغيره من جماهير الرياضة وكرة القدم في مصر والعالم العربي والقارة الإفريقية، التطورات المؤسفة التي شهدتها الساحة الرياضية المصرية خلال الأيام الماضية، والتي تمثلت في انسحاب النادي الأهلي من إحدى المباريات، اعتراضًا على قرارات تنظيمية صادرة عن الجهات المعنية بإدارة النشاط الكروي، وعلى رأسها الاتحاد المصري لكرة القدم ورابطة الأندية المصرية، إضافة إلى التصريحات غير المدروسة الصادرة عن رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم خلال مشاركته في اجتماع رسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حيث اقترح استضافة مصر لإحدى مباريات أو مجموعات كأس العالم 2034.
وفي هذا السياق، أكد حزب الوعي إيمانه العميق بأن الرياضة وخاصة كرة القدم، لم تعد مجرد نشاط ترفيهي، بل أصبحت صناعة متكاملة تؤثر في الاقتصاد الوطني وتُسهم في التنمية البشرية وتوفير فرص العمل، وبناءً على ذلك، نود تسجيل الملاحظات التالية: ضرورة التحقيق في أزمة انسحاب النادى الأهلى، وإن واقعة انسحاب النادي الأهلي، بغض النظر عن خلفياتها ومبرراتها، تكشف عن خلل واضح في إدارة المنظومة الرياضية في مصر، سواء على مستوى المؤسسات الرياضية أو الأندية، وتُسيء هذه الواقعة إلى سمعة الرياضة المصرية محليًا ودوليًا، كما تُلقى بظلالها السلبية على مستقبل قطاع واعد يُعوَّل عليه لتحقيق مكاسب اقتصادية وتنموية، كما تؤثر بشكل مباشر على شرائح واسعة من العاملين والمتعاملين مع هذه الصناعة الرياضية المتنامية.
ومن هذا المنطلق، أكد الحزب على ضرورة فتح تحقيق جاد في الواقعة، وإعلان نتائجه بشفافية، لتفادي تكرار مثل هذه الأزمات مستقبلًا، مشددا على رفض التصرف غير المسؤول لرئيس الاتحاد المصرى لكرة القدم.
وأعرب الحزب عن أسفه الشديد للتصرف غير المسؤول الذي بدر عن رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم خلال مشاركته في اجتماع رسمي لـالفيفا، حيث طرح بشكل مفاجئ طلب استضافة مصر لإحدى مباريات أو مجموعات كأس العالم 2034.
ويأتي هذا الطرح متعارضًا مع الترتيبات الإقليمية، حيث تقود المملكة العربية السعودية الشقيقة ملف تنظيم هذا الحدث الرياضي الدولي بدعم رسمي من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وفق تحركات مدروسة ومنسقة. وقد تسبب هذا التصرف في رفض واضح من الجانب الآسيوي، باعتباره تجاوزًا غير مقبول لجهود السعودية في هذا الملف.
ورأى الحزب أن هذا التصرف يعكس نهجًا فرديًا مرتجلًا يضر بمكانة مصر الإقليمية والدولية في المحافل الرياضية، كما يُكرّس أسلوبًا غير مؤسسي في إدارة الملفات الرياضية الكبرى، وهو ما يستوجب محاسبة المسؤولين عنه وضمان عدم تكراره مستقبلاً.
وأكد حزب الوعي على الحاجة الملحّة لإصلاح شامل للمنظومة الرياضية المصرية، من خلال مراجعة الهياكل الإدارية والتشريعية للرياضة المصرية، وتطوير الكوادر والقيادات الرياضية لضمان كفاءة الأداء.
إطلاق رؤية وطنية طموحة لتطوير قطاع الرياضة، بما يواكب المعايير الدولية ويضع مصر في مكانتها المستحقة على الساحة القارية والعالمية، فضلًا عن الاستعانة بكفاءات متخصصة في الإدارة والحوكمة الرياضية لتعزيز الأداء المؤسسي، بالإضافة إلي تعزيز دور وزارة الشباب والرياضة والهيئات الرقابية والتنظيمية، بما يضمن الإدارة الفعالة والرقابة الرشيدة، ويحقق التوازن بين متعة الرياضة ومتطلباتها الاقتصادية والتنظيمية.
وأضاف حزب الوعي أن الرياضة ليست ساحة للصراعات أو الحسابات الضيقة، بل هي منصة للوحدة الوطنية، وبوابة لتعزيز الوعي العام، ومصدر للمتعة الثقافية والعائد الاقتصادي.
ولذا، يجب أن تُدار بعقلانية وشفافية واستراتيجية طويلة الأمد، بعيدًا عن الانفعالات والقرارات الفردية التي تُهدد ثقة الجماهير وتُفرغ الرياضة من مضمونها الحضاري والإنساني.